وبثت إذاعة «فردا» الأمريكية الناطقة بالفارسية التسجيل الذي يتضمن محادثة سرية تمت عام 2018 بين القائد السابق للحرس الثوري محمد علي جعفري ومساعد الحرس الثوري لشؤون الاقتصاد والبناء صادق ذو القدر نيا حول فساد يتعلق بفيلق القدس بقيادة قاسم سليماني وبلدية طهران برئاسة قاليباف.
وكشف التسجيل التورط المباشر لقاليباف (جنرال سابق في الحرس الثوري) في الفساد عندما كان يشغل منصب عمدة طهران، وتورط سليماني ومساعد الحرس للشؤون التنسيقية جمال الدين آبرومند، ورئيس منظمة مخابرات الحرس الثوري حسين طائب في قضايا فساد.
وقال الجنرال صادق ذو القدر نيا في التسجيل إن محمد باقر قاليباف عمدة طهران آنذاك، كان منزعجاً جداً من طرح قضية الفساد المتعلقة بالبلدية وتعاونية الحرس الثوري، وأن فريق آبرومند في تعاونية الحرس الثوري اكتشف نقصاً في أموال المؤسسة بنحو 8 آلاف مليار تومان، عندها طلب قاليباف من ذو القدر نيا التوقيع على مذكرة تفاهم بنفس المبلغ لملمة المشكلة.
وأضاف ذو القدر في الملف الصوتي: «قلت له إن هذه التصرفات تعتبر جريمة، جاء قاليباف إلى أمام مسجد بالقرب من منزلي، وقال لي: وقِّع على هذه الورقة. فقلت له: هذه جريمة، إنها تضرك وتضرني وتضر جعفري (قائد الحرس السابق)، أنا لن أوقع. عندها أجاب: فلنعقد اجتماعاً. ونظّم اجتماعاً في وقت لاحق».
وأفاد: «قلت لقاليباف: أنت خصصت 8 آلاف مليار تومان لمشاريع بدلاً من إعطائها لشركة «رسا» (التابعة لشركة ياس القابضة) في حين لا تنتمي تلك المشاريع إلى ياس القابضة التابعة للمؤسسة التعاونية للحرس الثوري على الإطلاق. ورد قاليباف: لا تذكر لي هذه الأسماء. وأصيب بانهيار».
وكشف ذو القدر أيضاً أن سليماني قال له يوماً ما إن «قاليباف كان يشتمك»، فرد عليه: «ماذا عليا أن أفعل؟ أنا معتاد على الشتائم».
وقال محمد علي جعفري في التسجيل المسرب أن قاليباف كان منزعجاً للغاية بسبب عدم توقيع المذكرة مع ذو القدر نيا، مضيفاً: «لو تم التوقيع على هذه المذكرة، لا أعلم ماذا كنا سنفعل».
وتحدث قائد الحرس الثوري السابق أن سليماني كان منزعجاً أيضاً من مواجهة «عصابة آبرومند» المتهمة بالفساد وتحدث شخصياً إلى المرشد علي خامنئي.