أعربت 3 دول أوروبية عن قلقها إزاء عمليات الإخلاء والهدم التي حدثت في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، محذرة من أنها تقوض آفاق السلام وتهدد بتزايد العنف.
وأصدرت فرنسا وأيرلندا العضوتين بمجلس الأمن الدولي، وانضمت إليهما إستونيا، التي انتهت عضويتها بالمجلس مطلع الشهر الجاري، بيانا مشتركا على هامش جلسة المجلس المنعقدة حاليا بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، حول الحالة بالشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
وأعرب بيان الدول الثلاث عن “القلق الحاد إزاء عمليات الإخلاء والهدم التي حدثت في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية الثلاثاء”.
وأضاف البيان: “نذكر بالتزامات إسرائيل كقوة احتلال بموجب القانون الإنساني الدولي، ونؤكد أن هذه الإجراءات تقوض آفاق السلام وتهدد بتزايد العنف”، داعية حكومة إسرائيل إلى “وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية”.
ولفت البيان إلى قرار لجنة تخطيط منطقة القدس الصادر في 17 يناير 2022، مطالبا إسرائيل بـ”ضرورة عدم المضي قدما في الخطط الجديدة (المشمولة بالقرار) لبناء مئات الوحدات السكنية في القدس.
وحذر بيان الدول الثلاث من أن “هكذا مخططات ستزيد من تقويض التواصل الجغرافي للدولة الفلسطينية المستقبلية”.
وأكد البيان على أن “المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة رئيسية أمام تحقيق حل الدولتين والسلام العادل والدائم والشامل بين الطرفين”.
وأضاف: “نكرر معارضتنا القوية لتوسيع المستوطنات، ونؤكد أننا لن نعترف بأي تغييرات على خطوط ما قبل عام 1967، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، بخلاف تلك التي اتفق عليها الطرفان (الفلسطيني والإسرائيلي)”.
ودعت فرنسا وأيرلندا وإستونيا “الطرفين إلى الامتناع عن الإجراءات الأحادية الجانب التي تزيد من التوترات وتقوض حل الدولتين، والبناء على الخطوات التي تم اتخاذها في الأشهر الأخيرة لتحسين التعاون واستعادة الأفق السياسي”.
كما حث بيان هذه الدول الثلاث “جميع الأطراف على الامتناع بشكل خاص عن جميع أشكال العنف والتحريض التي تستهدف السكان المدنيين”.
وداهمت الشرطة الإسرائيلية، يوم الثلاثاء، منزلا يعود لعائلة صالحية بحي الشيخ جراح، واعتقلت المتواجدين فيه، قبل أن تقوم طواقم البلدية بهدم المنزل.
وعقب عملية الهدم حذرت الحكومة الفلسطينية وفصائل فلسطينية مسلحة من الإجراءات الإسرائيلية بحي الشيخ جراح ومدينة القدس، فيما اعتبرت حركة “حماس” أن “هذه الجريمة لن تزيد أهل القدس إلا وقودا لاستمرار المواجهة وتصعيد المقاومة بكل أشكالها”.
وتسببت انتهاكات إسرائيلية قبل أشهر بحق سكان القدس، ولاسيما أهالي حي الشيخ جراح، في اندلاع مواجهة عسكرية شرسة بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والجيش الإسرائيلي في مايو الماضي، دامت 11 يوما.