وعلى الرغم من أن الخبراء يقولون إن الأشخاص المحاصرين يمكنهم العيش لمدة أسبوع أو أكثر، إلا أن احتمالات العثور على المزيد من الناجين تتضاءل بسرعة.
وكان رجال الإنقاذ يستخدمون الكاميرات الحرارية، للمساعدة في التعرف على الحياة وسط الأنقاض، وهي علامة على ضعف أي ناجين متبقين.
كومة الحطام
وأفاد هابر ترك أنهم قاموا أولاً بإنقاذ الأم وابنتها هافا وفاطماجول أصلان، من بين كومة من الحطام في بلدة نورداجي الأكثر تضرراً في مقاطعة غازي عنتاب. ووصلت الفرق لاحقًا إلى الأب حسن أصلان، لكنه أصر على إنقاذ ابنته الأخرى، زينب، وابنه سالك بوغرا أولاً.
ثم، عندما أُخرج الأب، هتف رجال الإنقاذ بـ «الله أكبر».
وبعد ساعتين، تم انتشال فتاة تبلغ من العمر 3 سنوات ووالدها من تحت الأنقاض في بلدة الإصلاحي بمحافظة غازي عنتاب أيضًا، كما تم إنقاذ فتاة تبلغ من العمر 7 سنوات في محافظة هاتاي بعد 132 ساعة من الزلزال.
وبذلك يرتفع عدد الأشخاص الذين تم إنقاذهم خلال يوم واحد إلى 12 شخصًا، على الرغم من تضاؤل الآمال وسط انخفاض درجات الحرارة.
بريق من الفرح
وجلبت عمليات الإنقاذ بريقًا من الفرح وسط أيام من الدمار الهائل، بعد الزلزال الذي ضرب يوم الاثنين الماضي بقوة 7.8 درجات والذي أدى إلى انهيار آلاف المباني، مما أسفر عن مقتل أكثر من 24500 شخص وإصابة 80 ألفا آخرين وتشريد الملايين. وتسبب زلزال آخر متساوٍ تقريبا في القوة، ومن المحتمل أن يكون السبب الأول في مزيد من الدمار بعد ساعات.
ومع ذلك، هناك الكثير من عمليات الإنقاذ التي لم تكلل بالنجاح، منها محاولة إنقاذ فتاة تبلغ من العمر 13 عامًا داخل حطام مبنى منهار، في مقاطعة هاتاي، وقالت صحيفة «حريت» إنها توفيت قبل أن تتمكن الفرق الطبية من بتر أحد أطرافها، وتحريرها من تحت الأنقاض.
علاج المصابين
ومع استمرار وصول المساعدات، بدأت مجموعة من 99 فردًا، من فريق المساعدة الطبية التابع للجيش الهندي في علاج المصابين في مستشفى ميداني مؤقت في مدينة الإسكندرونة الجنوبية، حيث تم هدم مستشفى رئيسي.
فيما قال عامل بوزارة الشؤون الدينية التركية، لم يرغب في الكشف عن هويته، بسبب أوامر بعدم مشاركة المعلومات مع وسائل الإعلام، إنه تم إحضار حوالي 800 جثة إلى المقبرة يوم الجمعة، في اليوم الأول من عملها.
وقال إنه بحلول منتصف نهار السبت، تم دفن ما يصل إلى 2000 شخص.
وأضاف:«الناس الذين يخرجون من تحت الأنقاض الآن، إنها معجزة إذا نجوا. فمعظم الذين خرجوا الآن ماتوا».
درجات منخفضة
ومع درجات الحرارة المنخفضة وتشرد الكثير من الناس، وزعت الحكومة التركية ملايين الوجبات الساخنة، وكذلك الخيام والبطانيات، لكنها ما زالت تكافح للوصول إلى العديد من المحتاجين.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يزور ديار بكر، التي ضربها الزلزال، إن الجامعات ستتحول إلى التعليم عن بعد حتى الصيف، لتحرير المهاجع التي تديرها الدولة للناجين، الذين تركوا بلا مأوى.
وفي مدينة كهرمانماراس، حيث تم تحويل ملعب إلى معسكر مؤقت، سار الناجون بين مئات الخيام واصطفوا في طوابير، لتناول الوجبات الساخنة، وتجمعوا حول نيران المخيمات.
دمار المنازل
وفي أنطاكيا، قدمت جمعية خيرية دولية تساعد اللاجئين السوريين في تركيا، المأوى لعشرات الأشخاص في أراضي مبنى سليم على أطراف المدينة.
وقال أحمد أبو الشعار، مؤسس جمعية ملهم الخيرية، «المشكلة أنه لا يوجد منزل واحد صالح للسكنى في أنطاكيا، وبالتالي فإن المأوى الوحيد هو الشارع».
وضاعفت الكارثة من المعاناة في منطقة تعاني من الحرب الأهلية السورية، المستمرة منذ 12 عامًا، والتي تسببت في نزوح ملايين الأشخاص داخل البلاد، وتركتهم يعتمدون على المساعدات. وأدى القتال إلى إرسال ملايين آخرين إلى تركيا.
كما أدى الصراع إلى عزل العديد من المناطق في سوريا، وعقد جهود إيصال المساعدات إليها. وقالت الأمم المتحدة إن أول قافلة مساعدات مرتبطة بالزلزال، عبرت من تركيا إلى شمال غرب سوريا يوم الجمعة، بعد يوم من وصول شحنة مساعدات كانت مقررة قبل وصول الكارثة.
وقدرت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن ما يصل إلى 5.3 مليون شخص أصبحوا بلا مأوى في سوريا.
تطورات أخرى:
تجاوز عدد قتلى الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا منذ خمسة أيام 25 ألف شخص.
ورفع الرئيس التركي، عدد القتلى في بلاده إلى 21848 قتيلا، بينما بلغ عدد القتلى في سوريا 3553 قتيلا. بين أردوغان، متحدثًا في أن حوالي 80104 أشخاص أصيبوا في تركيا وحدها.
ولا يزال يتم انتشال عدد قليل من الناجين من تحت الأنقاض، بعد أكثر من 130 ساعة من وقوع الزلزال.
ضاعفت درجات الحرارة المنخفضة والمباني المدمرة من معاناة الناجين من الزلزال