بعد 20 عاما.. آخر جندي أمريكي يغادر أفغانستان

نشرت الصفحة الرسمية للقيادة المركزية الأمريكية، صورة للواء في الجيش الأمريكي يدعى «كريس دوناهيو» (52 عاما) قائد الفرقة المجوقلة الـ82، الذي يعد آخر عنصر من القوات الأمريكية يغادر أفغانستان، بعد 20 عاما من الوجود الأمريكي في البلاد، انتهت بسيطرة طالبان على السلطة.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية: عبر حسابها في «تويتر» فجر اليوم (الثلاثاء): «تم استكمال المهمة الأمريكية لإجلاء المواطنين الأمريكيين، والأفغان من حاملي تأشيرة الهجرة الخاصة، إضافة إلى الأفغان المعرضين للخطر».

وخدم دوناهيو في كوريا الجنوبية وبنما، إضافة إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وشارك في 17 مهمة عسكرية في أفغانستان والعراق وسورية وليبيا وشرق أوروبا، وكانت معظم حياته المهنية في الوحدات الخاصة، وتولى قيادة الفرقة المحمولة جوا في يوليو 2020، وتعرف هذه الوحدة بقدرتها على الانتشار في أي مكان في العالم بعد 18 ساعة من إخطارها، ويطلق عليها أيضا اسم «الاستجابة الفورية»، وقبل ذلك، شغل دوناهيو منصب قائد قوة المهمات المشتركة للعمليات الخاصة في أفغانستان، وفق صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

وبالتزامن مع ذلك، شهدت أجواء العاصمة الأفغانية كابول أجواء احتفالية، بإطلاق الرصاص في الهواء، فيما هنأ المتحدث باسم طالبان أفغانستان ذبيح الله مجاهد، معتبرا الانسحاب الأمريكي «نصرا لنا جميعا»، وقال من مطار كابول: «نريد علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والعالم».

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، في ساعة متأخرة من أمس (الاثنين)، انتهاء الحرب الأمريكية في أفغانستان بعد انسحاب آخر جندي للولايات المتحدة من مطار كابول.

من جهة ثانية، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن واشنطن علقت الوجود الدبلوماسي في كابول ونقلت العمليات إلى الدوحة، وستعمل مع أي حكومة أفغانية مستقبلية، مضيفا «أي حوار أمريكي مع حكومة تقودها طالبان ستحركه مصالحنا الوطنية».

وفي السياق، قال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي، في مؤتمر صحفي، إن قواته نزعت سلاح طائرات وآليات مدرعة ومنظومة دفاعية مضادة للصواريخ، وذلك قبل الانسحاب من مطار كابول وأعطبتها وجعلتها غير قابلة للتشغيل مرة أخرى، ويشمل العتاد الذي تم تعطيله 73 طائرة، مؤكدا أن «هذه الطائرات لن تحلق من جديد، ولن يتمكن أحد من استخدامها»، مشيرا إلى أن «معظمها كان أصلا خارج الخدمة لكن من المؤكد أنها لن تتمكن من الطيران مرة أخرى».

وأوضح الجنرال ماكينزي أن الجيش الأمريكي ترك أيضا خلفه في المطار 70 عربة مصفحة مقاومة للألغام (تبلغ كلفة الواحدة منها مليون دولار) و27 مركبة هامفي مدرعة خفيفة، ومنظومة دفاع صاروخي من طراز «سيرام» كان قد نصبها لحماية مطار كابول، وهي المنظومة التي اعترضت الاثنين الماضي 5 هجمات صاروخية شنها تنظيم داعش على المطار.