تذكار عودة رفات القديس مار مرقس الرسول إلى مصر.. القصة الكام


03:00 ص


الأحد 25 يونيو 2023

كتب- إسلام لطفي:

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في 24 يونيو من كل عام بعودة رفات القديس مارمرقس الرسول البطريرك الأول من بطاركة الإسكندرية إلى القاهرة من روما، ففي مثل هذا اليوم عام 1968 عاد إلى القاهرة رفات القديس مار مرقس الرسول كاروز الديار المصرية والبطريرك الأول من بطاركة الإسكندرية، وكان البابا كيرلس السادس قد انتدب وفدًا رسميًّا للسفر إلى روما، لتسلم رفات القديس مرقس الرسول من البابا بولس السادس، وتألف الوفد من عشرة من المطارنة والأساقفة بينهم ثلاثة من المطارنة الإثيوبيين ومن ثلاثة من كبار أراخنة القبط.

والمطارنة والأساقفة هم حسب أقدمية الرسامة: الأنبا مرقس مطران كرسي أبو تيج وطهطا وطما وتوابعها، ورئيس الوفد الأنبا ميخائيل مطران كرسي أسيوط وتوابعها، الأنبا أنطونيوس مطران كرسي سوهاج والمنشاة وتوابعهما والأنبا بطرس مطران كرسي أخميم وساقلته وتوابعهما، والأنبا يؤانس مطران تيجراي وتوابعها بإثيوبيا، والأنبا لوكاس مطران كرسي أروسي وتوابعها بإثيوبيا، والأنبا بطرس مطران كرسي جوندار وتوابعها بإثيوبيا، والأنبا دوماديوس أسقف كرسي الجيزة وتوابعها، والأنبا غريغوريوس أسقف عام للدراسات اللاهوتية العليا والثقافة القبطية والبحث العلمي والأنبا بولس أسقف حلوان وتوابعها.

وطار الوفد البابوي الإسكندري إلى روما في يوم الخميس 30 يونيو 1968، في طائرة خاصة أقلتهم ومعهم 90 قبطيًّا من المرافقين، كان من بينهم سبعة من الكهنة، وذهب الوفد البابوي السكندري ومعه أعضاء البعثة البابوية الرومانية في موكب رسمي إلى القصر البابوي بمدينة الفاتيكان وقابلوا البابا بولس السادس وتسلموا منه الرفات المقدس في حفل رسمي كان يجلله الوقار الديني ويتسم بالخشوع والتقوى ولقد كانت لحظة تسلم الرفات المقدس بعد أحد عشر قرنًا كان فيها جسد مار مرقس محفوظا في مدينة البندقية (فينيسيا) بإيطاليا.

وفي اليوم التالي أقام الوفد البابوي السكندري قداسًا حبريًا احتفاليًا بكنيسة القديس أثناسيوس الرسولي بروما خدم فيه جميع المطارنة والأساقفة العشرة والكهنة المرافقون وقد حضر أعضاء البعثة البابوية الرومانية وجميع المرافقين من القبط وعدد كبير من الأقباط المقيمون بروما ومن الأجانب ومندوبي الصحف ووكالات الأنباء، وبعد قراءة الإنجيل حمل المطارنة والأساقفة صندوق الرفات المقدس وطافوا به 3 مرات أنحاء الكنيسة ثم بخر المطارنة والأساقفة أمام الرفات بحسب ترتيب أقدمية الرسامة وكان الكهنة والشمامسة يرتلون الألحان المناسبة.

ووفق ما نشره المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، فقد عاد الوفد البابوي السكندري ومعه أعضاء البعثة البابوية الرومانية يحملون الرفات المقدس في موكب رسمي تتقدمه الدراجات البخارية إلى المطار.

ونزل البابا كيرلس يحمل صندوق الرفات علي كتفه بين ترتيل الشمامسة ويتبعه موكب ضخم من كتل بشرية تعد بالألوف يرنمون مع الشمامسة فرحين متهللين، وعاد البابا في سيارته ومعه صندوق الرفات إلى الكاتدرائية المرقسية الكبرى القديمة بالأزبكية ووضع الصندوق علي المذبح الكبير المدشن باسم مار مرقس وظل الصندوق هناك إلى اليوم الثالث لوصوله.

وحمل البابا صندوق الرفات وأتى به في سيارته الخاصة إلى دير الأنبا رويس الذي كان يعرف بدير الخندق والمقامة على أرضه الكاتدرائية المرقسية الجديدة التي افتتحها البابا كيرلس بحضور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والإمبراطور هيلاسلاسي الأول إمبراطور إثيوبيا، وقد وضع البابا رفات مار مرقس على مائدة في منتصف شرقية هيكل الكاتدرائية الجديدة.

وظل كذلك طوال مدة القداس الحبري الحافل الذي رأسه البابا كيرلس السادس واشترك معه البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس وعدد من مطارنة السريان والهنود والأرمن الأرثوذكس وحضر القداس هيلاسلاسي الأول إمبراطور إثيوبيا وعدد كبير من رؤساء الأديان ومندوبي الكنائس والطوائف من مختلف بلاد العالم وعدد من أفراد الشعب يزيد عن ستة آلاف نسمة.

وبعد القداس نزل البابا في موكب رسمي يحمل صندوق الرفات إلى المزار المعد له تحت الهيكل الكبير ووضع الصندوق في جسم المذبح الرخامي القائم في وسط المزار وغطي بغطاء رخامي ومن فوقه مائدة المذبح وأنشدت فرق مختلفة ألحانًا مناسبة تحية لمار مرقس بسبع لغات مختلفة أي بالقبطية والإثيوبية والسريانية والأرمنية واليونانية واللاتينية والعربية.