03:22 م
الجمعة 13 أغسطس 2021
كتبت- شروق غنيم:
أسبوع من العمل، عكفت الطالبة شهد القط لرسم لوحتها، استعادت تفاصيل مصر القديمة، شكل الأحياء، الأزياء الشعبية، مهن اندثرت، وملامح تغيرت، جمعت كل تلك التفاصيل في لوحة واحدة، ومن بين 35 دولة مشاركة، تم اختيار رسمتها لتفوز في مسابقة دولية، مما منح الطالبة وأسرتها سعادة غامرة.
وفازت شهد القط، الطالبة في الصف الأول الثانوي، بمدينة طنطا محافظة الغربية، بجائزة دولية في المسابقة السنوية للرسم لطلاب المدارس الثانوية، والتي تُنظمها المؤسسة الدولية للفنون والثقافة (IFAC) باليابان، وتُعد المرة الخامسة التي تفوز مصر بها في المسابقة نفسها، والمرة الثانية على التوالي، في المسابقة التي تنظمها المؤسسة اليابانية.
فرحة عارمة انتابت الصغيرة حينما علمت عن الخبر “مكنتش مصدقة إني هفوز”، لكن فتور أصابها حينما تبدلت خطة الجائزة بسبب فيروس كورونا، كما يحكي والد الطالبة لموقع ، إذ تم إلغاء سفر الفائزين إلى اليابان لإقامة حفل وصار عبر الإنترنت عن بُعد “في الأول زعلنا، لكن كفاية بالنسبة لنا إنها كسبت في مسابقة دولية كبيرة، وتعتبر خطوة في طريق طويل مستنيها”.
عبر الصفحة الرسمية هنأت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، للطالبة شهد القط وقالت إن “شهد تعد نموذج مشرف للنابغين الشباب الذين يفخر بهم الوطن، والجائزة تعكس تميز الفنون والثقافة المصرية عالميًا في مختلف المجالات”.
حين علمت أسرة شهد عن المسابقة، حثها والدها على المشاركة، في البدء يتقدم الطلاب إلى المركز القومي لثقافة الطفل بالأعمال ويتم اختيار ما يُمثل مصر في المسابقة الدولية، ومن بين ما يقرب من 500 عمل فني، وقع الاختيار على لوحة شهد.
منذ صغرها، شُغفت شهد محمد القط بالرسم؛ صار كل مشهدًا تراه احتمالية لوحة، لاسيما الأزياء “بحب أتفرج على اللبس في الأفلام القديمة، ورغم إنه أبيض وأسود لكن بحب أتخيل ألوانه وأرسمه”، دائمًا ما يلفت والديها انتباه الصغيرة تجاه تفاصيل تبدل الزمن في الثقافة والملابس، كان ذلك تمهيدًا لتنال الصغيرة الجائزة الدولية.
من خلال الأفلام ورسوم لفنانين قُدامى، أجرت شهد بحثًا لتكوين ذاكرة بصرية عن مشاهد من تراث مصر، تأثرت بأعمال الفنان البورسعيدي مصطفى العزبي “أكثر فنان رسم الحارة المصرية والمهن القديمة”، نظمت صاحبة الـ16 ربيعًا وقتها من أجل التركيز على رسم اللوحة التي تُعبر عن ثقافة وعادات مصر “الصبح بذاكر وبعد ما أخلص بليل برسم، لأني بنسى نفسي والوقت وأنا برسم”.
مرت المسابقة بمراحل مختلفة، قبل الإعلان عن الفوز طُلب من الصغيرة إعداد مقطع فيديو مُصور عن نفسها ولوحتها المشاركة بالمسابقة الدولية، تجلت روح التعاون داخل منزل الأسرة في طنطا “أختها الأصغر منها بدأت تساعدها، لأنها بتحب التصوير والمونتاج.. حولوا البيت لاستوديو صغير وكله بدعم مامتهم ليهم”، كما يقول محمد القط والد شهد ل “وفي نهاية الفيديو قالت إني لو خدت الجائزة بهديها للسيد الرئيس والسيدة قرينته”.
توقعت الأسرة أن ينال فوز الصغيرة صدى كبير إلا أن إحباط أدركهم “حسينا أن الجوائز الفنية للطلاب مفيش اهتمام بيها زي جوائز الرياضة”، تمنى أن تحصل شهد على تكريم أكبر “اتوعدنا إن وزيرة الثقافة هتستقبلها وهتكرمها بنفسها”. تحاول شهد استثمار تلك التجربة لتحفيزها على مزيد من النجاح “نفسي أخد منحة عشان أدرس تصميمات الأزياء، ونفسي أقابل السيد الرئيس”.