تحدث الوزير الأردني الأسبق بسام العموش ، مساء يوم الجمعة، عن أسباب إخراج حركة حماس من الأردن،و قصة الحركة مع تنظيم الإخوان في الأردن، ودور الوساطة الذي لعبه بين عائلة القيادي في حماس موسى أبو مرزوق والملك الأردني الراحل حسين، من أجل الإفراج عن أبو مرزوق من السجون الأميركية بعد توقيفه لمدة 21 شهرا، وما حصل في اللقاء الذي جمع موسى أبو مرزوق بالملك الأردني حسين بعد الإفراج عنه.
وقال العمروش في برنامج “الذاكرة السياسية” على قناة العربية:” حماس قبل أن يعلن عن إنشائها كانت قسم فلسطين في الاخوان المسلمين في الأردن،وكان يدخل رموز حماس الحاليون إلى مجلس الشورى ليقدمو تقريرا عن فلسطين وطلباتهم ويخرجوا، وهؤلاء الرموز هم: خالد مشعل، وموسى أبو مرزوق، والمرحوم إبراهيم غوشة، ومحمد نزال.
وبين العموش أن الأمر كان محسورا في المجال الاعلامي والمجال المالي فقط، حيث لم تكن قضية سلاح أو مقاومة.
وأضاف الوزير الأردني” عندما نشأت حماس لم يتسطع اخوان الأردن عقابيل التحول إلى حركة مسلحة، مشيرا الى أنه كان من حق الفلسطيني أن تقاوم كما قاومت فتح وكما قاومت الجبهة الشعبية، وأن هناك فصيل إسلامي يريد أن يقاوم وله وجود وله مؤيدون فأعلن عن انشاء الحركة.
وتابع:” اخوان الأردن ألغو قسم فلسطين، وتحولوا الى حركة حماس في الداخل وفي الخارج،وما عادت هناك أوامر من اخوان الأردن لهم، ونحن قانونيا لا نستطيع أن نتبنى خيار السلاح لأن الدولة الأردنية لها ظروفها وعلاقاتها، ولسنا فصيلا مسلحا، فهكذا أصبحت حماس الاخوان المسلمين في فلسطين وليس في الأردن.
وواصل: “ورغم بعض هؤلاء يحمل الجنسية الأردنية وهذا لايعيب، لأنه يوجد الكثير من رجال فتح يحملون الجنسية الأردنية.
وردا على سؤال المذيع عن حفظ حماس لما كانت تفعله الدولة الأردنية من اطلاق سراح أسراها من السجون الإسرائيلية مثلما فعل الملك حسين مع خالد مشعل قال العمروش: حماس تعلن أنها لا تتدخل في الشأن الداخلي للدول، رغم أن هناك يوجد بعض التدخلات التي يجب أن يبتعدوا عنها للمحافظة على البوصلة.
وضرب مثالا على ذلك والذي كان سببا في اخراج حماس من الأردن قال العموش: عندما كان يقول المرحوم ابراهيم غوشة قامت قواتنا بعملية في القدس، كيف أتحمل هذا في الأردن وانت أردني ومقيم في الأردن ومن الأردن تعلن، فكان هذا يدخل الدولة في اشكالات.فكان هذا السبب لاخراج حماس، وأضاف:” كان من الممكن أن تخرج الى أي مكان تريده وتقول ما تشاء، تعلن من سوريا أو من لبنان، من إيران، فلماذا يتم الاعلان من الأردن، فهذا كان يحرج الدولة.
أما عن دور الوساطة الذي لعبه بين عائلة القيادي في حماس موسى أبو مرزوق والملك الأردني الراحل حسين، من أجل الإفراج عن أبو مرزوق من السجون الأميركية، قال العمروش: اتصل بي الدكتور أحمد يوسف مستشار إسماعيل هنية أثناء تواجدي في أميركا، وقال لي زوجة أبو مرزوق هنا وموسى له في السجن 21 شهرا وتريد أن تقابل الملك حسين، وكان وقتها الملك في العلاج.
وأضاف: طلبت من الدكتور أحمد يوسف وزوجة موسى أبو مرزوق بأن يكتبوا رسالة إلى الملك حسين، وسوف آخذها وأسلمها للملك لكن قبل ذلك يجب أن أقرأها.
