قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء، إن التقييم لدى واشنطن، هو أن بعض الهجمات التي شنّها الجيش الإسرائيليّ في غزة، قد انتهكت القانون الدوليّ، مشيرا إلى أن “الكرة الآن في ملعب” تل أبيب، بشأن التطبيع مع السعودية.
وذكر بلينكن في تصريحات: “تقييمنا أن هناك بعض الهجمات التي شنتها إسرائيل في غزة، قد انتهكت القانون الدولي الإنسانيّ، ونحن نحقّق في ذلك”.
التطبيع مع الرياض… “”الكرة الآن في ملعب إسرائيل”
وشدّد بلينكن على سعي واشنطن، “لإدماج إسرائيل في المنطقة، وتطبيع علاقاتها مع جيرانها”، غير أنه أكّد أن ذلك “يتطلّب أولا إيجاد حل للأزمة الفلسطينية”.
وقال: “ملتزمون بالعمل على إنجاز حلّ الدولتين، لأنه المسار الوحيد الذي يؤدي إلى سلام دائم في المنطقة”.
وأضاف بلينكن: “سعينا نحو المضي قدما في التفاوض مع السعودية بشأن اتفاق بينها وبين إسرائيل لتطبيع العلاقات بينهم”، وفيما قال وزير الخارجية الأميركيّ إنه “لا يمكن المضيّ قدما نحو التطبيع بين السعودية وإسرائيل في ظلّ الظروف الحالية”، أشار إلى أن “الكرة الآن في ملعب إسرائيل”.
وقال بلينكن إن “مشاركة دول بالمنطقة بالتصدي لهجمات إيران على إسرائيل، تجعل إمكانية التوصل لاتفاق تطبيع ممكنة”.
وأشار إلى اعتقاده بأنه “بإمكان إسرائيل التقدم على مسار التطبيع، لكن يجب أن يكون لديها أولا خطة لإقامة دولة فلسطينية”.
قرار المحكمة الجنائيّة الدوليّة
وفي ما يتعلّق بطلب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، الإثنين الماضي، إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه، يوآف غالانت، للاشتباه في ارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؛ قال بلينكن إن “القرار الخاطئ للمحكمة الجنائية الدولية يحبط الجهود التي نقوم بها لإنهاء الصراع في غزة”.
وذكر أن “الجهود المبذولة للتوصل لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن هي أفضل وسيلة وأكثرها فعالية للمضي قدما”.
وأضاف: “بُذلت جهود مكثفة في الأشهر الأخيرة، بمشاركة قطر ومصر، للتوصل لاتفاق، وأعتقد أن ذلك ما يزال قائما”.
وقال بلينكن إن قرار المحكمة الجنائية الدولية، “لن يؤدي إلا إلى تعقيد احتمالات التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن”.
وأضاف: “مستعدّون للعمل مع الكونغرس للتوصل إلى ردّ مناسب على قرار المحكمة الجنائية الدولية”. وقال إنه” منذ اليوم الأول التالي لهجمات تشرين الاول/ أكتوبر، أكدنا أن من حق إسرائيل أن تضمن عدم تكرار هذه الهجمات”.
الهجوم على رفح والوضع الإنسانيّ في القطاع
وذكر وزير الخارجية الأميركي، أن إدارة الرئيس جو بايدن، “لا تزال قلقة للغاية بشأن أي عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح”. وتابع: “أوضحنا لإسرائيل أننا لا نزال نعارض أي عملية عسكرية كبرى في رفح، لا تضع سلامة المدنيين في اعتبارها”.
وأكّد بلينكن أن “أي هجوم على رفح، باستخدام القنابل الكبيرة التي تزن أكثر من ألف رطل، ستكون له تداعيات خطيرة”.
وأضاف بلينكن: “نعمل على حماية المدنيين في غزة وتوفير المساعدات الإنسانية لهم، لأن ما يجري هناك معاناة مروعة”.
وقال: “طالبنا إسرائيل مرارا بالتركيز على حل الملف الإنساني بغزة وعدم جعله هدفا ثانويا في القضاء على حماس”، مشيرا إلى أن “ما مِن شكّ في أن ما يحدث في غزة أزمة إنسانية حادّة تطال الأطفال والنساء والرجال”.
وذكر بلينكن أن “الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في رفح وما حولها، وإغلاق المعابر أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني” في القطاع.
وشدّد على أن “هناك أشياء يجب على إسرائيل القيام بها، لتسهيل توزيع المساعدات على سكان قطاع غزة”.
وأوضح بلينكن أن واشنطن قد “أخّرت تسليم شحنة أسلحة إلى إسرائيل في انتظار المناقشات معها بشأن كيفية ومكان استخدامها”.
وقال إن “أسرع وسيلة لوقف الحرب في غزة هي استسلام حماس، وإلقاء سلاحها، وإطلاق سراح الرهائن”، مشيرا إلى أن “حركة حماس تخضع لضغوط هائلة من أجل وقف الحرب”.