بعد قرار بايدن.. ما سقف الرد الروسي على هجوم أوكراني باستخدا



04:08 م


الثلاثاء 19 نوفمبر 2024

القاهرة- :

بعدما سمح الرئيس الأمريكي جو بايدن لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية باستخدام أسلحة أمريكية، أثار القرار غضبًا واسعًا في روسيا، وكثرت التساؤلات بشأن رد موسكو على أي هجوم من قبل كييف مستخدمة فيه أسلحة غربية.

وأعطى بايدن الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام صواريخ بعيدة المدى قدمتها الولايات المتحدة لضرب روسيا، فإنه على مدى أشهر، كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يدعو لرفع القيود المفروضة عن الصواريخ المعروفة باسم ATACMS، مما يسمح لكييف بالضرب خارج حدودها.

وبناء على هذا وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، على أسس محدّثة لاستخدام السلاح النووي، حسب وثيقة نُشرت على موقع الحكومة الروسية على الإنترنت.

وقالت الوثيقة: “من أجل تحسين سياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي، أصدر مرسوما: للموافقة على الأسس المرفقة لسياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي”، بحسب ما نقل موقع سبوتنيك الإخباري الروسي.

وجاء في الوثيقة: “سياسة الدولة في مجال الردع النووي دفاعية بطبيعتها، وتهدف إلى الحفاظ على إمكانات القوات النووية عند مستوى كافٍ لضمان الردع النووي، وتضمن حماية سيادة الدولة وسلامة أراضيها، وردع أي عدو محتمل من العدوان على روسيا الاتحادية أو حلفائها، وفي حالة نشوب نزاع عسكري – منع تصعيد الأعمال العدائية وإنهائها بشروط مقبولة لروسيا أو حلفائها”.

واعتبر ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية “الكرملين”، أن توسيع احتمال استخدام السلاح النووي هو رد “ضروري” على ما يرى بوتين فيه “تهديدات” صادرة من الغرب ضد أمن روسيا، مشيرًا إلى أنه “كان من الضروري تكييف أسسنا مع الوضع الحالي”.

وقبل أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر، أمر بوتين بإجراء تغييرات على العقيدة النووية لتنص على أن أي هجوم على روسيا بمساعدة قوة نووية يمكن اعتباره هجومًا مشتركًا على روسيا، لكن التساؤل ما هو سقف الرد الروسي؟.

2_2_11zon

ومن شأن هذه الأسلحة التي يبلغ مداها الأقصى عدة مئات من الكيلومترات أن تسمح لأوكرانيا باستهداف مواقع لوجستية للجيش الروسي ومطارات تقلع منها مقاتلاته.

في هذا السياق، أوضح محمد صالح الحربي خبير عسكري واستراتيجي ولواء أركان حرب سابق لـ”فرانس24″، أن الحديث عن الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى ليس بالجديد، موضحًا “قد يفتح القرار الأمريكي الباب أمام دول أخرى لتزويد أوكرانيا بمثل هذه الأسلحة”.

وأشار الحربي، إلى أن بايدن قد يكون قد سعى من خلال هذا القرار “المساومة والضغط”، الرأي الذي يتوافق معه عمر الرداد الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي، الذي اعتبر بأن “القرار الأمريكي غير بعيد عن توجهات الإدارة الديمقراطية التي ستسلم السلطة لدونالد ترامب، المعروف بمواقفه الرافضة للدعم الأمريكي لأوكرانيا. يبدو أن بايدن يريد وضع عقبات أمام أي تقارب محتمل بين ترامب وبوتين مستقبلا”.

وحسب الحربي، فإن مثل هذه الخطوة لن تشكل تغييرا كبيرا على الأرض، إذ أن الواقع العملياتي والتكتيكي أثبت بأن “الطائرات بدون طيار مستخدمة فعلا من الأوكرانيين لضرب العمق الروسي فلا جديد في الأمر، عدا عن مسألة المديات والآليات والتكتيكات، ورغم ذلك، لا تزال روسيا مستمرة في عملياتها العسكرية سواء داخل أوكرانيا أو لإعادة بسط السيطرة على الأراضي التي توغلت فيها قوات كييف مثل كورسك”.

ولفت إلى أن “عملية التصدي للصواريخ القصيرة أو البعيدة المدى، أي تلك التي يتراوح مداها بين 80 و150 كلم، لم تتغير، في المقابل، أصبحت الطائرات المسيّرة هي رأس حربة الجيوش الحديثة”.

3_3_11zon

كما توقع أن يكون قرار بايدن في حال تم تأكيده رسميا مجرد “ورقة مفاوضات وضغط من الإدارة الأمريكية قبل خروجها في 20 يناير، كما أنها قد تكون رسالة إلى دول حلف شمال الأطلسي أيضا”.

وبالنسبة إلى التداعيات على سير المعركة على الأرض، يشرح الرداد خلال حديثه لـ”فرانس 24″، أن تأثير القرار على مسار الحرب لن يكون ملحوظا، إذ أنه وبرغم “التهويل الذي يتم الحديث عنه، فلا يتوقع أن يؤثر في موازين القوى العسكرية بين الجانبين الروسي والأوكراني، لا سيما وأن الأسلحة التي يتم الحديث عنها ستكون صواريخ شادو ستورم وما يوازيها وبمديات لا تزيد عن 300 كم داخل العمق الروسي.

ولفت إلى أن أهدافها المحتملة ستكون قواعد عسكرية ومطارات، ومراكز قيادة وتحكم، ويعتقد على نطاق واسع أن الجيش الروسي استعد لذلك، رغم أن بعضها قد يحقق إصابات في التشكيلات العسكرية الروسية”.