اهتمت الصحافة العبرية، بالحديث عن الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي خلف دمارا واسعا في العديد من المواقع الحساسة والمدن بما فيها العاصمة كييف.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” في خبرها الرئيس الذي كتبه ايتمار آيخنر وآخرون، أن “الرد الإسرائيلي الرسمي على الغزو الروسي لأوكرانيا لم يكن موحدا؛ فبينما شجب وزير الخارجية مائير لابيد الغزو، رئيس الوزراء نفتالي بينيت لم يذكرها أمس بخطابه على الإطلاق وقال “هذه لحظات قاسية ومأساوية وقلبنا مع مواطني أوكرانيا”، فيما أوضح الناطق بلسان وزارة الخارجية أن الأمر منسق”.
فيما رأى وزير المالية أفيغدور ليبرمان، أن على “إسرائيل أن تبقى في الظل”.
ولفتت الصحيفة، إلى أن “إسرائيل اتخذت جانب الحذر، وذلك ضمن أمور أخرى، كون روسيا تتواجد في سوريا، وتل أبيب حاولت السير بين الطرقات”، موضحة أن “أوكرانيا طلبت من إسرائيل مساعدة إنسانية، وتدرسه إسرائيل بالإيجاب، وفي هذه المرحلة يتمثل طلبهم بمولدات كهربائية ومستلزمات طبية، وفي وقت لاحق سينظر في إمكانية إرسال طواقم طبية ومستشفى ميداني يعمل خارج أوكرانيا”.
ونبهت بأن “إسرائيل تستعد لموجة هجرة من أوكرانيا في أعقاب الحرب والخوف من احتلال روسي، واستقبلت مكاتب “نتيف” وسفارة إسرائيل في لبوب أمس أكثر من 500 يهودي لديهم اهتمام بالهجرة إلى إسرائيل”.
صحيفة “هآرتس” في افتتاحيتها، رأت أن تصريحات بينيت ولابيد هي “بداية طيبة بكل ما يتعلق بسياسة إسرائيل، ولكن هذا ليس بكاف، وإسرائيل على مدى 14 عاما تصمت؛ أي منذ حرب جورجيا، عندما غزت روسيا لأول مرة دولة جارة، وهكذا صمتت عندما غزت روسيا شرق أوكرانيا في 2014”.
ورأت أن “تخوف إسرائيل مفهوم، بوتين مسؤول عن مصير مئات آلاف اليهود الروس، وروسيا أصبحت في السنوات الأخيرة لاعبة هامة في شرق البحر المتوسط، حيث تحوم طائراتها القتالية في سماء سوريا، وليس لإسرائيل سبب للتدخل في حرب ليست لها”.
ونبهت بأن “شجب العدوان والاحتلال الروسيين، كفيل بأن يبدو غريبا بعض الشيء على لسان وزير كبير في دولة تبقي منذ نحو 55 سنة احتلالا عسكريا لملايين المواطنين (الفلسطينيين) عديمي الحقوق، ولا يزال، وإسرائيل لم تعد قادرة على التمترس خلف صمتها”.
وشددت على أن “الشعب الأوكراني الذي يعيش الآن تحت الهجوم، جدير بالتضامن والدعم “الأخلاقي” من قبل إسرائيل”، منوهة أن مزاعم بوتين أن “أوكرانيا “يحكمها نازيون جدد”، هي دعاية كاذبة تخفي دافعا إمبرياليا، ومحاولة بوتين تشبيه الجيش الروسي الغازي بالجيش الأحمر الذي حرر شرق أوروبا من أيدي ألمانيا النازية، تقترب من نكران الكارثة، وكان يجدر بلبيد، أن يشجبه أيضا على ذلك”.
وقالت “هآرتس”: “عندما يخرج بوتين بهذا الشكل الفظ ضد حق دولة مستقلة لأن تقرر طريقها بطرق ديمقراطية وضد الغرب، فثمة فقط جانب واحد على إسرائيل أن تختاره”، مضيفة: “محظور أن تكون العلاقة الوثيقة مع بوتين، والمليارات التي استثمرها هنا أرباب المال من الدائرة المقربة منه، أن تغشي عيون بينيت وكبار مسؤولي حكومته، وعلى إسرائيل أن تختار الجانب المحق من التاريخ”.
وفي سياق متصل، تظاهر مئات الإسرائيليين مساء الخميس، أمام السفارة الروسية في تل أبيب، للاحتجاج على الغزو الروسي لأوكرانيا، وقاموا برش كتابات على جدار السفارة للتعبير عن موقفهم المناهض للحرب على أوكرانيا من جانب روسيا، وفق ما أورده موقع “i24” الإسرائيلي.
وذكر الموقع أن بعض المتظاهرين “قاموا بحرق جوازات السفر الروسية تعبيرا عن غضبهم”، منوها إلى أن قوات شرطة الاحتلال قامت باعتقال أربعة من المتظاهرين الرافضين للغزو الروسي.