برقية دبلوماسية من السفارة الإسرائيلية في باريس تحذر من الآتي ..

حذرت السفارة الإسرائيلية في باريس، من خلال برقية دبلوماسية بعثتها إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية، من أن شخصيات فرنسية مؤثرة وتعتبر مؤيدة لإسرائيل أصبحت تنتقد إسرائيل على خلفية منحها حرية لإرهاب المستوطنين وخطة إضعاف جهاز القضاء. ووصفت البرقية ذلك بأنه “ظاهرة مقلقة”، حسبما ذكر موقع “واينت” الإلكتروني اليوم، الثلاثاء.

وجاء في البرقية التي بعثها الناطق باسم السفارة الإسرائيلية في باريس، سيمون ساروسي، أنه “نرصد في الأسابيع الأخيرة ظاهرة مقلقة تتمثل بأن صحافيين، رؤساء تحرير، أكاديميين، ومحللين فرنسيين، المعروفين بتأييدهم لإسرائيل، والذين يتحدثون لأول مرة بصورة نقدية، وحتى نقدية جدا، تجاه إسرائيل. ومعظم الانتقادات تتركز على الانقلاب على النظام القضائي وعنف المستوطنين في الضفة”.

ويأتي تحذير السفارة بعد زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لباريس في بداية الشهر الماضي، ولقائه مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون. وأفادت صحيفة “لوموند” لاحقا بأن ماكرون حذّر نتنياهو من أنه “إذا تحققت الخطة القضائية، ستضطر باريس إلى الاستخلاص أن إسرائيل انفصلت عن المفهوم السائد للديمقراطية”.

وتضمنت برقية ساروسي عددا كبيرا من الأمثلة على تغيير مواقف شخصيات مؤثرة ومؤيدة لإسرائيل. وكتب المثقف الفرنسي البارز، جاك أتالي، الذي عمل مستشارا لعدد من الرؤساء الفرنسيين، في مقال رأي نشره الشهر الماضي أن “إسرائيل تنتحر”. وأضاف أن “الرفض الإسرائيلي لإجراء مفاوضات، إلى جانب تطرف المجتمع الإسرائيلي، يهدد مستقبل دولة إسرائيل”.

وانتقد رئيس تحرير “لوموند” السابق، والذي يعتبر الصوت الوحيد في الصحيفة المؤيد لإسرائيل، بمقال في الشهر الماضي، خطة الحكومة الإسرائيلية لإضعاف جهاز القضاء، وقارن بين إسرائيل والنظام الحالي في هنغاريا. كذلك نشرت الصحيفة عريضة وقع عليها عشرات المثقفين، وغالبيتهم يهود مؤيدون لإسرائيل، وحذروا فيها من أن “الديمقراطية الإسرائيلية في خطر” بسبب “نظام استبدادي، غير ليبرالي وماكر”.

ومثال آخر أوردته البرقية هو للمحلل الاقتصادي في المجلة الأسبوعية الأكبر في فرنسا “لوبوان”، لوك دي باروشي، الذي انتقد في مقال نشره الشهر الماضي، هجوم المستوطنين على بلدة حوارة، و”حرية العمل” التي يمنحها الجيش الإسرائيلي للمستوطنين. وكتب عن خطة إضعاف القضاء أنها “تضع شكوكا حيال مستقبل الديمقراطية الإسرائيلية”.

وأضافت برقية السفارة الإسرائيلية أن كاترين دوبريون، من المجلة الاقتصادية “LES ECHOS” توجه انتقادات شديدة لخطة إضعاف جهاز القضاء وتأثيرها السلبي على الاقتصاد الإسرائيلي. وجاء في البرقية أن دوبريون هي بين الصحافيات القلائل التي كتبت بصورة إيجابية عن إسرائيل طوال سنين، لكنها غيرت طبيعة كتاباتها في الأسابيع الأخيرة.

وتابعت البرقية أن الأكاديمي الفرنسي اليهودي، ديفيد خلفا، المؤيد لإسرائيل، انتقدها بشدة إثر اعتداءات حوارة، خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة “لوفيغارو” الأسبوع الماضي، وشدد على أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة “تحالفت مع اليمين المتطرف”. ووفقا للبرقية، فإن “لوفيغارو” التي انتهجت تغطية إعلامية إيجابية لإسرائيل، غيرت طبيعة هذه التغطية الإعلامية في الأسابيع الأخيرة، والتي أصبحت “سلبية”، في الموضوع الفلسطيني وكذلك في موضوع خطة إضعاف جهاز القضاء.

وكتب ساروسي في البرقية أن تأييد هؤلاء الصحافيين والأكاديميين لإسرائيل ساهم على مر السنين في نقل صورة إيجابية عن إسرائيل في فرنسا. والتغيير الحاصل الآن في تقاريرهم من شأنه أن يلحق ضررا ملموسا وطويل المدى بصورة إسرائيل في فرنسا.