حيث تؤثر الأفكار النمطية المرتبطة بالنوع الاجتماعي لدى العاملين في مجال الرعاية الصحية على تفسير العلامات السريرية ومعالجة الأمراض. ويمثّل تصنيف الأمراض بـ«نسائية» و«ذكورية» خير دليل على ذلك.
والنساء في الواقع أكثر عرضة من الرجال للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إذ تبلغ نسبة الوفيات جراء هذه الأمراض لدى النساء 56% مقابل 46% لدى الرجال. ورغم ذلك، لا تزال النوبة القلبية تشخّص بنسبة أقلّ لدى النساء لأنّها تُعتبر خطأً مرضاً يطال الرجال جراء الإجهاد في عملهم.
صحة المرأة
فبعدما شعرت إلينور كليغهورن بألم في ساقيها، لجأت إلى طبيب رجّح أنّها مصابة بالنقرس أو أنّ آلامها ناجمة عن الحمل، وقال لها «ربما لا يعدو الأمر كونه اضطراباً في هرموناتك». وتحمّلت إلينور الألم سبع سنوات كانت خلالها هي نفسها تشكك في طبيعة ما تشعر به، قبل أن تلجأ إلى قسم الطوارئ في أحد المستشفيات، حيث أكّد لها الأطباء كذلك أنّ آلامها مرتبطة بالطفل الذي أنجبته حديثاً، وتمثل أحد أمراض القلب التي تحدث بعد الولادة.
وبعد طول معاناة، شخّص أحد اختصاصيي أمراض الروماتيزم حالة إلينور بأنّها ناجمة عن مرض الذئبة. واستناداً على تجربتها الخاصة، نشرت إلينور، وهي مؤرخة نسوية، كتاباً بعنوان «نساء مريضات: رحلة عبر الطب والخرافات في عالم من صنع الرجال» في يونيو الفائت. وروت المرأة البريطانية في الكتاب كيف أُسيء فهم صحة المرأة وتفسيرها عبر التاريخ.