وقبل أن يطلق الحزب معركته بوجه المعارضين له ومن يقف خلفهم، قرر أن يترك باسيل يحترق ويحرق كل أوراقه؛ لأنه لم يتمكن من إقناعه أنه لن يسير به إلى قصر بعبدا كما فعل مع عمه ميشال عون؛ لذلك قرر الحزب أن يتخذ صفة المتفرج على باسيل الذي قد ينهي نفسه بنفسه بفعل ممارساته اليومية بحق الجميع، التي قد تعريه من كل الحلفاء، وأبسط الأسئلة التي لم يطرحها باسيل على نفسه، وهو يحارب ويتطاول على الجميع هو: من سيصوت له إن أحرق كل مراكبه؟.
سؤال آخر، هل حقاً يغفل باسيل عن أن الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) قادران على إيصال فرنجية إلى القصر بالاتفاق مع القوى نفسها التي انتخبت نبيه بري لرئاسة المجلس النيابي بأكثرية 65 صوتاً، فالكل يذكر التصويت السلبي من جانب نواب التيار في جلسة رئاسة مجلس النواب.
سؤال أخير، هل يغفل باسيل أيضاً عن أن هناك مرشحاً يحظى بدعم إقليمي وهو قائد الجيش العماد جوزيف عون، وأن تسريباته التي مارسها مع فرنجية لن تفلح مع قائد الجيش، خصوصاً أن الفريق الآخر أو فريق المعارضة لا مشكلة لديه في التصويت لجوزيف عون ومعهم بري، في حال سقط خيار فرنجية كونه لا يجد مانعاً من السير في هذا الخيار. وبانتظار أن يصفي الحلفاء بعضهم بعضاً، لا شك أن الجهود الإقليمية ما زالت منكبة على صياغة تسوية وسط ظل ظروف سياسية معقدة؛ لأنها ستشمل الرئاسة والحكومة والإصلاحات.