وتابع:” فاطلعت على الرسالة وشطبت بعض الأشياء لأني أعرف أن الملك حسين لا يحب المديح كثيرا.
وواصل: بعثت الرسالة وتلقيت موعدا للذهاب للملك حسين، وعند ذهابي له كان اللقاء سياسيا، فقلت له معي رسالة فأخذها مني ولم يفتحها أمامي،وضرب يده على صدره وقال لي” موسى أبو مرزوق عندي”، قبل أن يقرأ الرسالة.
وأشار الى أن الملك أعجبه اللقاء وأعطى الرسالة لمدير المخابرات الأردنية سميح البطيخي وقال له: اتصل بالأمريكان وقل لهم نحن كأردنيين عندنا الاستعداد أن نأخد موسى أبو مرزوق إذا أنتم لاتريدونه.
وأردف:” الأميركان كانوا لايريدون أبو موسى أبومرزوق وكانوا ينوون تسليمه إلى إسرائيل، وبعد شهرين تقريبا، اتصلوا بي وقالوا لي بأمر من جلالة الملك تعال لتستلم موسى أبو مرزوق من المطار، فذهبت أنا والأخ حمزة منصور لاستلامه، وكان في الطائرة يلبس البرتقالي وبعدها لبس البدلة في الطائرة قبل أن ينزل.
وأضاف: بعدها بأسبوعين طلبوا منا أن نذهب الى القصر الملكي واشترطوا أن تأتي زوجة موسى أبو مرزوق، فجاء موسى أبو مرزوق وزوجته ومعهم ابنتهم كانت تبكي.
وتابع:”الملك حسين بالعادة يستقبل ضيوفه في داخل الغرفة ولكن حتى يؤسر موسى أبو مرزوق خرج له ورأى طفلته تبكي فوضع ركبتيه على الأرض وتحدث معها.
وقالت الطفلة للملك: أن هناك أميرة صغيرة توجد هنا ولكنني لم أرها، وبحسب العمروش أعطى الملك رسالة سياسية موجهة وقال لها:” انتي لأول مرة تأتي الينا، المرة القادمة عندما تأتي نكون قد ألبسناها لتعلبي معها.
أما على سؤال المذيع عن أداء أبو مرزوق مع الملك حسين فقال العمروش: بالنسبة لي لم يعجبني بعض الألفاظ منه، نحن الاسلامييين عموما لا نعرف ثقافة البروتوكولات، يجب أن نحترم البروتوكول، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما بعث رسائل للملوك والزعماء قال عظيم الروم، فكان أبو مرزوق يقول “حكيت لياسر وقلت لياسر”، يقصد الرئيس الراحل ياسر عرفات أبو عمار، فكان الملك لا يعجبه ذلك، حيث كان من المفروض أن يقول الرئيس الفلسطيني.
وأضاف: اذا كان يعجبه أم لم يعجبه فكان يجب أن يخبئه له، لان الملك كان يمتعض وبان ذلك على وجهه.
وتابع: عندما كان اللقاء على وشك الانتهاء، كان محمد الذهبي مدير مكتب المخابرات الأردنية اتصل بي وقال: اذا جاء موسى أبو مرزوق للأردن الى أين سيذهب،فلقت له: ليس من المهم أين يذهب المهم أن يخرج من السجن فقال له الذهبي: نحن في الأردن لا نريده، فقلت له: أنا أتكفل أن استلمه من المطار وأخرجه من الأردن.
وواصل: عندما كنت أمام الملك قلت يجب أن أطرح الموضوع على الملك: فقلت للملك الأخ موسى أتى هنا وزوجته وابنته هنا ولكن عنده أطفال ما زالو في أميركا فهل يأتون للأردن أم يذهبوا الى مكان آخر، فالملك قال له: بالعكس البلد بلدهم ودعهم يأتون.
وأردف: “ودعنا الملك وخرجنا ولحقني مدير المخابرات سميح البطيخي وقال لي: ذبحتنا نقول لك أنه يجب أن يخرج وأنت ماذا فعلت، فأجبته أن هذه أوامر الملك حسين.