باعت بيتها لأجله فرماها في المقابر.. مأساة أم دفعت ثمن حبها



12:23 م


الثلاثاء 31 ديسمبر 2024

الغربية- مروة شاهين:

في إحدى القرى الهادئة التابعة لمركز زفتى، كانت خطوات السيدة “أم أحمد”، التي تجاوزت السبعين من عمرها، تتثاقل وهي تجلس أمام أحد القبور، لا سقف يحميها من برد الليل القارس، ولا جدران تؤنس وحدتها، كانت عيناها الغائرتان تحكيان مئات القصص، لكن أكثرها ألمًا كان قصة نجلها الوحيد، الذي تركها إلى هذا المصير.

كانت أم أحمد يومًا ما سيدةً ميسورة الحال، تمتلك منزلًا بسيطًا يكفيها ويوفر لها أمان الشيخوخة، لكنها لم تكن تعلم أن حبها الزائد لابنها سيصبح سلاحًا يُطعن به ظهرها، ابنها الذي طالما اعتبرته سندها الوحيد، كان متهورًا يعيش حياة مرفهة أغرقته في الديون والأخطاء، وكلما زاد الدائنون من حوله، كانت الأم تبيع جزءًا من حياتها—تارة تبيع قطعة من أثاث منزلها، وأخرى تستدين لتسدد ديونه، حتى وجدت نفسها يومًا بلا منزل، وبلا مأوى.

“سيعوضني ابني عن كل هذا يومًا ما”.. هكذا كانت تردد في كل مرة تفرغ فيها جيوبها من أجل سداد دين جديد. لكن ذلك اليوم لم يأتِ أبدًا. بل جاء اليوم الذي أدار فيه الابن ظهره لها بعد أن ضاع كل ما تملكه.

لم تجد أم أحمد من يقبل بتأجير غرفة صغيرة لها بسبب سمعة ابنها السيئة، ولم تجد مأوى سوى المقابر، حيث أصبح القبر جدارًا تتكئ عليه، والأرض الرطبة سريرها البارد.

وصل بلاغ إلى وحدة التدخل السريع عن وجود سيدة مسنة أمام المقابر، وبالنزول إلى الموقع، وجدوها هناك، كانت ترفض المغادرة خوفًا عليه من المساءلة القانونية رغم كل ما فعله بها.

بصعوبة بالغة، وبعد محاولات إقناع طويلة، وافقت أم أحمد على دخول إحدى دور الرعاية، لكنها غادرت المكان بعينين غارقتين في الدموع، وقلبها ما زال معلقًا بابن لم يعرف يومًا معنى الرحمة.