بعد مطالبة الرئيس قيس بعودتها.. هل تنجح تونس في استعادة الأموال المنهوبة ؟

دعا الرئيس التونسي قيس سعيد اللجنة الوطنية للصلح الجزائي، التي تم تشكيلها أخيراً، إلى سرعة العمل على عودة الأموال التونسية المهربة خارج البلاد، خصوصاً أثناء حكم عشرية «حركة النهضة» التي امتدت من 2011 وحتى 2021، التي يصفها البعض بـ«العشرية السوداء» في تاريخ تونس، كون البلاد شهدت فيها انهياراً اقتصادياً غير مسبوق.

وطالب الرئيس قيس أعضاء اللجنة بسرعة فتح تحقيقات عاجلة في ملفات الفساد المستشري خلال سنوات حكم «الإخوان» في مختلف مناحي الحياة، وضرورة تطبيق القانون على الجميع، مؤكداً أن «الإخوان» جوعوا الشعب وأفقروه.

وصعّدت حركة النهضة الإخوانية من مناوراتها ودعت لمظاهرات احتجاجية في البلاد، بهدف إلهاء الشارع والضغط على الحكومة، بعد إدانة عدد من قياداتها بقضايا فساد وإرهاب، وهو ما كشفت عنه الأجهزة الأمنية التونسية في بيان لها أمس (السبت). ووجهت القوات الأمنية للمقبوض عليهم اتهامات من بينها الإضرار بالأملاك الخاصة والعامة وإثارة الذعر بين المواطنين.

وقال الباحث في شؤون التنظيمات الإرهابية إبراهيم ربيع إن الحكومة التونسية بقيادة الرئيس قيس سعيد ماضية في تطهير البلاد من الفساد المالي والقضائي بسلسلة قرارات وصفت من المتابعين بأنها ثورة تصحيح لمواجهة حركة النهضة الإخوانية وعناصرها التي نهبت مليارات الشعب التونسي، وهربتها خارج البلاد، وساعدهم على ذلك فترة حكمهم العصيبة على البلاد.

وأشار ربيع إلى أن قائد الحركة راشد الغنوشي، وصهره وزير الخارجية السابق رفيق عبد السلام لديهما ثروات مالية ضخمة في بنوك سويسرا وعدد من الشركات بالخارج، مبيناً أنهما استغلا حصانتهما في ذلك الوقت لسرقة الأموال التي تم جمعها إما عن طريق تهريب السلاح إلى ليبيا، أو تجارة جوازات السفر بتجنيد الشباب للعمل كعناصر إرهابية خارج البلاد، وهناك قضايا يجري تحقيق حولها داخل البلاد.

ولفت إلى أن أغلب القوى السياسية التونسية حالياً في صف الرئيس قيس، وتقف بالمرصاد لأي تحركات لعناصر النهضة، لافتاً إلى أن تونس تواصل محو آثار العشرية الإخوانية السوداء، بعدما أكد الشارع التونسي وقوفه بجانب جميع قرارات الرئيس قيس، وهو أمر كان واضحاً عندما تجول داخل شوارع العاصمة العتيقة ورفضهم للتظاهر والاحتجاجات، رغم التحريض المتواصل الذي تمارسه حركة النهضة من أجل الدفع بالبلاد نحو الفوضى مرة أخرى. وأفاد الباحث المصري بأن التونسيين يشعرون حاليا بحالة من الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي أيضاً، بعدما وصلت البلاد إلى حافة الهاوية من الخراب والدمار، محذراً من خطورة الشائعات والأكاذيب التي تطلقها اللجان الإلكترونية التابعة لحركة النهضة بين الحين والآخر، بأخبار وتقارير كاذبة هدفها تأجيج الفوضى في البلاد، وهو أمر ليس بغريب عن تلك التيارات الإرهابية المتطرفة، التي تحاول بث الخوف والفزع في نفوس المواطنين، ليس في تونس فقط ولكن في مصر والدول العربية، والهدف من ذلك واضح، وهو عودتهم إلى الساحة السياسية مرة أخرى، وإن كان على بحور من الدم، فهم دائماً يحاولون إسالة الدماء وركوب الموجة، كما حدث في مصر عقب ثورة 25 يناير 2011، وهو أمر مستحيل عودته في ظل يقظة الشعوب لمخططاتهم.