قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، بثت مساء الأربعاء، إن إدارته تريد العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، معتبرا أن “القرار بيد طهران”، فيما شدد الرئيس الأميركي على أن إدارته لن ترفع الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية، وقال إن استخدام القوة ضد طهران هو “ملاذ أخير”. وأكد أن بلاده لن تسمح بحيازة إيران السلاح النووي.
وأوضح الرئيس الأميركي، في المقابلة التي أجريت معه في البيت الأبيض عشية زيارته للمنطقة، أن الهدف من الزيارة هو التأكيد على الدور الأميركي في المنطقة بعدما “اعتقدوا أن الولايات المتحدة هجرت الشرق الأوسط” بسبب إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، و”اعتقدوا أنها تركت فراغًا للنفوذ الصيني و/ أو الروسي. ويجب منع حصول ذلك”.
وشدد بايدن على أن زيارته تهدف إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة واعتبره “مصلحة أميركية هامة جدًا”، وتعميق اندماج إسرائيل في المنطقة، ومواجهة النفوذ الروسي والصيني. وعند سؤاله عن الهدف من زيارته إلى السعودية مباشرة من إسرائيل، قال بايدن إن “الهدف هو الاستقرار في الشرق الأوسط. الاستقرار في الشرق الأوسط مصلحة مهمة للغاية للولايات المتحدة”.
وتابع أن “لإسرائيل مصلحة واضحة، وكذلك الولايات المتحدة، في ضمان اندماج إسرائيل في المنطقة وقبولها (بين دول المنطقة) على قدم المساواة. لذلك من المنطقي أن التوجه إلى مجلس التعاون الخليجي. لا يقتصر الأمر على السعودية فحسب”.
وأضاف أن “الصورة الأوسع” لزيارته تتعلق بالتأكيد على النفوذ الأميركي في المنطقة والالتزام الأميركي تجاه حلفاء واشنطن، وقال إنه “اعتقد البعض، بسبب الإدارة السابقة، أننا تخلينا عن الشرق الأوسط، واعتقدوا أننا خلقنا فراغًا ستملأه الصين و / أو روسيا. هذا لا ينبغي أن يحدث”.
واستطرد “ثانيًا، كلما اندمجت إسرائيل وتم قبولها على قدم المساواة في المنطقة، زاد احتمال وجود طريقة للتوصل إلى اتفاقات مع الفلسطينيين في المستقبل”. وعن إمكانية أن تسفر زيارته عن “اختراقة” تتعلق بإمكانية تطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية، قال: “يمكن أن يستغرق ذلك (التطبيع) وقتًا طويلاً. لكن تعميق العلاقة بمعنى القبول المتبادل وبمعنى العمل المشترك في جميع أنواع المواضيع، هو أمر منطقي بالنسبة لي”.
وحول الاتفاق النووي، أكد بايدن أنه “الشيء الوحيد الأسوأ من إيران الحالية هو إيران نووية. أعتقد أن الرئيس السابق (ترامب) ارتكب خطأً فادحًا عندما انسحب من الاتفاقية النووية، فإن إيران الآن باتت أقرب إلى تطوير أسلحة نووية مما كان عليه في السابق”.
وأشار إلى أهمية “العودة إلى الاتفاقية وإبقاء إيران تحت الرقابة القصوى”، وأضاف أنه “لا علاقة لذلك بمواصلة أنشطة ‘فيلق القدس‘ الإيراني في المنطقة، يمكننا العمل ضدهم والتوصل في الوقت نفسه إلى اتفاق يحد من البرنامج النووي”. وتابع أنه “ما زلت أعتقد أنه من المنطقي فعل ذلك. توجهنا إلى طاولة المفاوضات وصغنا اتفاقية وعرضناها والآن القرار بيد إيران”.
وحين سُئل عن إمكانية إبقاء الحرس الثوري الإيراني على قائمة التنظيمات الإرهابية، شدد بايدن على أن واشنطن لن تتراجع عن تصنيف الحرس الثوري منظمة “إرهابية” حتى لو حال ذلك دون التوصل إلى تفاهم يفضي إلى عودة واشنطن وطهران إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي من العام 2015).
إسرائيل تزود بايدن بمعلومات “حساسة” جديدةبشأن النووي الإيراني
هذا وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، بأن الرئيس الأميركي عقد جلسة أمنية مغلقة بمشاركة كبار المسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية، وذلك بعد جولته في منقطة منظومات الدفاع الجوية المتعددة الطبقات لاعتراض الصواريخ، التي نشرتها وزارة الأمن في المطار استعدادا للزيارة.
ووفقًا للمعلومات التي استعرضها الجانب الإسرائيلي أمام بايدن، فإن “إيران استثمرت مؤخرًا المليارات في تطوير وتجهيز أسلحة جديدة – والتي تم توزيعها أيضًا على المنظمات التي تعمل بالوكالة عنها في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
وذكرت القناة أن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، “قدموا للرئيس الأميركي قائمة مفصلة بأسماء التنظيمات التي تعمل لصالح إيران في أنحاء الشرق الأوسط والأسلحة التي حصل عليها كل تنظيم”.
كما عرض وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، على بايدن، مجموعة من الاتفاقات الأمنية (بعضها جديد – بحسب القناة)، وقعتها إسرائيل مع دول عربية ليست طرفا في “اتفاقيات أبراهام”. وطالبت إسرائيل من بايدن رعاية الولايات المتحدة لهذه الاتفاقيات والعمل على دفعها قدما تمهيدا للإعلان عنها رسميا.
واستعرض مسؤولو المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أمام الرئيس الأميركي، ما وصفته القناة بـ”الإستراتيجية الإسرائيلية الجديدة تجاه الفلسطينيين والتي تهدف إلى إضعاف حماس وتقوية السلطة الفلسطينية، عبر سلسلة من الإجراءات المدنية والاقتصادية لتعزيز وتقوية الرئيس الفلسطيني، محمود عباس”.
بالإضافة إلى ذلك، لفتت القناة إلى أن إسرائيل تعتزم – بالشراكة مع الولايات المتحدة – توسيع تحالفها للدفاع الجوي في المنطقة ليشمل الدفاع في البحر وفي مجال السايبر لـ”توفير رد دقيق وسريع على التهديدات الإيرانية” التي استعرضها الجانب الإسرائيلي أمام بايدن.