تدمير حماس مهمة صعبة – جريدة الوطن السعودية

استمر عدوان الاحتلال الإسرائيلي في جلب الدمار والموت في قطاع غزة مع تصريحات بالاستمرار التي تتعارض مع حماية المدنيين المحاصرين بين الهجمات ونقص الغذاء والمواد الأساسية، حيث تواصل قوات الاحتلال منع إدخال الغذاء والدواء والمياه لشمال قطاع غزة، ما أدى لتفاقم الأزمة الإنسانية.

ومع انهيار نظام الرعاية الصحية وعمليات المساعدات الإنسانية في أجزاء كبيرة من الجيب المحاصر، حذر عمال الإغاثة من المجاعة وانتشار الأمراض بين النازحين في الملاجئ المكتظة ومخيمات الخيام.

ويعتبر العديد من الخبراء أهداف إسرائيل غير واقعية في سحق حماس، وتؤذي فقط المدنيين. وقالت مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة بحثية، في تقرير دعا أيضا إلى وقف فوري لإطلاق النار، إن مجرد تدمير القدرة العسكرية لحماس «سيكون مهمة صعبة دون تدمير ما تبقى من غزة».

تنفيذ الهجمات

ونفذت القوات الإسرائيلية غارات في أنحاء قطاع غزة خلال الليل، حتى في ظل الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار إلى كل من إسرائيل وقطاع غزة. بينما أصبحت حليفتها الرئيسية، الولايات المتحدة، معزولة بشكل متزايد.

وجلبت إسرائيل بالفعل موتا ودمارا غير مسبوقين للقطاع الساحلي الفقير، مع محو جزء كبير من شمال غزة، ومقتل أكثر من 18 ألف فلسطيني، وتهجير أكثر من 80% من السكان، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، من منازلهم.

وأفاد مسؤولو مستشفى العودة في جباليا شمال قطاع غزة، الذي تحاصره الآليات العسكرية الإسرائيلية منذ عدة أسابيع، بأنه يعاني نقصا حادا في الأدوية والوقود والغذاء، لافتين إلى أن الاحتلال قصف المستشفى، ويحاصره بشكل كامل.

في السياق نفسه، قصفت القوات الإسرائيلية وسط مخيم جباليا، وأجبرت نحو 50 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، كانوا موجودين داخل مراكز الإيواء على مغادرتها بالقوة، بعد اقتحام هذه المراكز بالدبابات ووسط قصفها بشكل عنيف، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من النازحين داخل مراكز الإيواء.

بلا مأوى

وأدت الغارات التي وقعت خلال الليل في جنوب غزة – في منطقة طُلب من المدنيين البحث فيها عن مأوى – إلى مقتل ما لا يقل عن 23 شخصًا، من بينهم سبعة أطفال وست نساء، وفقًا لسجلات لمستشفى وسط غزة. بينما استقبل مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح جثث 33 شخصا قتلوا في غارات ليلية، من بينهم 16 امرأة وأربعة أطفال، وفقا لسجلات المستشفى. كما قُتل العديد بغارات جوية أصابت مباني سكنية في مخيم المغازي للاجئين.

وفي شمال غزة، اقتحمت القوات الإسرائيلية مستشفى كمال عدوان، وأمرت جميع الرجال، بما في ذلك المسعفون، بالدخول إلى الفناء، حسبما قال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس.

وقال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن المستشفى يضم 65 مريضا، من بينهم 12 طفلا في العناية المركزة، وستة أطفال حديثي الولادة في الحاضنات. وأضاف أن نحو 3000 نازح يحتمون هناك، وجميعهم ينتظرون الإجلاء بسبب النقص الحاد في الغذاء والمياه والكهرباء.

بينما يزعم الجيش أنه يعتقل رجالا في شمال غزة في أثناء بحثه عن مقاتلي حماس. وتظهر الصور ومقاطع الفيديو المتداولة عبر الإنترنت مجموعات من المعتقلين وهم مجردون من ملابسهم، ومقيدون ومعصوبو الأعين. ويقول بعض الذين أُطلق سراحهم إنهم تعرضوا للضرب، وحُرموا من الطعام والماء.

وفي مستشفى آخر بشمال غزة، قالت منظمة «أطباء بلا حدود» إن جراحا أصيب برصاصة أطلقت من خارج المنشأة، التي تقول إنها تحت «حصار كامل» من قِبل القوات الإسرائيلية منذ أسبوع.

ولم يصدر تعليق فوري من الجيش على أي من الحادثتين في الشمال.

نقص حاد

وقد أدى الحصار الذي تفرضه إسرائيل على المنطقة، والغارات الجوية المكثفة، والقتال البري الذي جعل توزيع المساعدات شبه مستحيل، إلى نقص حاد في الغذاء والماء والسلع الأساسية الأخرى. بينما أدى العدوان الإسرائيلي للآن إلى مقتل أكثر من 18 ألف فلسطيني، وفقا لمسؤولي الصحة. ولم يقدموا تفاصيل عن المدنيين والمقاتلين، لكنهم يقولون إن ما يقرب من ثلثي القتلى هم من النساء والقاصرين.

وقد حشد الأمين العام للأمم المتحدة والدول العربية جزءًا كبيرًا من المجتمع الدولي خلف الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار. لكن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد هذه الجهود في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي. كما أرسلت ذخائر دبابات إلى إسرائيل، للسماح لها بمواصلة الهجوم.

بينما سيكون التصويت غير الملزم على قرار مماثل في الجمعية العامة المقرر إجراؤه يوم الثلاثاء رمزيا إلى حد كبير.

وتزعم إسرائيل والولايات المتحدة أن أي وقف لإطلاق النار سيترك حماس في السلطة، حتى ولو على جزء صغير من الأراضي المدمرة، يعني النصر للجماعة المسلحة التي تحكم غزة منذ 2007، وتعهدت بتدمير إسرائيل.

جلبت إسرائيل

– موتا ودمارا غير مسبوقين للقطاع الساحلي الفقير

– محت جزءا كبيرا من شمال غزة

– قتلت أكثر من 18 ألف فلسطيني

– أسهمت في تهجير أكثر من 80% من السكان، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة