وأكدوا لـ«» وجود سلبيات عدة يجب تلافيها في المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال، خصوصا أن بعض الطلاب لم يسبق لهم الحضور للمدرسة، وترتكز السلبيات حول محورين تتمثلان في قلق الانفصال، وذلك لأن كثيراً من الأطفال بمشاعر قلق وخوف نتيجة الانفصال عن الأهل بعد مدة طويلة من الانقطاع عن مقاعد الدراسة. أما المحور الثاني فهو كيفية تطبيق بروتوكولات وزارة الصحة في المدارس، خصوصاً أن الموجهين الصحيين غير مفرغين بشكل كامل.
وفي هذا الإطار، أكد التربوي والباحث في الإرشاد المدرسي محمد بن عبيد أن عودة الطلاب حضورياً ستساهم في تعويض الفاقد التعليمي الذي حصل لهم أخيراً وتتميز بالإشراف المباشر من قبل المعلم على الطالب، إضافة إلى ذلك فإن التعليم الحضوري يتميز بالتشويق للطفل على عكس التعليم عن بعد الذي أصاب الطلاب بالملل لعدم تنوع الأساليب التعليمية والأنشطة التفاعلية الحركية فيه، وهي أنشطة مهمة لاسيما في مرحلة الطفولة المبكرة.
وأضاف كتربويين ومختصين في الإرشاد المدرسي نستشعر الصعوبات التي قد تواجهها الكثير من الأسر مثل (قلق الانفصال)، حيث من المتوقع أن يشعر كثير من الأطفال بمشاعر قلق وخوف نتيجة الانفصال عن الأهل بعد مدة طويلة من الانقطاع عن مقاعد الدراسة، لذلك يجب على الوالدين تهيئة الأبناء بشكل جيد للعودة الحضورية من خلال التحدث مع الطفل عن الفترة القادمة، وشرح الوضع الجديد للدراسة، كما يجب على المجتمع المدرسي الاهتمام بعمل أسبوع تهيئة واستعداد لطلاب رياض الأطفال والصف الأول والثاني الابتدائي حتى يتمكنوا من الاندماج سريعا في مدارسهم ومواصلة تعليمهم حضوريا باطمئنان.
من جهتها، ذكرت المستشارة في التميز المؤسسي والتربوي حنان ياسين الحمد بأن أبرز مميزات القرار في عودة طلاب وطالبات الابتدائي ورياض الأطفال هو أن الأطفال سيمارسون عملية التعلم بشكلها الطبيعي، مما يساعدهم على تنمية مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية والتفاعل مع محيطهم الخارجي بعيداً عن الأسرة القريبة أو الممتدة، وهذا يتطلب خطة وبرامج تعويضية من قبل المؤسسات التعليمية تركز على تنمية هذه المهارات ولتقييم مخرجات التعلم عن بعد لتلك المراحل.
وأضافت أن أبرز التحديات تكمن في تطبيق بروتوكولات وزارة الصحة الخاصة بهذه الجائحة، وكذلك التعامل مع الحالات الصحية الحرجة أو المزمنة لدى الأطفال في المدارس التي تحتاج دقة عالية في البيانات لتجنيب هذه الفئة خطر العدوى، كما أن ثقافة بعض الأسر سواء المتخوفة من كورونا بشكل مبالغ أو التي لا تعترف بالفايروس قد تشكل تحديا للمدارس في متابعة وتطبيق الإجراءات الاحترازية.