عادت الكمامة لتثير الانقسام في أرجاء الولايات المتحدة. وهو انقسام ليس جديداً؛ بعدما كانت مثار سجالات مشهودة بين فئات الشعب الأمريكي في أتون الموجة الأولى من هجمة فايروس كورونا في 2020. والآن مع تسارع تفشي سلالة دلتا الهندية المتسارع في أنحاء الولايات المتحدة بدأ عدد متزايد من السلطات الصحية في الولايات يصدر تعليمات بالالتزام بارتداء قناع الوجه تحسباً من السلالة المخيفة. وهي تعليمات تكاد تشمل جميع الولايات الأمريكية. وقال مدير المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها إن دلتا في طريقها لأن تكون المهيمنة على المشهد الوبائي الأمريكي خلال أشهر. ونظراً إلى أن نصف عدد أفراد الشعب الأمريكي لم يتم تحصينهم بالكامل باللقاحات المضادة للوباء، فإن الأطباء يقولون إن تفشي دلتا قد يؤدي إلى اندلاع موجة جديدة من الوباء خلال الخريف والشتاء. وكانت المراتكز الأمريكية للحد من الأمراض أفتت قبل أشهر بأنه يمكن الأشخاص المحصنين تحصيناً كاملاً بجرعتي اللقاح التخلي عن ارتداء الكمامة. غير أن بلدية لوس أنجليس التي تشهد أكبر عدد من الإصابات الجديدة بالسلالة الهندية قررت توجيه السكان إلى ضرورة ارتداء الكمامة في الأماكن الداخلية العمومية، بغض النظر عما إذا كانوا خضعوا للتطعيم أم لا. وقال الأطباء إنه ثبت أن لقاح فايزربيونتك فعال بنسبة 88% ضد الإصابة بسلالة دلتا المصحوبة بالأعراض، بعد مرور أسبوعين من أخذ الإبرة الثانية. ويعني ذلك أن الأشخاص الذين حصلوا على جرعة واحدة منه يتمتعون بدرجة أقل من المناعة ضد الإصابة. وتقول منظمة الصحة العالمية إن تفشي دلتا غدا أسرع من خطى حملات التطعيم. وكلما زاد تفشي الفايروس وسط الأشخاص غير المحصنين كثرت فرص تحوره وراثياً لينتج سلالات جديدة قد تكون فتاكة. وأكدت منظمة الصحة العالمية أنه ثبت بالتحليل المخبري أن سلالة غاما البرازيلية قادرة على مقاومة اللقاحات والعلاج بالأجسام المضادة. ويعني ذلك أنه يتعين حتى على المحصنين بالكامل باللقاحات أن يرتدوا الكمامة لضمان مزيد من الحماية. ويقول العلماء إن سلالة دلتا أقدر 2.6 مرات على تنويم المصاب قياساً بسلالة كنت البريطانية. وأشارت «نيويورك تايمز» أمس الى أن الدعوات إلى الالتزام بارتداء قناع الوجه أعادت الانقسام إلى المجتمع الأمريكي، بين رافض ومؤيد. وأوضحت مديرة الشؤون الصحية في لوس أنجليس باربرا فيرير أن قرار النصح بارتداء الكمامة نجم عن الاتجاه التصاعدي للإصابات الجديدة بدلتا، خصوصاً أن غالبية أطفال المقاطعة لم يتم تطعيمهم. فضلاً عن أن السكان المنحدرين من أصل أفريقي ولاتيني يرفضون التطعيم. وأشارت فيرير إلى تزايد عدد المصابين بالفايروس للمرة الثانية. وقالت إن هؤلاء الأشخاص أصيبوا سابقاً وتعافوا، ورفضوا التطعيم بعد ذلك. وبالنظر إلى تسارع تفشي سلالة دلتا خارج الولايات المتحدة، يبدو واضحاً أن ذلك سيكون مثار قلق متزايد في أمريكا خلال الأيام القادمة. فقد أدى تفشي السلالة الهندية في البلدان الآسيوية والباسفيكية أخيراً الى إعادة فرض الإغلاق، والتدابير الوقائية المشددة، خصوصاً في أستراليا، وإندونسيا، وماليزيا، وأعلنت حكومة ماليزيا أن تعليمات الإغلاق ستبقى إلى أجل غير مسمى. ووضعت أستراليا أكبر أربع مدن فيها قيد الإغلاق، وهي سيدني، وبريسباين، وبيرث، ودارون. وأعلنت هونغ كونغ أنها حظرت أي رحلات جوية من بريطانيا، خشية تفشي دلتا. وفي بنغلاديش، بدأت قوات الجيش البنغلاديشي التأهب للانتشار لإنفاذ تدابير الإغلاق لمواجهة تفش متزايد للسلالة الهندية. وأكدت وزارة الصحة في دكا أن دلتا غدت مهيمنة على الأزمة في بنغلاديش.
ما رأيك؟
رائع0
لم يعجبني0
اعجبني0
غير راضي0
غير جيد0
لم افهم0
لا اهتم0