03:28 م
الإثنين 20 ديسمبر 2021
المنيا – محمد النادي:
“تاونس، تاحنت، الجبانة الكبرى”.. جميعها ألقاب عُرفت بها منطقة تونا الجبل الأثرية الواقعة غرب مركز ملوي جنوب محافظة المنيا، والتي تُعد من أهم المناطق الأثرية بالمحافظة التي تستقبل زائرين من مختلف دول العالم، إذ جرى اكتشاف المنطقة أثريًا عام 1937، ومن أهم ما تضمه هو السراديب التي وصفها علماء آثار بأنها بمثابة مدينة كاملة تحت الأرض، إذ تصل مساحتها إلى 3 كيلومترات.
بحسب مصدر أثري، طلب عدم نشر اسمه، فإن تونا الجبل كانت تُعرف باسم تاونس في العصر الفرعوني، وتاحنت في العصر الروماني، ومعنى الاسمين البحيرة أو البركة (إشارة إلى بحيرة كانت تتكون في المنطقة نتيجة لفيضان النيل).
كانت المنطقة، هي الجبانة الخاصة بالإقليم الخامس عشر من أقاليم الصعيد وهو إقليم الأرنب والذي كانت عاصمته هي مدينة الأشمونين وكان معبودها الرسمي (تحوت)، إذ تمثل جبانة تونة الجبل أهمية خاصة، لأنها تبرز مظاهر التزاوج الفني بين الفن المصري القديم والفن اليوناني.
موضحًا أن المنطقة تضم عددًا من المعالم الأثرية، ومن بينها “السراديب” التي تُعد بمثابة مدينة كاملة تحت الأرض تقدر بمساحة تصل لأكثر من 3 كم في جميع الاتجاهات، خُصصت لدفن الحيوانات المقدسة (قرد البابون، الطائر الأيبس، المعروف بمالك الحزين – أبو منجل – أبو قردان) رموز المعبود تحوت أو توت، فكانت تحنط وتوضع بتوابيت (خشبية أو حجرية أو فخارية) بغرفة خاصة خارج أعلى السرداب “C” وتدفن كقرابين للإله مثلها كمثل إضاءة شمعة بقبور الصالحين أو بالكنائس الآن بمفهومنا الحديث.
وتضم المنطقة أربعة سراديب، فالسرداب الأول، خُصص للطائر “توت” المقدس “أبيس” أبو منجل وبعض الطيور الأخرى ومنها الصقر، وليس في هذا السرداب أثر للقرد، والسرداب الثاني هو الأوسع، تتخلله طرقات طويلة تنتشر متقاطعة في جميع اتجاهاته وتشكل انحناءات لم تكن متوقعة، والسرداب الثالث يعتبر من أهم الآثار الموجودة وتتحدد مكانته من كثرة ذخيرة التقديس به، ففيه كانت تنتظم ندوات المجتمعين من كهنة “توت” بداخل غرفة بها مقصورة داخلها مومياء لقرد البابون أمامها مائدة لتقديم القرابين وعن يساره بالغرفة تمثال لقرد البابون.
يوجد أيضًا بالسراديب تابوت للكاهن (عنخ حور) كاهن المعبود تحوت ويرجع للأسرة السادسة والعشرون حوالي 700 عام ق . م، ويزن غطاء التابوت فقط حوالي 8 طن وهو من أحجار منطقة طهنا الجبل بالمنيا ونقل عن طريق النيل إلى تونا الجبل، وجرى إدخاله إلى السراديب ووضعه بمكانه.
وأوضح المصدر، أنه نظرًا للتكدس الهائل لتلك النذور والقرابين، مُلئت السراديب على مر العصور وبسبب ذلك تلف الكثير منها، إذ بلغ عددها في بعض التقديرات حوالي 5 ملايين تابوت وأكثر.
تجدر الإشارة إلى أن الصور المرفقة بالموضوع نقلًا عن “Sherif Photos & Designs” وذلك عقب موافقتهم على الاستعانة بالصور ونشرها.