استبعد الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، إمكانية تحقيق هدوء مقابل قطاع غزة في ظل حكم حركة حماس. وأضاف أنه “واضح أنه ليس فقط أن حماس لا يمكنها أن تكون شريكا لحل سياسي، وإنما هي عدو بارز لإسرائيل”. وجاء ذلك في مقال نشره بن شبات في موقع “واللا” الإلكتروني اليوم، الثلاثاء.
واعتبر بن شبات، وهو حاليا باحث في “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب، أن أمام إسرائيل إمكانيتين لمواجهة “التحديات” التي يضعها قطاع غزة أمامها.
الإمكانية الأولى، بحسب بن شبات، هي “احتلال القطاع وتغيير الحكم، من خلال عملية عسكرية واسعة وعميقة، وأثمانها المباشرة وغير المباشرة مرتفعة ونجاعتها غير واضحة، بغياب جهة تريد وتكون قادرة على الإمساك بمقاليد الحكم”.
والإمكانية الثانية هي عمليا السياسة الإسرائيلية الحالية تجاه القطاع. “السعي إلى استقرار و’صيانة’ الهدوء داخل إطار وقف إطلاق نار، في موازاة جهود سياسية وأمنية من أجل الحفاظ على الردع، ومواصلة عزل حماس سياسيا، ومنع جهودها لتصدير الإرهاب من القطاع والاستقرار في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وممارسة ضغوط ضد تعاظم قوتها”.
وأشار إلى أن “ضعف” الإمكانية الثانية “نابع من أن الهدوء الذي تقترحه سيكون دائما مؤقتا وهشا، وسيسود بين جولة (قتالية) وأخرى. وسيكون التحدي بإطالة مدته قدر الإمكان، وعندما يحدث صدام يجب استغلاله حتى النهاية من أجل تعزيز الردع وإضعاف حماس، ودراسة ما إذا نشأت الظروف لخطوة تقربنا من الغاية الإستراتيجية التي نتطلع إليها”.
وتابع أن “التوتر الأساسي الذي يستدعي حسما إسرائيليا في الواقع الراهن، موجود في السؤال حول كيفية ضمان الهدوء وفي الوقت نفسه منع التعاظم” لقوة حماس.
وأشار بن شبات إلى إسرائيل تواجه معضلة، تتمثل بادعائها تقديم تسهيلات تجاه قطاع غزة من جهة، مقابل إمكانية أن توفر فترة الهدوء لحماس فرص وموارد أخرى تسرع تعاظم قوتها العسكرية.
وأضاف أن الدروس التي استخلصتها إسرائيل من الحروب ضد غزة، فإنه “من الصواب منح إدارة المخاطر مقابل غزة وزنا أكبر لقضية تعاظم القوة. ويجب توجيه جهاز الأمن إلى خطوات تلجم وتستهدف عناصر قوة حماس، كغاية مركزية لـ’المعركة بين حربين’ (مثلما هو حاصل ضد إيران في سورية، في السنوات الماضية)، وإقامة أنظمة مراقبة تواجه الميل إلى تجاهل تطورات مثل ’تعاظم القوة’، الجارية في الخفاء تحت غطاء الإدمان على الهدوء ولا يتم الشعور بها في الفترات العادية”.
ودعا بن شبات إلى مواصلة السياسة الانتقائية في منح تصاريح إدخال مواد خام “ووسائل ثنائية الاستخدام التي قد تستخدمها حماس في مجهود تسلحها وتطورها” إلى غزة. “ويجب تبني هذا التوده كعنصر أساسي في إستراتيجية لجم تعاظم قوتها… فلا يوجد شيئ تقريبا دخل إلى غزة أو خرج منها ليس بدون موافقة حماس، ولا مثيل لابتكاراتها في بذل مجهود لتحقيق مكاسب مالية أو أخرى”.
وأضاف أن ان بناء أحياء جديدة في غزة “قد يكون مسألة إنسانية، بلا تبعات أمنية، وذلك فقط في حال ضمان عدم استخدامه غطاء لإدخال معدات ثقيلة، وسائل بناء ومواد خام نوعية لبناء الأنفاق. وثمة شك في إمكانية ضمان ذلك في الواقع السائد حاليا”.