تعنت نتنياهو يدمر «صفقة غزة»

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن محادثات روما التي شارك فيها مسؤولون كبار من مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل لمواصلة المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لا تزال عالقة بشأن العديد من القضايا الرئيسية، بما في ذلك مدى انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.وبحسب ثلاثة مسؤولين مشاركين في المحادثات أو مطلعين عليها كان المسؤولون في المحادثات التي استمرت يوماً واحداً في العاصمة الإيطالية يسعون إلى التوصل إلى هدنة يتم بموجبها تبادل الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس بمئات الفلسطينيين المسجونين لدى تل أبيب، بموجب خطة تمت مناقشتها منذ أشهر.

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية في بيان لها، (الأحد)، أن ممثلها في الاجتماع رئيس الاستخبارات الخارجية ديفيد برنياع عاد بالفعل إلى تل أبيب، وأن المفاوضات ستستأنف في الأيام القادمة.

ورغم التقدم الذي أحرز في الأسابيع الأخيرة فإن المفاوضات التي استمرت شهوراً ظلت متوقفة بسبب العديد من القضايا الرئيسية خصوصاً مدى بقاء القوات الإسرائيلية في غزة أثناء الهدنة، بحسب ما نقلت الصحيفة الأمريكية عن ما تحدث به سبعة مسؤولين شاركوا في المحادثات أو اطلعوا عليها.

وقال ثلاثة مسؤولين مطلعين على المحادثات، إن المفاوضين الإسرائيليين ناقشوا بشكل خاص مسألة مغادرة منطقة الحدود مع مصر، إذا تمكنوا أولاً من تركيب أجهزة استشعار إلكترونية للكشف عن الجهود المستقبلية لحفر الأنفاق، فضلاً عن بناء حواجز تحت الأرض لمنع بناء الأنفاق، إلا أنهم أكدوا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق في هذه المسألة.

وتريد إسرائيل الاحتفاظ بنقاط تفتيش عسكرية على طول طريق سريع استراتيجي داخل غزة لمنع مقاتلي حماس من نقل الأسلحة نحو مدينة غزة، وفقاً لأربعة مسؤولين إسرائيليين ومسؤول من إحدى الدول الوسيطة.

وأفصح المسؤولون أنه بعد أن بدت إسرائيل أكثر مرونة بشأن هذه القضية في وقت سابق من الصيف، تشدد موقفها مرة أخرى منذ نحو ثلاثة أسابيع، في حين لم توافق حماس أبداً على التسوية.

ولفت المسؤولون إلى أن اجتماع روما جاء في الوقت الذي سارع فيه الدبلوماسيون الغربيون، إلى منع تصاعد القتال على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، بعد حادثة «مجدل شمس».وكشف ستة مسؤولين إسرائيليين أن نتنياهو هو السبب الرئيسي وراء موقف إسرائيل المتشدد في محادثات روما، وأن كبار المسؤولين الأمنيين يضغطون على رئيس الوزراء لإظهار قدر أكبر من المرونة لتأمين الصفقة.واعتبرت الصحيفة أن مجال المناورة المتاح أمام نتنياهو محدود بسبب أعضاء حكومته الائتلافية اليمينية، إذ يعارض بعضهم الهدنة التي يرون أنها ستسمح لحماس بالبقاء على قيد الحياة في الحرب، وهددوا بإسقاط الحكومة إذا لم تتم تلبية رغباتهم.