التقى أمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح” الفريق جبريل الرجوب، اليوم الثلاثاء، مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، على رأس وفد ضم أعضاء اللجنة المركزية روحي فتوح، وأحمد حلس، وسمير الرفاعي، وسفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وأمين سر حركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات.
وجرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وآخر المستجدات المتصلة بالقضية الفلسطينية.
ووجه الرجوب عقب اللقاء التحية إلى شعب لبنان وللدولة اللبنانية بكل مكوناتها، وقال: “جئنا اليوم إلى لبنان نحمل رسالة إلى الشعب اللبناني ورسالة للوجود الفلسطيني في الساحة اللبنانية، ونحن نقول لهم قلوبنا معكم وندرك حجم التحديات المحدقة بهذا البلد العربي الشقيق سواء كانت على صعيد التفاعلات والتي جزء كبير منها مصطنع لصالح ضرب المناعة والوحدة اللبنانية بما تشكّله من عنصر حماية وعنصر قوة لقضيتنا الفلسطينية، وبعض التجاذبات الداخلية التي نأمل للبنان الشقيق الاستقرار والوحدة والرؤى التي لها علاقة بتوفير كافة أسباب القوة لهذه الدولة التي نحب ونتمنى لها الخير”.
وأضاف: “كما نحيي جهود أهلنا الفلسطينيين الموجودين في لبنان وقدرتهم على الصمود وعلى الإصرار على مبدأ الحياد وعدم الانجرار وراء أية تجاذبات تؤثر سلباً على الأوضاع الداخلية اللبنانية، وعلى أن يبقوا عنصراً مساهماً في الاستقرار بالمعنى الإيجابي لصالح لبنان ولصالح قضيتنا الفلسطينية”.
وحيا الرجوب قيادة فصائل المنظمة والعمل الوطني الفلسطيني والسفير وكادر السفارة على ما يقومون به من رعاية وجهد عظيم مع القوى اللبنانية ومع مكونات الحياة السياسية في لبنان للحفاظ على حيادية الوجود الفلسطيني وأن يبقى عنصرا مساهما في السلم الأهلي في هذا البلد الشقيق.
وأوضح أن “الرسالة الثانية لها علاقة بوضعنا ورغبتنا وقرارنا وإرادتنا بأن نوفر كل أسباب القوة للحالة الوطنية الفلسطينية والتي من شأنها أن تحقق وحدة الحالة الفلسطينية ووحدة القرار ووحدة القيادة ووحدة العمل على برنامج له علاقة بالدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، كعنصر واجب الوجود في معادلة الصراع والقدس عاصمتها وتأمين حق العودة لكل الفلسطينيين وتحرير أسرانا”.
وتابع: “هذه المسألة بالنسبة لنا أولوية وتحقيقها لا يكون إلا من خلال تحقيق إجماع وطني فلسطيني، ومن هنّا نحن أبلغنا دولة الرئيس الذي هو رمز وعنوان الوحدة الوطنية اللبنانية ورمز لوحدة البلد في لبنان وموقفه وحكمته بإرثه وتاريخه ومكانته، ونحن حريصون كل الحرص على الاستشارة معه للمرحلة القادمة التي نحن سنبدأها بعقد مجلس مركزي فلسطيني”.
وقال الرجوب: “نتطلع إلى مشاركة كل الفلسطينيين ضمن حالة من التوافق على مخرجات سياسية تنظيمية توفر للحالة الفلسطينية وحدة نواجه بها العالم، ونحاصر بها الاحتلال، ووحدة يقبلها العالم ويتبناها كمدخل لإقراره بخلق عناصر ضاغطة كحق مكتسب لنا على هذا الاحتلال لإقامة دولتنا، ولوقف جرائمه غير المسبوقة بحق الأراضي الفلسطينية، وبحق المقدسات والأفراد والتدمير والتنكيل وبمحاولة كسر إرادة كل الفلسطينيين كمقدمة إلى ترحيلهم، ولكن نحن ليس لنا غير هذا البلد وهناك نحن باقون”.
وأضاف: “جئنا إلى هنا وكنا في دمشق ودخلنا في حوار مع فصائل العمل الوطني الفلسطيني في محاولة لتحقيق النصاب السياسي لعقد المجلس المركزي، ونحن في صدد اتخاذ قرارات صعبة جزء منها له علاقة بمجمل الاتفاقات السابقة ومجمل القرارات الصادرة عن المجالس الوطنية والبحث عن آليات تنفيذية للقرارات والبحث عن آليات تؤسس لحالة انفكاك مع هذا الاحتلال، بما فيها لتصعيد المقاومة الشعبية الشاملة في كل الأراضي الفلسطينية بمنطق الشمول السياسي والجغرافي والاجتماعي، وبمنطق توفير كل أسباب القوة للشعب الفلسطيني وأن يكون في حالة صدام وفي حالة صمود مقاوم لخمسة مليون فلسطيني موجودين في كل الأراضي الفلسطينية”.
وأعرب عن أمله أن تكون هناك استجابة من فصائل العمل الوطني الفلسطيني وقيادتهم في الساحتين السورية واللبنانية للتوجه إلى المجلس المركزي، “الذي هو محطة مفصلية في مرحلة حرجة وصعبة تقتضي أن يكون هناك رؤية استراتيجية لمواجهة مجمل التحديات الهادفة إلى دفن فكرة الدولة ومحاولات إنهاء ودفن حقنا في تقرير مصيرنا على أرضنا”.
وختم الرجوب: “أملنا كبير أن الدولة اللبنانية بالرغم من الجراح والظروف الصعبة أن تكون عنصراً قادراً على المساهمة الإيجابية معنا في لملمة حالتنا الفلسطينية، وأن تكون الساحة اللبنانية ساحة استقرار، وأن يكون العنصر الفلسطيني فيها عنصراً محايداً وليس طرفاً في أي تجاذبات سياسية”، موضحًا: “نحن هنا ضيوف ومكان استقرارنا لن يكون إلا في فلسطين”.