بن شبات: أيّ إنجاز لا يُعوّض حصول إيران على النوويّ ويجِب شلّها فورًا بالعقوبات

استغلّت دولة الاحتلال زيارة الرئيس الأمريكيّ جو بايدن للمنطقة لكي تُمرِّر الرسائل العلنيّة والسريّة، والتي أكّدت بما لا يدعو مجالاً للشكّ بأنّ صُنّاع القرار في تل أبيب يخشون إيران، باعتبارها تهديدًا وجوديًا، ويشددون على أنّها ستُصبِح أخطر وأشّد فتكًا و”إرهابًا”، إذا وصلت للأسلحة النوويّة، وفي هذا الإطار يُمكِن قراءة توجّه رئيس مجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ السابق، مئير بن شابات، إلى الرئيس الأمريكيّ، جو بايدن، قائلاً إنّه لا يمكن لأيّ إنجازٍ أْنْ يُعوّض حصول إيران على السلاح النوويّ، على حدّ تعبيره.
بن شابات، عرّاب اتفاقات (أبراهام)، الذي يعمل اليوم باحثًا في مركز دراسات الأمن القوميّ التابع لجامعة تل أبيب، أكّد في توجهه للرئيس الأمريكيّ، والذي نشره في صحيفة (يسرائيل هايوم)، أكّد أنّ “إسرائيل هي الاستثمار الأنجع بالنسبة للولايات المتحدة، وأنّ إسرائيل هي رصيد بالنسبة إلى الولايات المتحدة على الصعيد الأمني، والاقتصادي، والتكنولوجي، كأمة معرفة وعلم، واختراعات وانطلاق”.
وشدّدّ بن شابات على أنّ “إسرائيل تبني قوتها وتتعاظم، بالأساس لخدمة ذاتها: ضمان وجودها كدولة يهودية، ديمقراطية، قوية، آمنة ومتطورة. وهذا يعود إلى دورها التاريخي ورؤيتها الملتزمة بها”.
واستدرك المسؤول الإسرائيليّ قائلاً: “تعاظُم قوة إسرائيل يخدم المصلحة الأمريكية بوضوح، وبصورة خاصة في الشرق الأوسط، وفي ظل الفوضى التي تجتاح عالمنا. البشرى بتعزيز التعاون العلمي-التكنولوجي بين إسرائيل والولايات المتحدة مفرحة. فالقوة الكامنة في ذلك عالية. هذه خطوة مباركة، ومن شأنها أن تأتي بالخير للعالم أجمع”.
ولفت بن شابات إلى أنّه “يجب أيضًا مباركة الخطوات لتأسيس شراكة إقليمية واسعة، بهدف خلق منظومة دفاع جوي ناجعة ضد تهديد المسيّرات والصواريخ، الذي تحول إلى روتين في منطقتنا بقيادة إيران. فالدفاع هو مركّب مهم جداً للرد على هذا التهديد، لكنه ليس الوحيد طبعًا، ولكن، فوق هذا كله توجد قضية السلاح النووي الإيرانيّ”، على حدّ تعبيره.
ونوّه إلى أنّ التزام بايدن بمنع إيران من الحصول على سلاحٍ نوويٍّ ليس كافيًا، وتحقيقه عبر اتفاق سيؤجل اليوم الذي تستطيع فيه إيران الحصول على سلاح نووي إلى عدة أعوام فقط، وسيؤبّد الخطر، وأنّ اتفاقًا كهذا سيحفظ لنظام طهران الجاهزية، والأمل، والرغبة في السلاح النوويّ، وسيدفع دول المنطقة إلى سباق نووي، ويشكل وصفة ممتازة للنزاعات وعدم الاستقرار”، طبقًا لأقواله.
 ولفت بن شابات إلى أنّ للاتفاق النوويّ مع الجمهوريّة الإسلاميّة ستكون تداعيات دراماتيكية على تعاظُم قوة إيران على جميع الصعد، كنتيجة لتحرير عشرات مليارات الدولارات وتسهيلات في مجال القيود المفروضة عليها اليوم، كجزء من الدفعات التي ستُمنح لها بسبب عودتها إلى الاتفاق. وهكذا، بدلاً من تكبيل يديها ومحاصرة خطواتها، فإنّ الاتفاق سيمهّد لها الطريق إلى النووي، ويعزز مكانتها، ويعظّم قدراتها، كما يمنح أجهزة القمع والقوات التي تشغلها الأوكسجين للبقاء”، طبقًا لأقواله.
وتابع:”لا حاجة إلى التذكير بأنّ التهديد الإيراني غير موجّه فقط لدولٍ المنطقة، ففي الوقت الذي يطلقون في إيران لقب “الشيطان الأصغر” على إسرائيل، لا حاجة إلى الكثير من الجهد لمعرفة من هو “الشيطان الأكبر”، الذي تهدد قيَمه وثقافته فعلاً هؤلاء المؤمنين بالـ “الثورة الإسلامية”.
بن شابات أكّد في مقاله الذي نقلته للعربيّة (مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة)، أكّد أنّ “استخلاصات الحرب في أوروبا تشير إلى حدود الردع الغربي في مقابل الخطوات العدوانية المتطرفة التي يمكن أنْ تقوم بها دولة نووية: في النزاعات التي تشارك فيها دولة نووية، العالم يتحرك على رؤوس أصابعه”، وأضاف أنّ “مصطلح “غطاء نووي” يتجسد بألم أمام أعيننا، ولا حاجة إلى خيال واسع من أجل توقُّع ما يمكن أنْ تسمح به إيران لذاتها وللقوى التابعة لها، إنْ باتت، لا سمح الله، قوة نووية”.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، أوضح بن شابات أنّه تحت قيادة بايدن تستطيع الولايات المتحدة منع هذا السيناريو، ولتحقيق ذلك، يجب أنْ يتم تفعيل العقوبات القادرة على شلّ إيران فورًا، وبكامل القوة، إلى جانب وضع تهديد عسكري صادق، ولا يجب السماح لإيران بالاستمرار في خطواتها في المجال النووي، برعاية المفاوضات العبثية”، كما قال.
وخلُص بن شابات إلى القول إنّ “الهدف يجب أنْ يكون الدفع بإيران إلى اتفاق ينزع عنها، بالكامل ومن دون زمن محدد، القدرة على الوصول إلى سلاح نووي. وفي الوقت ذاته، يرغمها على دفع أثمان قادرة على زرع الشك في نجاعة طريقها العدوانية، ومن ضمنها تدخُّلها بالـ”إرهاب” بكافة أشكاله، وأنّ “كبح عدوانية إيران وطموحاتها النووية شرط الهدوء والاستقرار، وهو الأساس الذي، اعتمادًا عليه، تستطيع الدول البراغماتية في المنطقة، إلى جانب إسرائيل، القيام بالخطوات الإضافية، على طريق شرق أوسط جديد”، على حدّ تعبيره.