“بخسارة الحلفاء والنفوذ”.. هل قاد آبي أحمد إثيوبيا إلى عزلة


06:55 م


السبت 09 أكتوبر 2021

كتب – محمد عطايا:

“لقد وصلنا إلى حقبة جديدة”، هكذا هتف آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا، بين أنصاره في ساحة مسكل، بالعاصمة أديس أبابا، ولكن تلك الحقبة ربما ليست كما يتخيلها الشعب في بلاده، ولكن على العكس تتحول بشكل لافت إلى مرحلة من الاضطرابات العرقية، وتباطؤ النمو الاقتصادي، والحرب الأهلية في تيجراي، وذلك وفقا لما ذكرته “إيكونوميست”.

وقالت المجلة الأمريكية، إنه عندما وصل رئيس وزراء إثيوبيا إلى السلطة بعد احتجاجات في بلاده عام 2018، تضمنت الأشهر الأولى من حكمه توافقات مع المعارضة، وتوقيع اتفاق سلام مع إريتريا، ليفوز بجائزة نوبل للسلام، إلا أن الأوضاع تغيرت مؤخرًا، وشهدت البلاد اضطرابات لا تهدأ.

وصف آبي أحمد الفترة الحالية بأنها “حقبة تنبع فيها القوة من الصوت الحقيقي للشعب عبر صناديق الاقتراع”، ولكن ذلك الصوت كان مكتومًا إلى حد كبير بسبب مقاطعة المعارضة الانتخابات، وإلغاء التصويت في خمس الدوائر بسبب العنف في البلاد، ما سهل مهمة حزب آبي الرخاء الذي فاز بأكثر من 90٪ من المقاعد المتنازع عليها.

“عُزلة دولية”

إلى جانب الاضطرابات الداخلية، تراجعت العلاقات بين إثيوبيا والعديد من الدول الغربية إلى أدنى مستوى لها -وفقًا لإيكونوميست- منذ عقود، خاصة بعد إعلان الولايات المتحدة الشهر الماضي، أنها بصدد فرض عقوبات على مسؤولين متورطين في الحرب بتيجراي، في حال لم تبدأ الأطراف محادثات، أو سمحت بوصول الطعام إلى أهالي إقليم تيجراي.

وحذر مارتن جريفيث، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، أواخر الشهر الماضي، من أن مئات الآلاف قد يموتون جوعاً، ليرد عليه أبي أحمد بطرد سبعة من كبار مسؤولي الأمم المتحدة، متهماً إياهم بـ “التدخل” في شؤون إثيوبيا.

أعلن آبي أحمد في خطابه الأخير في ساحة مسكل بالعاصمة أديس أبابا منذ أيام، أن إثيوبيا لن تخضع أبدًا للضغوط الأجنبية.

وبرغم سعي إثيوبيا في الماضي لتحسين علاقاتها بالغرب، خاصة الولايات المتحدة والصين، إلا أن الأوضاع اختلفت تماما – وفقا للمجلة الأمريكية- وأدى قرار أبي أحمد بالتقرب من “ديكتاتور” إريتريا، أسياس أفورقي، إلى انقسام الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية.

وتوترت علاقات إثيوبيا مع السودان، ما أدى إلى اشتباكات حدودية، ولكن يظل الخلاف مع الغرب في الواجهة، فبالكاد يمر أسبوع دون مسيرة ضد التدخل الأجنبي المزعوم، أو تصريح من مسؤول رفيع يدين “الأعداء الخارجيين”.

وعملت وسائل الإعلام الحكومية على تصدير نظريات المؤامرة، بالقول إن الولايات المتحدة تزود مقاتلي جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراي بالدعم، أو أن وكالات الأمم المتحدة تقوم بتهريب الأسلحة.

“نظريات المؤامرة”

وقالت “إيكونوميست”، إن هناك ثلاثة عوامل تساهم في عزلة إثيوبيا المتزايدة، أولها نتيجة نهج آبي أحمد المتقلب في السياسة الخارجية، والذي يتميز بالعلاقات الشخصية بدلاً من التعامل مع المؤسسات، فضلا عن ازدواجية المعايير المتصورة لدى الغرب، الذي يصور أنه في الآونة الأخيرة، انحازت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى مصر والسودان في نزاعهما مع إثيوبيا حول سد النهضة.

وقال دبلوماسي أمريكي، إن “أبي أحمد يعتقد حقًا أن الولايات المتحدة تحاول الإطاحة به، إنه يعتقد أنه مصلح السوق المؤيد لأمريكا والمتحرر الذي تجنبناه”.

وذكر دبلوماسي أوروبي أن “مطالبنا بسيطة للغاية: إنهاء الحرب”، فيما يظل الموقف الإفريقي يتجه نحو الحوار والتوصل لتفاهمات بين إثيوبيا والدول الإفريقية.

وأكد “إيكونوميست”، أنه حتى روسيا والصين، التي يأمل آبي أحمد في سد أي ثغرات مالية ناجمة عن خفض المساعدات الغربية والمساعدات العسكرية، كانتا متحفظتين بسبب إدارته.

وألمح آبي أحمد سرًا إلى أنه قد يكون منفتحًا على المفاوضات مع جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراي.

وأفادت الأنباء بأن المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي إلى القرن الأفريقي، الرئيس النيجيري السابق أولوسيجون أوباسانجو، قد حصل على إذن للحوار مع قادة جبهة تحرير تيجراي، إلا أن الأخيرة التي تعتبر الاتحاد الأفريقي متحيزًا ضدها، قد لا تقبل وساطتها.

واختتمت المجلة الأمريكية أن “العلاقات السيئة بالفعل بين إثيوبيا وحلفائها مهيأة لمزيد من التدهور”.