لجأت قيادات «الحشد الشعبي» التي خسرت الانتخابات الأخيرة وباتت خارج سلطة اتخاذ القرار الرسمي، إلى أسلوب جديد لإفشال الحكومة المرتقبة التي سيشكلها التيار الصدري، معلنة عن تهديدات صريحة للقوات الأمريكية في العراق. واستغلت تلك القيادات أمس (السبت) الذكرى الثانية لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، اللذين قتلا في غارة أمريكية قرب مطار بغداد، لإعادة خلط الأوراق وجعل المواجهة مع الحكومة الجديدة حطبها القوات الأمريكية. وطالب رئيس هيئة الحشد فالح الفياض الحكومة العراقية بالقيام بواجبها بتنفيذ الانسحاب وإخلاء البلاد من القوات الأجنبية، معتبراً أن الوجود الأجنبي لن يكون نافعاً للعراقيين ولاسيما في مجال التعايش السلمي. فيما اعتبر رئيس تحالف الفتح هادي العامري أن الثمن سيكون خروج كامل القوات الأجنبية.
وأغلقت قوات الأمن أمس، جسر الطابقين الحيوي وسط بغداد بعد الإعلان عن مسيرة لإحياء ذكرى مقتل سليماني والمهندس. وكشفت وثيقة أمنية للاستخبارات العراقية وجود مخطط لمليشيات موالية لإيران لاستهداف السفارة الأمريكية بصواريخ انتقاماً لمقتل قائد فيلق القدس ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، وأوصت بتكثيف الجهود الأمنية في بغداد وإجراء عمليات تفتيش دقيقة في منطقة شارع فلسطين شرق العاصمة.