تحدث العقيد المتقاعد بالجيش الإسرائيلي جاك نيريا مستشار السياسة الخارجية السابق لرئيس الوزراء الراحل إسحق رابين، عن خسارة كبيرة قد تتعرض لها مصر.
وقال العقيد المتقاعد بالجيش الإسرائيلي إن مصر هي أكبر الخاسرين على الإطلاق من تحويل شركات الشحن الكبرى مسارات سفنها من البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين على السفن المتجهة لإسرائبل، وفق قناة I24News الإسرائيلية.
من جانبها، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن مصر ترفض حتى الآن الانضمام لأي تحالف دولي عسكري في البحر الأحمر بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لردع جماعة الحوثيين في اليمن .
وقال بنحاس عنبري، الباحث الكبير في مركز القدس للشؤون العامة والدولة لشؤون الشرق الأوسط، وهو مركز يتبع الحكومة الإسرائيلية، إنه في نهاية الأسبوع الماضي كان هناك تطوران لا يبشران بالخير لتحقيق أهداف الحرب في غزة، وأن التطورين مترابطان وينبعان من رفض إسرائيل تحديد أهداف الحرب كما تراها الولايات المتحدة، ورفض مصر الانضمام لتحالف دولي يردع الحوثيين.
وأوضح المحلل الإسرائيلي أن هناك مخططا لإنشاء منظمة كحلف الناتو في الشرق الأوسط، حيث تكون إسرائيل إلى جانب المملكة العربية السعودية في قاعدتها لردع جماعة الحوثي في اليمن بعد تهديدهم لأهم ممر ملاحي عالمي بضرب السفن التجارية المتجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي.
وأوضح المركز البحثي الإسرائيلي أن مصر مترددة حاليا في هذه المبادرة، لكنها أيضا قد تنضم إليها في المستقبل.
وأضاف: “حتى الآن، ظلت مصر مترددة في التحالف الإقليمي العربي الإسرائيلي، لأنها تخشى من وضعها كقوة رائدة في نظر العالم العربي والإسلامي، كم ترفض الاعتراف بحقيقة أن المملكة العربية السعودية قد أخذت مكانها، والأكثر من ذلك، أن إسرائيل ستقف إلى جانب السعودية، كما أن خطط ربط الهند عبر الخليج بالمملكة العربية السعودية والأردن بإسرائيل تجعل الليالي الطوال تضيع من عينيها، وهذا الطريق العظيم، المصمم للقضاء على قوس الشيعة وطريق الحرير الصيني، سيجعل قناة السويس زائدة عن الحاجة. ما يهدد اقتصاد مصر”
وأضاف: “مشكلة إسرائيل هي أنها إذا لم تبد اهتماما بالمسار الاستراتيجي الكبير للولايات المتحدة، حيث أن الطريق العظيم سيمر من الهند إلى مصر وليس إلى إسرائيل إذا استمرت إسرائيل في سياستها الحالية، لذا فبدلاً من وصول نهاية الطريق لأشدود في إسرائيل سيفتتح نظيره المصري هذا الطريق في العريش”.
وختم المحلل الإسرائيلي تحذيره للحكومة الإسرائيلية، قائلا: “سوف تنهار إسرائيل وتتحول إلى غيتو يهودي، وجزيرة معزولة وسط محيط عربي”.
وفي الآونة الأخيرة، أبلغت وكالة الملاحة البحرية البريطانية في وقت سابق من أمس الاثنين عن “انفجار محتمل” بالقرب من سفينة قبالة الساحل اليمني
وفي ضوء الوضع الأمني المتدهور للشحن في البحر الأحمر، قررت شركة بريتيش بتروليوم إيقاف جميع عمليات العبور عبر البحر الأحمر مؤقتًا.
وجاء في بيان الشركة: “في ضوء الوضع الأمني المتدهور للشحن في البحر الأحمر، قررت شركة بريتيش بتروليوم إيقاف جميع عمليات العبور عبر البحر الأحمر مؤقتًا”.
ويأتي القرار على خلفية تكثيف هجمات الحوثيين، خلال الأسابيع الماضية. وتعهدت المجموعة باستهداف أي سفينة مرتبطة بإسرائيل في المنطقة.
وأدلت العديد من خطوط الحاويات وشركات الناقلات بتصريحات مماثلة منذ يوم الجمعة. وبحسب ما ورد طلبت بعض الشركات من مواثيقها اتباع طريق أطول حول أفريقيا بدلا من المرور عبر قناة السويس.
وعلى الرغم من ذلك، أنتقد الإعلام العبري رفض مصر للانضمام لاى تحالف دولي بقيادة واشنطن لردع الحوثيين في البحر الأحمر.
وكانت قد أكدت مصادر مصرية مطلعة أن مصر لا تنوي الانخراط في أي تحالف أمني أو عسكري لمواجهة الحوثيين، مضيفة أن الإدارة المصرية “تتمسك بنهجها في عدم الانخراط في تحالفات، وأن تتبنى رؤية لحل النزاعات والأزمات عبر التواصل مع أطرافها المختلفة”.
وكان الفريق مهاب مميش مستشار الرئيس المصري للموانىء ورئيس هيئة قناة السويس السابق قد طالب بضرورة توفير قوة تأمين مصرية تتمركز بمحاذاة إحدى الدول.
وأوضح مميش في مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامجه “الحكاية” أن هذه القوات سيكون هدفها مصاحبة قوافل السفن المتجهة إلى قناة السويس والمارة بمضيق باب المندب.
وكشف مميش أن أي متغير يحدث في باب المندب يؤثر سلبا على الممر الملاحي المصري، موضحا أن قناة السويس هي المصدر الرئيسي للعملة الصعبة للاقتصاد المصري ولابد من المحافظة عليها.
وأوضح أن القوة التأمينية المصرية مدربة على أعلى مستوى وستكون قادرة علي حماية السفن، مؤكدا أن ذلك مطلب ضروري قبل أن تتأثر قناة السويس بشكل كامل من تحول الخطوط الكبرى لمسارات بعيدا عن البحر الأحمر .
ورد مصدر عسكري مصري على فكرة إنشاء قوة تأمين مصرية تتمركز بمحاذاة إحدى الدول الصديقة بهدف مرافقة قوافل السفن المتجهة إلى قناة السويس والمارة بمضيق باب المندب.
وقال المصدر العسكري المصري في تصريحات لـRT إنها فكرة جيدة ولكنها في الوقت نفسه ستكون مكلفة للغاية.
وأوضح المصدر العسكري أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تشكيل قوة حماية بحرية موسعة تضم دولا عربية لمكافحة هجمات الحوثيين المتكررة بشكل متزايد والتي تشن من الموانئ اليمنية على السفن التجارية في البحر الأحمر، مشيرا إلى أن الأفضل لمصر العمل ضمن تحالف دولي لحماية الملاحة الدولية، وليس بمفردها في هذا الملف.