يُواصِل وزير الأمن القومي الإسرائيليّ، المُتطرّف والعنصريّ إيتمار بن غفير، استفزاز العرب والمسلمين على حدٍّ سواء، ويقوم بين الفينة والأخرى بزياراتٍ إلى المسجد الأقصى المبارك ضاربًا عرض الحائط بما تُسّمى الوصاية الهاشميّة على المقدسات الإسلاميّة في القدس العربيّة المُحتلّة، وغيرُ آبهٍ بتحذيرات الجهات الأمنيّة الإسرائيليّة ذات الصلة من أنّ هذه الأعمال قد تؤدّي لاندلاع الأوضاع المشحونة أصلاً في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، وأيضًا في الوطن العربيّ والعالم الإسلاميّ.
بن غفير، وهو إرهابيٌّ أدين في عدّة محاكم إسرائيليّة بارتكاب جرائم تتعلّق بالإرهاب، يستمّر بحصد التأييد لدى قطاعاتٍ واسعةٍ من الإسرائيليين، علمًا أنّ عائلته استُقدِمت من إقليم كردستان في العراق، وهو يُقيم اليوم في مستوطنة (كريات أربع) بالقرب من مدينة الخليل الفلسطينيّة بالضفّة الغربيّة.
واليوم الإثنين، أعلن بن غفير، في حديثٍ إذاعيٍّ مع إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيليّ (غالي تساهال) عزمه إقامة كنيس في المسجد الأقصى في القدس المحتلة، فيما كرر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أنّه لا يوجد أي تغيير في الوضع الراهن في المسجد الأقصى، على حدّ تعبيره، وذلك في بيانٍ رسميٍّ أصدره ديوانه بعد تصريحات بن غفير.
وتابع الوزير الإسرائيليّ قائلاً للإذاعة العبريّة إنه “لو تمكنت من القيام بما أريد، لأقيم كنيس أيضًا في جبل الهيكل”، وأنّه لن يمنع مسلمين من الصلاة في باحة حائط البراق، لأنّ “الجميع سيقولون إنّ هذه عنصرية، لكن المسلمين لا يعترفون بقدسية الحائط المبكى” طبقًا لأقواله.
وفي معرض ردّه على سؤالٍ أوضح وزير الأمن القوميّ الإسرائيليّ أنّه خلافًا لسياسة نتنياهو، فإنّ سياسته هي أنّه بإمكان اليهود الصلاة في المسجد الأقصى، مُعتبرًا في الوقت عينه أنّه “لو قلت إنه يحظر على المسلمين الصلاة، لقتلتموني”.
وعقب وزير الداخلية الإسرائيلي، موشيه أربيل، من حزب شاس، قائلاً إنّه “على رئيس الحكومة نتنياهو العمل فورًا من أجل وضع حدود لبن غفير بخصوص أقواله هذا الصباح حول جبل الهيكل. وأقواله عديمة المسؤولية تشكل خطرًا على تحالفات إسرائيل الإستراتيجيّة مع دولٍ إسلاميّةٍ التي تشكل تحالفًا في الصراع ضدّ محور الشر الإيرانيّ”، مؤكّدًا أنّ “عدم إدراك بن غفير من شأنه أن يؤدي إلى سفك دماء”، كما قال.
جديرٌ بالذكر أنّه قبل نحو أسبوعيْن أقدم غفير على اقتحام المسجد الأقصى وسط حراسة مشددة من الشرطة.
وقال بن غفير من داخل الأقصى: “جئت للصلاة من أجل المختطفين ومن أجل عودتهم إلى ديارهم دون صفقة غير شرعية ودون استسلام”.
وأضاف: “أنا أعمل جاهدًا حتى يتمكن رئيس الوزراء من تحقيق ذلك، القوة ألا نتراجع وأن نكمل حتى النصر”.
وهذه المرة الخامسة التي يقوم فيها وزير الأمن القومي الإسرائيلي باقتحام الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين، منذ توليه منصبه أواخر عام 2022.
ويدعو بن غفير إلى تشجيع اقتحامات المستوطنين الإسرائيليين للمسجد وأداء صلوات يهودية فيه. ومنذ 2003، تسمح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى، وهو ما ترفضه دائرة الأوقاف الإسلامية.