يجمع العديد من الصحافيين والمحللين العسكريين الإسرائيليين، حتى أولئك الذين يعتقدون بأن حركة حماس تلقت ضربات قاسية في المعارك، بأن الطريق إلى إخضاعها لا يزال طويلاً، خاصة أن المقاومة الفلسطينية تكبّد جيش الاحتلال في المقابل خسائر فادحة يومياً.
وتشير بعض المقالات والتقارير، اليوم الأحد، إلى وجود فجوات بين تصريحات المستويين العسكري والسياسي في بعض الجوانب، كما تشير الكثير منها إلى أن أي عملية عسكرية في منطقة رفح المحاذية للحدود المصرية ستشكّل معضلة أمام دولة الاحتلال.
المحلل العسكري في صحيفة “معاريف” طال ليف رام، كتب اليوم الأحد، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، يلاحظ “تفككاً في قدرات حركة حماس في المناطق التي شهدت عمليات برية”، وأن “توسيع العملية إلى خانيونس ضاعف بشكل كبير الضغط على حماس وحجم الضرر الذي لحق بها يزداد، ولكن الطريق إلى إخضاعها بناء على الأهداف التي وضعتها دولة إسرائيل ومن ضمنها تحرير المخطوفين لا يزال طويلاً”.
وتابع الكاتب أن “الحرب بعيدة عن الحسم، خاصة أن هدف حماس كسب الوقت للصمود والحيلولة دون السماح لإسرائيل بتحقيق أهداف الحرب”.
ولفت الكاتب إلى أنه “ليس صدفة أن التصريحات الصادرة عن مصادر في الجيش فيما يتعلق بتقييم الإنجازات حتى هذه المرحلة، متواضعة جداً، مقارنة بتصريحات المستوى السياسي. كما لم يحب الجيش تصريحات بنيامين نتنياهو بشأن تطويق بيت يحيى السنوار، ويرى أنه لم يكن لها أي أهمية عملياتية، فقد كان واضحاً أن السنوار يوجد تحت الأرض في الأنفاق”.
وأشار ليف رام في مقاله، إلى وجود “علامة استفهام كبيرة بشأن طريقة العمل الإسرائيلية في رفح، في إطار عملية عسكرية محدودة، بما في ذلك التعامل مع أنفاق تهريب السلاح في محور فيلادلفيا. كم أن هناك علامة استفهام أخرى تتعلق بقضية المختطفين الإسرائيليين في غزة والتي يتوجب على إسرائيل وضعها على رأس أولوياتها”.
ويرى الكاتب أن “أي عملية ضد حركة حماس في رفح، ستتطلب تعاوناً وتنسيقاً كاملاً مع مصر، والتي تخشى من محاولات إسرائيل دفع مئات الآلاف من اللاجئين من غزة باتجاه أراضيها”.
وأشار الكاتب إلى وجود تعقيدات سياسية بما يتعلق بأي عملية في رفح، بحيث إن “العملية ذات أهمية كبيرة (لإسرائيل) في إطار الحرب على غزة، لكن الجيش الإسرائيلي لا يمكنه استكمال العملية العسكرية الرامية إلى تفكيك قدرات حركة حماس العسكرية دون المرور في رفح. وصحيح حتى الآن فإن عملية عسكرية برية هناك بصورة مشابهة لتلك التي في شمال القطاع وفي خانيونس تبدو بعيدة في هذه المرحلة”.
ويتوقع الكاتب أن دولة الاحتلال الإسرائيلي “ستتمكن من إخضاع كتائب حماس في نهاية المطاف، وأن المسألة هي مسألة وقت”، ولكن بعد ذلك ستستمر الحرب بأشكال أخرى لأشهر عدة مقبلة.
الجيش يندهش
نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن تقديرات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، تشير إلى أن الحرب الحالية ستمتد على مدار 2024 بأشكال مختلفة.
وقال الجيش الإسرائيلي في نهاية الأسبوع: “هناك علامات انهيار في حماس، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت”.
وبحسب الصحيفة ذاتها فإن “هذه تبقى مصطلحات عامة وضبابية وأنه بعد خروج جيش الاحتلال الإسرائيلي من القطاع ستبقى هناك مداهمات محدودة على مدار عام 2024 والذي سترافقه أجواء الحرب، إلا في حال التوصل إلى تسوية سياسية معينة تتيح نقل مقاليد الحكم في قطاع غزة لجهة ليست حماس”.
وتشير الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي “يندهش كل يوم من جديد من حجم تعاظم قوة حماس في قطاع غزة على مدار السنوات الـ 14 الماضية”، سواء بكميات الأسلحة أو القدرات القتالية.
عدد الجنود القتلى في ارتفاع مستمر
بدوره كتب المراسل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، يوسي يهشوع، اليوم الأحد، أنه منذ استئناف العملية البرية بات القتال في معاقل حركة حماس أصعب، وبالتالي الإصابات في صفوف القوات الإسرائيلية، والتي أسفرت عن 97 قتيلاً (المعلن رسمياً حتى ساعة نشر التقرير) منذ بداية العملية البرية. ومن المنتظر ارتفاع العدد طالما استمر القتال بصورته الحالية.
وأشار الكاتب إلى أنه “على الرغم من تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت وقائد هيئة أركان الجيش هرتسي هاليفي بشأن مؤشرات على انكسار حماس، فإن ضابطاً كبيراً يقول إنه من الأصح الحديث عن علامات إرهاق”.
وأشار الكاتب إلى أنه في “شمال القطاع على سبيل المثال، هناك قتال مستمر مع كتائب حماس التي قررت البقاء وعدم التوجه إلى جنوب القطاع”.
وفي حديثه عن رفح، قال يهوشع، إن “تحقيق الجيش الإسرائيلي نجاحاً في خانيونس لا يعني حل مشكلة رفح”، على حد تعبيره، “والتي يعتبر حلها أمراً مهماً وحيوياً لإسرائيل من أجل فصل أنبوب الأكسجين عن عمليات التهريب من مصر”.
ويقول الكاتب إنه “لا يوجد لدى حماس في هذه المنطقة قوات مدربة، ولكن المصريين يضغطون على إسرائيل بأن لا تعمل فيها”، مضيفاً أن “القاهرة لا تغمض عينيها في ظل احتمال خروج عملية إسرائيلية إلى حيز التنفيذ”.