تحديات وفرص
وجمعت الورشة العديد من منظمات المجتمع المدني العاملة في مجالات الصحة والتعليم والبحوث والأعمال الخيرية وتمكين الشباب والمرأة وتغير المناخ والطاقة والبيئة وتنمية المجتمع والزراعة والتنمية الريفية، بهدف تعريفهم ببرنامج تمكين المنظمات غير الحكومية “تضامن” التابع للبنك الإسلامي للتنمية وصندوق التضامن الإسلامي للتنمية، من حيث أهدافه وكيفية الاستفادة من برامجه مثل: أكاديمية تضامن للتمويل الجماعي، ومسرَّع تضامن وأهدافه، وكيفية التسجيل على منصة تضامن، إضافة إلى حلقة نقاش حوارية ضمت ممثلين من البنك الإسلامي وصندوق التضامن الإسلامي للتنمية والمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول تحديات وفرص القطاع في المملكة.
تنمية قدرات
وقدَّم الرئيس التنفيذي لجمعية البر بجدة المهندس محي الدين بن يحيى حكمي خلال الورشة موجزاً مُدعَّماً بالأرقام عن الجمعية وبرامجها التنموية المسترشدة برؤية المملكة 2030، مُستعرضاً قصص النجاح التي تحققت في دور الضيافة لرعاية الأيتام التابعة للجمعية: دار الزهراء ودار الشربتلي وشقق رجال المستقبل، مُلقياً الضوء على الجهود التي تبذلها الجمعية لرعاية الأيتام وخلق البيئة المحفزة لهم من خلال تقديم الرعاية التعليمية والاجتماعية والصحية والنفسية والتثقيفية والترفيهية لهم، وتنمية قدراتهم واحتضان مواهبهم ودمجهم في المجتمع، بما يساهم في بناء الشخصية المتكاملة لليتيم، وصولاً إلى تمكينهم، بهدف تحسين جودة حياتهم، ومساعدتهم على رسم ملامح مستقبلهم من خلال إكمال دراساتهم العليا في الداخل والخارج. مؤكداً أن التمكين يشمل الأيتام واليتيمات، مُستشهداً بمشروع سكن اليتيمات الذي تنفذه الجمعية بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والذي يتم من خلاله منح اليتيمة مبلغ 500 ألف ريال لشراء شقة لها وفق ضوابط وضعتها الجمعية لاستقلالية اليتيمة بالسكن.
كما استعرض الحكمي عدداً من قصص النجاح التي حققها الأيتام من أبناء الجمعية الذين حصلوا على شهادات عليا من داخل المملكة أو فرص للابتعاث خارجها، واحتلوا مناصب وظيفية مرموقة في العديد من المنظمات، مختتماً حديثه بتقديم فيديو يحكي فيه الأيتام قصصَ نجاحهم.
فرص العمل
وكانت ورشة العمل التي عُقدت بمقر البنك الإسلامي للتنمية بدأت بعدد من الكلمات التي قدَّمها كل من نائب رئيس البنك الإسلامي للتنمية للعمليات الدكتور منصور مختار، والمدير العام لصندوق التضامن الإسلامي للتنمية الدكتورة هبة أحمد، ونائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ميسم تميم، ثم كلمة لمسؤول برامج مكافحة الفقر في صندوق التضامن الإسلامي، قدم فيها نبذة عن الصندوق منذ تأسيسه عام 2007م، مبيناً حرص الصندوق على تقديم برامج ابتكارية لتخفيف الفقر في الدول الأعضاء، وبناء رأس المال البشري من خلال مختلف البرامج وخلق فرص العمل، موضحاً أن الصندوق قدم منحا تقدر بـ 1.3 بليون دولار.
