بتفويض أمريكي.. إسرائيل تسحق إيران

كشفت مصادر خاصة لـ«» تفاصيل الضربة الجوية التي استهدفت القافلات الإيرانية في الثامن من نوفمبر الماضي، وأعلنت أن الضربة كانت من سلاح الجو الإسرائيلي على الحدود السورية العراقية في منطقة (البوكمال)، ودمرت فقط ناقلتين وليس 22 ناقلة، كما أشيع في وسائل الإعلام.

المصادر تؤكد وجود تنسيق أمني بين الجانب الأمريكي والنظام السوري، إذ أرسلت قيادة القوات الأمريكية في سورية إلى الأجهزة الأمنية رسالة تنفي فيها المسؤولية عن استهداف الناقلات الإيرانية، ما يرجح فرضية ضلوع الطيران الإسرائيلي، الأمر الذي لم يتم الإعلان عنه حتى الآن.

وتشير التحقيقات التي توصلت إليها وحدة التحقيقات الخاصة (SIA) المسؤولة عن متابعة المسؤولين العراقيين، أن المليشيات العراقية؛ وعلى رأسها مليشيا «حزب الله» العراقي أنشأت منفذاً حدودياً موازياً للمنفذ الرسمي القائم بين العراق وسورية وعلى بعد نحو كيلومترين؛ من أجل العمل على تهريب السلاح والنفط الإيراني من العراق إلى سورية ومن ثم إلى لبنان ومليشيا «حزب الله».

تواصل عمليات التهريب

وعلى الرغم من محاولة الحكومة العراقية ضبط المنفذ الحدودي إلا أن تنامي سيطرة المليشيات حالت دون سيطرة بغداد، ففي عام 2020، كشف وفد أمني عراقي المعبر الرديف إلى جانب المعبر الرسمي الذي تشرف عليه مليشيات حزب الله، إلا أنها لم تتحرك لإغلاق هذا المعبر، وظلت عمليات التهريب مستمرة من العراق إلى سورية بإشراف الحرس الثوري الإيراني والمليشيات الإيرانية التابعة له.

في الوقت ذاته، دبَّت خلافات بين المليشيات التابعة لإيران على الحدود، وتنازعت مليشيا عصائب أهل الحق وحزب الله العراقي على عائدات المعابر، ما استدعى تدخل مسؤول المليشيات الإيرانية في سورية (الحاج عسكر)، الذي فشل في رأب الصدع ووقف الاشتباكات بين الفصيلين نتيجة الصراع على أموال التهريب، وبدل أن يقوم (الحاج عسكر) بحل المشكلة انحاز إلى مليشيا كتائب حزب الله بسبب علاقته القوية مع أحد أهم قياديي مليشيا كتائب حزب الله في البو كمال الذي يدعى (أبو راما العراقي)، إذ اتخذ (الحاج عسكر) قراراً يجبر مليشيا عصائب أهل الحق على الانسحاب من البو كمال وترك ملف المنفذ نهائياً، وتم تعزيز الثغرات التي تركها فراغ مليشيا عصائب أهل الحق بعدد من مقاتلي مليشيا فصيل أنصار الله الأوفياء العراقي.

تحركات الحرس الثوري الإيراني

قيادة الحرس الثوري الإيراني في سورية اعتبرت هذا القرار غير صائب، وقامت بتكليف ضابط في الحرس الثوري يدعى (الحاج مسعود) لحل الصراع الذي حدث في المنفذ، وقرر (الحاج مسعود) إعادة مليشيا عصائب أهل الحق إلى ملف المنفذ والبو كمال مع تقليص أعداد قواتها، وفي 10 أغسطس الماضي حصل نزاع مسلح بين مليشيا كتائب حزب الله وعصابة تهريب مخدرات محلية، حيث تحولت الحدود إلى ساحة فوضى لتهريب السلاح والمخدرات.

في هذه الأثناء، وأمام فوضى الحدود، قلصت الولايات المتحدة من عملياتها ضد المليشيات الموالية لإيران في سورية، بينما دخلت إسرائيل على المشهد في ظل فوضى الحدود والصراع بين المليشيات والغياب الأمريكي، إذ بدأت إسرائيل بتكثيف عملياتها بهدف التغطية على الفراغ الذي تركته أمريكا، وهذا ما دفع إيران إلى استبدال قيادة الحرس الثوري في سورية وتسليم ملف سورية إلى ضابط رفيع في الحرس الثوري يدعى (الحاج حيدر)؛ وهو ضابط ذو تجارب كثيرة وخبرات متعددة، كما أن طهران حرصت على تسليح وجودها في سورية بتقنيات متطورة ومنظومات دفاعية متفوقة لمجابهة الغارات الإسرائيلية.

وطبقاً للمعلومات التي حصلت عليها «»، فقد تابعت إسرائيل المشهد على الحدود السورية العراقية، وقبل ضربة الثامن من نوفمبر الماضي، حصلت إسرائيل على معلومات تفيد بأن إيران ستنقل أسلحة من العراق إلى سورية عبر المعابر عن طريق معبر القائم، لكن ماحدث أن كتائب حزب الله أرسلت عبر منفذ القائم ناقلات نفطية عددها 22 زعمت أنه وقود إيراني يرسل إلى لبنان عبر العراق وسورية، بينما السلاح والعتاد تم تمريره عبر المنفذ الرديف غير الشرعي بواسطة شاحنات تحمل الأغذية، من أجل التشويش على إسرائيل، وهذا ما أوقع إسرائيل بخطأ الاستهداف حيث استهدفت ناقلات نفطية بينما عبرت شحنات السلاح.

وعلى ما يبدو أن رقعة الصراع بين المليشيات الإيرانية تتوسع في المناطق السورية، فيما باتت عين تل أبيب أكثر اتساعاً على التحركات الإيرانية في سورية، بينما تتراجع سطوة قادة الحرس الثوري على هذه المليشيات.