تعيش تايوان تحت التهديد المستمر بغزو من الصين التي تعتبر الجزيرة جزءا من أراضيها يجب أن يعود إليها وبالقوة إذا لزم الأمر.
وقدم وزير الدفاع التايواني تشيو كوو-تشنج تقييمه للوضع في أعقاب قيام 150 طائرة حربية صينية بخرق منطقة الدفاع الجوي لتايوان بدءا من الجمعة.
وقال أمام البرلمان إنه “بالنسبة للجيش فإن الوضع الحالي هو الأكثر قتامة خلال أكثر من 40 عاما منذ انضمامي للخدمة”.
وحذر وزير الدفاع التايواني من أن “أدنى إهمال” أو “سوء تقدير” من شأنه أن يثير “أزمة” في مضيق تايوان، مضيفا بأن بكين ستكون في وضع يتيح لها شن هجوم كاسح في غضون أربع سنوات.
وقال “إنها قادرة الآن لكن عليها احتساب الكلفة التي ستتكبدها والنتيجة التي ترغب في تحقيقها. بعد 2025 تنخفض الكلفة والخسائر إلى أدناها”، من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
والرئيس الصيني شي جينبينج الذي قال إن تحول تايوان إلى جزء من البر الرئيسي “أمر لا مفر منه”، وصف أيضا العلاقات بين الصين وتايوان بأنها “قاتمة”، وذلك في رسالة تهنئة إلى الزعيم المنتخب حديثا لحزب الكومينتانج الصديق لبكين الأسبوع الماضي.
عززت بكين الضغوط العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية منذ انتخاب تساي إينغ-وين رئيسة لتايوان في 2016، إذ تعتبر الرئيسة الجزيرة “مستقلة بالفعل” وليست جزءا من “صين واحدة”.
وقالت تساي الأربعاء إن “الأعمال التي تقوم بها (الصين) أضرت كثيرا بالسلام والاستقرار في المنطقة”.
وأضافت “أريد أن أبلغ السلطة في بكين بانه عليها أن تمارس ضبط النفس لتجنب نزاعات محتملة ناجمة عن خطأ في الحسابات أو حوادث”.
وكانت تساي قالت في الآونة الأخيرة إن تايوان ستقوم “بكل ما يلزم” لمواجهة تهديدات بكين لكن الجزيرة تأمل في تعايش سلمي مع الصين.
عمليات توغل قياسية
واستدعت الخروقات انتقادات من واشنطن. وردا على سؤال عن الوضع، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن للصحافيين الثلاثاء إنه بحث وضع تايوان مع الرئيس الصيني. وأضاف “سنلتزم باتفاق تايوان. هذا هو المكان الذين نحن فيه وقد أوضحنا أنني لا أعتقد أنه يجب أن يفعل أي شيء آخر غير الالتزام بالاتفاق”.
وأوضح مسؤولون أمريكيون لاحقا أن الرئيس لم يكن يشير الى محادثة جديدة. وكان بايدن وجينبينغ تحدثا الشهر الماضي وبحثا سلسلة مواضيع في اتصالهما.
يبدو أن بايدن كان يشر الى السياسة الأمريكية المعتمدة منذ أن نقل الاعتراف الدبلوماسي الأميركي من تايوان الى بكين في 1979.
بموجب هذا الاتفاق تقدم الولايات المتحدة لتايوان معدات عسكرية للدفاع عن نفسها في إطار علاقة غير رسمية وغير دبلوماسية.
وقال ناطق باسم الرئيسة تساي إينج-وين إن تايوان اتصلت بواشنطن اثر تصريحات بايدن وتلقت ضمانات بان السياسة الأميركية حيال الجزيرة “لا تزال على حالها”.
وحثّت حكومة تايبيه بكين الإثنين على وقف “الأعمال الاستفزازية وغير المسؤولة” بعد التوغل القياسي لـ56 طائرة مقاتلة صينية بينها قاذفات اتش-6 ذات القدرات النووية في منطقة “تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي” التايوانية والمعروفة اختصارا أديز.
ومنطقة أديز تختلف عن المجال الجوي التابع للأراضي التايوانية، لكنها تشمل منطقة أكبر بكثير تتلاقى مع جزء من “منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي” التابعة للصين، بل تضم جزءا من البر الرئيسي الصيني.
العام الماضي، نفّذت الطائرات العسكرية الصينية عددا قياسيا من عمليات التوغل في منطقة الدفاع التايوانية بلغ 380، إلا أنها نفّذت أكثر من 600 عملية من هذا النوع منذ مطلع العام وحتى أكتوبر الحالي.