تلا ذلك كلمة مدير عام الاستثمار الاجتماعي والشراكات الإستراتيجية بالمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي المهندس حمد مبارك الكلثم، استعرض من خلالها الأدوار التنموية التي يقوم بها المركز لتمكين القطاع واستدامته وتفعيل أدواره في مسارات التنمية، بما يساهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ثم تحدث إسماعيل محمد من البنك الإسلامي للتنمية مستعرضاً أدوار برنامج البنك الإسلامي وصندوق التضامن الإسلامي في دعم وتمكين المنظمات غير الحكومية.
الإنسان وتنميته
واستمع الحضور إلى حلقة نقاش تحت عنوان: (الرحلة نحو منظمات مجتمع مدني أقوى)، تناولت الفرص والتحديات أمام هذا القطاع، وكان المتحدثون فيها كل من: محمد مصطفى الجوابرة (صندوق التضامن الإسلامي للتنمية)، أحمد بيرتي (البنك الإسلامي للتنمية)، المهندس حمد الكلثم (المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي)، عاصم صلاح (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي)، د. عبد القادر تنكل (مستشار وممثل الجمعيات الأهلية بمنطقة مكة المكرمة).
وأوضح المهندس حمد الكلثم خلال الحلقة أن القطاع غير الربحي شريك أساسي في التنمية ويسير وفقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030، مبيناً أن القطاع قد واجه عدداً من التحديات منها: تحدي الاستدامة وتحدي صناعة الأثر، وقد ركز القطاع على رؤية المملكة التي تُعنى بالإنسان وتنميته، مستفيداً من الدعم والمساندة اللذين يجدهما من الدولة من خلال إسناد تنفيذ المشاريع إليه، مع توسعه في الأعمال التطوعية.
من جهته تطرق الدكتور عبد القادر تنكل إلى أبرز التحديات التي تواجه القطاع ومنها تحدي القوانين والتشريعات التي تُمكّن القطاع في مجال الاستثمار، مبيناً حاجتنا إلى حزمة من المحفزات لاستقطاب الكوادر البشرية والقيادات بما يحقق الأمان الوظيفي، مع التوسع في إعطاء الصلاحيات، كما تطرق إلى تحدي نقل المعرفة بين الجمعيات وباقي القطاعات، ثم تحدي (التشبيك) لمنظومة الأوقاف والصناديق والمؤسسات المالية، داعياً إلى بناء منظومة من الخبراء من قبل المنظمات الاقتصادية، ونقل التجارب والممارسات العالمية والتفاعل معها والارتقاء بها.
وتحدث محمد الجوابرة عن صندوق التضامن الإسلامي: الأهداف والرؤى موضحاً أنه تأسس لدعم مبادرات البنك في مكافحة الفقر، وتناول برنامج الصندوق (تضامن) الذي يركز على تنمية رأس المال البشري، والتمكين الاقتصادي وتمكين المرأة والمعوقين والتمويل.
وتناول أحمد بيرتي دور البنك الإسلامي في تمويل ودعم منظمات المجتمع المدني. فيما تحدث عاصم صلاح عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتنمية مؤسسات المجتمع المدني، مبيناً أنه شبكة عالمية تابعة للأمم المتحدة يتجسد دورها في ربط المعرفة بين الدول وهو يتواجد في 177 دولة. ثم قدم مدير عام الممارسات العالمية والشراكات في البنك الإسلامي عامر بوكفيتش كلمة الختام.
يُذكر أن جمعية البر بجدة هي واحدة من الجمعيات الرائدة في العمل الخيري، وتأسست عام 1402، لخدمة الأسر محدودة الدخل والأيتام ومرضى الفشل الكلوي، وقد عملت الجمعية على الانتقال بالعمل الخيري من الرعوية إلى التمكين من خلال عدد من البرامج التمكينية والشراكات مع مختلف القطاعات، بما يساهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030. كما عملت على تمكين العمل الخيري واستدامته وتيسير بيئة الأعمال فيه من خلال حزمة من المُمكنات التي برز منها التحول الرقمي، واستثمار الأوقاف التي تدعم برامج الجمعية وأنشطتها وتعزز أدوارها في العمل الاجتماعي التنموي.