وكان كبير أطباء إنجلترا البروفيسور كريس ويتي، عقد مؤتمراً صحفياً بمقر رئيس الوزراء في لندن مساء الإثنين، أعلن فيه موافقة كبار أطباء كل من مقاطعات إنجلترا وأسكتلندا، وويلز، وآيرلندا الشمالية على تطعيم ثلاثة ملايين مراهق تراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً. وأعربت تجمعات حاشدة لأولياء الأمور عن غضبهم من قرار الحكومة البريطانية، خصوصاً إعطاءها حق الموافقة للطفل ضد رغبة والده. وأشاروا إلى أن مخاوفهم تنبع مما تردد عن احتمال تعرض المراهقين لمضاعفات جانبية، كالإصابة بالتهاب العضلة القلبية إذا تم تطعيمهم بلقاح فايزربيونتك. لكن الحكومة قالت إن عدد تلك الحالات ضئيل جداً بالمقارنة إلى ملايين المطعّمين الذين لم يبلغوا عن أي تأثيرات جانبية لتطعيمهم. وقال البروفيسور ويتي في مؤتمره الصحفي إن كبار الأطباء الأربعة توصلوا إلى أن منافع تطعيم المراهقين، وبالتالي تقليص تفشي عدوى فايروس كورونا الجديد تفوق المخاوف من حدوث تأثيرات جانبية. وأعلن جونسون أمس (الثلاثاء)، في مؤتمر صحفي شارك فيه كبير علماء الحكومة سير باتريك فالانس، والبروفيسور ويت، موافقته على قرار كبار الأطباء الأربعة، وأن برنامج تطعيم المراهقين سيبدأ فوراً. وتلقى وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد خطاباً من كبار الأطباء الأربعة يعلنون فيه قرارهم، مشفوعاً بتحذير من تطعيم الأطفال من سن 12 إلى 15 عاماً ينطوي على خطر عارض ونادر بالإصابة بمرض شديد، أو حتى الوفاة في حالات أقل شيوعاً. وأضاف الخطاب: إن مخاطر التطعيم، خصوصاً الإصابة بالتهاب العضلة القلبية، نادرة جداً. وأقر البروفيسور ويتي أمس بأن تطعيم المراهقين ليس «طلقة سحرية»، على حد تعبيره. لكنه قال إن من شأنه أن يقلص الانقطاع في المنظومة التعليمية. وأشارت نتيجة استطلاع للرأي أمس إلى أن 55% من الآباء الذين استُطلعت آراؤهم قالوا إنهم سيوافقون على تطعيم صبيانهم وصبياتهم. وذكر 37% من أولياء الأمور أنهم لن يوافقوا على تطعيم أبنائهم، فيما قال 9% من الآباء إنهم لم يحددوا رأياً قاطعاً بعد. وقال 77% ممن استطلعت آراؤهم إنهم حصلوا على اللقاحات المضادة لكوفيد19. وقالت مديرة وكالة الأدوية البريطانية (معادل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية) الدكتورة جون راين، إن وكالتها راجعت بتوسع شديد التقارير من بريطانيا والعالم بشأن إصابة شبان بالتهاب عضلة القلب. وذكرت أن الإصابة تحدث غالباً لذكور، وبعد حصولهم على الجرعة الثانية من اللقاحين اللذين يستخدمان تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي (mRNA). وزادت: الخلاصة أن تلك الحالات ضئيلة جداً. ويتم شفاؤها في غضون فترة وجيزة جداً. وشدد البروفيسور ويتي على أنه لا توجد أي خطط لتطعيم الأطفال دون سن 12 عاماً. وأضاف: لن نلحَّ على الأطفال بأنه يجب عليهم التطعيم كما نلحُّ على البالغين، لأننا نعرف أن الفوائد الصحية من تطعيمهم هامشية. لكن العلماء يرجحون ضرورة خضوعهم للقاح. وزاد: لا بد من الالتفات إلى الحقيقة المتمثلة في أن كوفيد19 ليس مرضاً حميداً ورفيقاً بالأطفال، بل يمكن أن تكون له تأثيرات طويلة المدى على من يصيبهم من الأطفال. وتمسك علماء الحكومة البريطانية بأن اللقاحات فعالة جداً وآمنة جداً لدى الأطفال. وقال البروفيسور ويتي: ليس هناك مجال في الطب يخلو من المخاطر.
«أكسفورد» تعكف على محاربة «طاعون مدغشقر»
عاد علماء جامعة أكسفورد إلى مختبراتهم ليعملوا ليل نهار، في سابق مع الزمن، لابتكار لقاح مضاد للطاعون، الذي اندلع أخيراً في جزيرة مدغشقر، وأودى بحياة 7 أشخاص هناك. وكانت مديرة الطب الوقائي في مدغشقر فيدينيانا راندريان، أبلغت الصحف المحلية أمس الأول، بأن 22 شخصاً يجري علاجهم في المشافي من الإصابة بالتهاب رئوي طاعوني. وهذا هو أكبر اندلاع للطاعون في هذه الجزيرة المقابلة للساحل الأفريقي. وكانت آخر مرة اندلع فيها وباء الطاعون هناك في عام 2017، حين أدى إلى مقتل 200 شخص، وإصابة 2400 من سكان مدغشقر. وقال علماء جامعة أكسفورد إنهم بدأوا المرحلة الأولى من تجارب سريرية على لقاح ابتكروه ضد هذا الوباء القاتل. وذكرت قائدة الفريق العلمي بالجامعة البريطانية العريقة البروفيسور كريستين روليير إن فريقها يستخدم الطريقة نفسها التي أسفرت عن ابتكار لقاح أسترازينيكا المضاد لوباء كوفيد19، الذي يعرف علمياً بمصطلح ChAdOx.