بدون مقدمات ..جمعيات ومناقصات..خليل أبو شمالة
2021 Dec,10
ملاحظات على المناقصات او العطاءات التي تعلن عنها بعض المؤسسات الأهلية لتنفيذ أنشطتها والتي اعتقد انها بحاجة الى وقفة ومراجعة بسبب انها تسيء لطبيعة عمل المؤسسات خاصة في اجراءاتها الإدارية والفنية.
اولى الملاحظات : يتضمن الإعلان على فرض دفع رسوم لمن يرغبالمشاركة في العطاء ، الأمر الذي يعطي انطباع ان صاحب الإعلان هي شركة مقاولات تدير رأس مال وليس مؤسسة اهلية تتلقى تمويلا باسم الشعب الفلسطيني ، وما يثير الاستغراب هو كيف يتم تحديد قيمة رسوم هذا العطاء أو ذاك لكي يحصل عليه المتقدم للمنافسة ويحصل على مجموعة اوراق مصورة ب١٠٠ او ١٥٠ او ٢٠٠ ، او ٥٠ شيكلا أو 100 دولار؟
المبرر من قبل المؤسسة صاحبة الإعلان ، ان المبلغ حسب حجم قيمة العطاء وكأن المؤسسة تعلم قبل فتح العطاءات قيمته، او تبريرا سخيفا عندما يقال : ان الرسوم لإثبات جدية المتقدم ، وهو مبرر خارج عن المنطق اذ انه لا يتقدم للمنافسة الا من له علاقة بالأمر.
الملاحظة الثانية :
يتضمن العطاء بندين ، أولهما خارج عن المهنية ومخالف للقانون والثاني مثير للضحك ، حيث ينص البند الاول على : من حق الجمعية رفض العطاء دون توضيح الأسباب ( يذكرني هذا البند بالحكم الإداري عندما يرفض طلب الاستئناف امام المحكمة بحجة وجود مادة سرية لدى جهاز ألامن ممنوع الاطلاع عليها، والأصل في العطاء بعد فتحه وترسيته على شركة أو شخص أو جهة متقدمة هو الشفافية بحيث تقوم الجمعية بمخاطبة المتقدمين الذين شاركوا في العطاء وشرح الالية والمعايير التي تم اتباعها في الاختيار وتوضيح أسباب استبعاد الاخرين بهدف معرفة المستبعدين الأسباب واستخلاص العبر في منافسات قادمة .
اما ما يثير الضحك في البند الثاني هو مخالفته لأغلب نتائج ترسيةالعطاءات التي تسعى فيها الجمعيات للتعامل مع اقل الأسعار حتى لو كان على حساب الجودة ، ولو تم إحصاء المناقصات ونتائجها ،سنكتشف أن ما نسبته 99% من الترسيات يكون أساسها أقل الأسعار .
الملاحظة الثالثة :
بند الوجبات للمتدربين والمجتمعين الذي تقرره الجمعية دون استشارة من ستقدم له الوجبة ، في صورة تحول الدورات التدريبية الى دورات تعليف حسب رؤية الجمعية ، فعلى سبيل المثال ، احدى الجمعيات زارت مقر شركة متقدمة لعطاء ، كان سؤال اللجنة ( أين ستحضرون الطعام ، لديكم ام ستتعاقدون مع مطاعم خارجية ، ولا اعرف أهمية السؤال " الذكي زيادة عن اللزوم " خاصة ان الجمعية لديها الحق في مراجعة المواصفات وليس من أين وكيف ، بمعنى شو رح تستفيد من الجواب طالما أن الجمعية قد وضعت المعايير لوجبات الطعام والمواصفات ؟
وفي موقف اخر من مسلسلات العطاءات السخيفة ، احدى الجمعيات أسقطت عطاء احد المتقدمين بسبب نقص قيمته ١١ دولار من قيمة التأمين البنكي ( ما علاقة هذا الخلل الكوني في إنجاح العطاء ، في وقت تعلم الجمعية جيدا أن هذا مبرر سحيف جدا ولا يمس بجوهر البنود الأخرى والتي هي الأساس وليس التأمين البنكي المرجع دائما.
وفي صورة هزلية محزنة توضح حجم العبث الكبير ، هو أن احدى الشركات التي قامت بشراء عطاء من احد الجمعيات للتقدم من أجل المنافسة ، علمت بعد شراء العطاء مباشرة اسم من سيتم الترسية عليه قبل فتح المظاريف ، والمفارقة أن المعلومة خرجت من احد العاملين في الجمعية نفسها.
اخيرا : عندما تتحول الجمعية الى شركة مقاولات وتتكرر إعلانات عن مناقصات على شكل دراسات او أبحاث فانها كمن تقول ان الموظفين لدينا ليسوا اكفاء وليسوا مؤهلين لتنفيذ هكذا عمل ، او هناك اهداف أخرى لا يعلمها الجمهور ، فالمناقصة المتعلقة بتوريد خدمة غير متوفرة في الجمعية ( قرطاسية ، ملابس ، مواد غذائية … الخ مستوعبة ، لكن دراسات وابحاث في جوهر عمل الجمعية !!!
وهنا يكمن دور مجالس الإدارات الذين عليهم أن يقرروا هل أن لديهم اطلاع على كل ما يحدث من إجراءات تفتح الأبواب أمام اثارة الشكوك حول جدية الجمعيات أصلا في إجراءاتها لدى الإعلان عن مناقصات وإجراءات ترسيتها ،أم أن الأمر هو فقط مجرد إجراءات شكلية أمام وزارة الداخلية ، والحقيقة شيء اخر ؟