تطرق الرئيس الأميركي، جو بايدن، الليلة الماضية، للمرة الأولى إلى خطة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لإضعاف جهاز القضاء، التي عبر مسؤولون أميركيون في الأسابيع الماضية عن قلقهم من دفع هذه الخطة.
وقال بايدن إن “التوصل إلى إجماع على تغييرات جوهرية هام جدا من أجل ضمان تقبل الجمهور لها”، وفق ما نقل عنه الصحافي توماس فريدمان، في صحيفة “نيويورك تايمز”.
وأضاف بايدن أن “عبقرية الديمقراطية الأميركية والإسرائيلية هي أنهما مبنيتان على مؤسسات قوية، وتوازنات وكوابح وجهاز قضاء مستقل”.
وكتب فريدمان أن “هذه المرة حسبما أذكر التي يتطرق فيها رئيس أميركي إلى نقاش إسرائيلي داخلي حول طبيعة الديمقراطية في الدولة. ورغم أن هذا تعقيب من 46 كلمة فقط، إلا أن هذا التصريح يأتي في فترة حاسمة ومن شأنه أن يحفز ويوسع المعارضة لما يسمونه معارضو نتنياهو بأنه ’انقلاب على القضاء’ سيبعد إسرائيل عن معسكر الدول الديمقراطية وسيحولها لتكون مشابهة لتركيا وهنغاريا وبولندا”.
وخلال زيارته لإسرائيل، بداية الشهر الجاري، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أثناء لقائه مع نتنياهو، إن “بناء إجماع حول مقترحات جديدة هو الطريقة الأفضل للتأكد من أنها ستكون معتمدة وصامدة”.
وأضاف بلينكن حينها أن “ما يجعل شراكتنا قوية إلى هذه الدرجة هي المصالح المشتركة والقيم المشتركة، وخاصة دعم مؤسسات وقيم مشتركة والحفاظ على حقوق الإنسان وحقوق الأقليات، والحفاظ على سلطة القانون وحرية الصحافة ووجود مجتمع مدني قوي. ورأينا مؤخرا إلى أي مدى المجتمع الإسرائيلي حيوي”.
ولاحقا، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن نتنياهو قوله خلال لقائه مع أعضاء في حزب الليكود، إن أقوال بلينكن كانت “تدخلا فظا، واضحا، لا ضرورة لها وغبية”.
في غضون ذلك، هاجمت عضو الكنيست عن حزب الليكود، طالي غوتليف، رئيسة المحكمة العليا، القاضية إستير حيوت، وقالت في تغريدة في تويتر: “إنني أتهم رئيسة العليا بالعملية (التي وقعت في القدس أول من أمس الجمعة). وأتهمها بشعور شعب إسرائيل بالفوضى. وأتهمها بهدم واستهداف شديد للديمقراطية وسلطة القانون. وسعت إلى التخويف من حكومة يمينية. ليس من الإصلاحات (أي خطة تقويض القضاء). فما أهمية أن تسود فوضى هنا، وما أهمية أن يهاجمنا أعداؤنا لأنهم رصدوا ضعفا لدينا، فكل شيء مسموح به في الطريق إلى إسقاط حكم اليمين”.
وعقب نتنياهو على أقوال غوطليف صباح اليوم، الأحد، بالقول إن “المذنب بوقوع العملية هو المخرب الفلسطيني وليس أي أحد آخر”.
ومساء أمس، تظاهر عشرات الآلاف في العديد من المدن الإسرائيلية احتجاجا على خطة إضعاف جهاز القضاء، وتجري استعدادا لإضراب في المرافق الاقتصادية، غدا، وتنظيم مظاهرة قبالة مقر الكنيست والمحكمة العليا.