واعتبرت مجلة «إيكونوميست» أن الإسرائيليين عاشوا ليلة مرعبة وهم يتساءلون عما إذا كانت لحظة الحقيقة قد حانت. ووصفت الضربات الصاروخية وموجة الطائرات دون طيار بأنها تمثل تصعيداً أكبر بكثير، مضيفة أن هذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها إيران إسرائيل مباشرة من أراضيها.
واعتبرت أن إسرائيل قادرة على التعامل بشكل شبه مؤكد مع التهديد المباشر، إلا أن السؤال الكبير هو: كيف يمكن أن تنتقم، مع احتمالات جر المنطقة وأمريكا إلى حرب شاملة؟
ونقلت عن مصدر عسكري أمريكي قوله: إن إيران ووكلاءها قد يسعون، في أسوأ الحالات، إلى اجتياح الدفاعات الجوية الإسرائيلية، قائلة «إنهم يريدون إبقاء الإسرائيليين في حالة تخمين»، ومع ذلك، فإن احتمالات نجاحهم في تحقيق هذا الهدف منخفضة. واعتبرت الهجوم الإيراني المباشر على إسرائيل يتجاوز خطاً جديداً، ما قد يضطر إسرائيل للانتقام، وهو سيناريو «ليس مضموناً على الإطلاق».
وحذرت صحيفة «هآرتس» من أن الهجوم الإيراني سيشعل الحرب على الجبهات كافة.
وأعرب المحلل العسكري عاموس هاريل، عن اعتقاده بأن الحرب التي تخوضها إسرائيل حالياً قد تتفاقم أكثر، كما يتضح من التغيير في تعليمات قيادة الجبهة الداخلية التي صدرت مساء (السبت).
وقال إن التحذيرات الأمريكية وحشد القوات في المنطقة ينطويان على مشكلات متعددة طويلة المدى؛ فهو يدل أولاً على اعتماد إسرائيل المتزايد على الولايات المتحدة، بينما، للمفارقة، أن حكومة نتنياهو تبذل منذ أشهر كل ما في وسعها لإيذاء الرئيس الأمريكي.
ولفت الكاتب إلى أنه في حال رأت إسرائيل الانتقام من هجمات إيران، فإن طبيعة الرد ستعتمد على التحركات الإيرانية، فضلاً عن الموقف الأمريكي، مشدداً على أن الدعم الأمريكي ليس هدية مجانية، وستكون هناك حاجة إلى الأخذ في الحسبان اعتبارات الإدارة الأمريكية.
ونقل موقع ذا «هيل» المتخصص في شؤون الكونغرس والبيت الأبيض، عن الباحثة في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس تارا سونينشين قولها: إن إيران ربما تكون قد تجاوزت للتو «الخط الأحمر» من خلال إطلاق مسيرات باتجاه إسرائيل.
ورأت أنه سيتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يقرر كيفية الرد وأين يقع «الخط الأحمر» الخاص به، وما إذا كانت هذه ضربة محدودة أم بداية أزمة متصاعدة.
وقالت: حتى الآن لا يُعرف كيف سترد إسرائيل، وكيف سيؤثر ذلك على الحرب في غزة، إذ تم تعليق غزو مدينة رفح جنوبي القطاع. ورأت أن إسرائيل ستكون في حالة تأهب قصوى بالنظر إلى وضعية إيران كقوة يُعتقد امتلاكها أسلحة نووية.
وتحت عنوان: «ماذا ستفعل إسرائيل بعد الهجوم الإيراني؟»، أجابت صحيفة «تلغراف» البريطانية بأن تحركات نتنياهو التالية ربما تتوقف على مدى الضرر الذي أحدثه هجوم ليلة (السبت) وما استهدفه القادة الإيرانيون بالضبط.
وأوضحت أن أحد العوامل الحاسمة فيما يتعلق بما يمكن أن يحدث بعد ذلك هو مدى قدرة إسرائيل وحلفائها على اعتراض الطائرات المسيرة وأي صواريخ قبل أن تصل إلى أهدافها.
ورسمت الصحيفة سيناريو لما قد يكون عليه الرد الإسرائيلي على الهجمات الإيرانية. وقالت إن نتنياهو قد يطلق رداً مماثلاً يتمثل في شن غارات جوية على أهداف إيرانية، سواء كانت قواعد عسكرية أو مقار حكومية، أو شن ضربات جوية على مقر الحرس الثوري أو قواعده حول إيران، وعندها ربما يوقف الجانبان الأعمال العدائية، مع شعور كل طرف بأنه أخذ بثأره.
وحذرت الصحيفة من أنه لا تزال هناك احتمالات قاتمة لاندلاع حرب واسعة النطاق بين إيران وإسرائيل، وهو «السيناريو الكابوس» الذي من شأنه أن يفرض تكاليف باهظة على الأرواح البشرية على الجانبين، وقد يجر الولايات المتحدة وربما بريطانيا إلى المعركة.
ولاحظت أن هناك شيئاً مختلفاً تماماً في هذا الهجوم وهو أنه لا يتناسب مع نمط سلوك إيران السابق، إذ شنت هجمات سرية على إسرائيل أو اعتمدت على وكلاء إقليميين لتنفيذ أوامرها. واعتبرت أن إسرائيل والغرب أصبحا الآن في وضع غير مألوف وخطر للغاية، وفق تقريرها.
لكن «سي إن إن وموقع أكسيوس»، قالا إن بايدن حذر نتنياهو خلال محادثة هاتفية استمرت ما يقرب من نصف ساعة ليلة (الأحد)، بأن الولايات المتحدة لن ترافق إسرائيل في هجوم مضاد على إيران.
وقال بايدن حسب المصادر، إنه يعارض ذلك وإن على إسرائيل أن تعتبر ما حدث انتصاراً، في ضوء تحييد جميع المقذوفات الإيرانية تقريباً دون أن يكون لها تأثير يذكر.