تفاصيل المشروع: فريق فلسطيني يفوز بمسابقة دولية لإعادة تصميم مرفأ بيروت

فاز أربعة فلسطينيين، حاصلين على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة بيرزيت في الضفة الغربية، بالمركز الأول في مسابقةٍ دولية لتصميم وإعادة إعمار مرفأ بيروت المدمر في لبنان.

وجائزة فينيكس 2021، تُقدمها منظمة “iDAR-Jerusalem”، وهي منظمة فلسطينية غير ربحية تُروّج للهندسة المعمارية عبر الاحتفاء بأفكار التصميم المبتكرة والبارزة.

وأفاد موقع “Al-Monitor” الأمريكي، الخميس، بفوز المشروع الذي يحمل عنوان “في أعقاب الكارثة: بيروت مُنتجة”، بجائزة المركز الأول. ويتضمن الفريق الفلسطيني الذي يحمل اسم “MAD Architects”، فتاتين وشاباً واحداً.

بينما فاز الفريق الروسي بالمركز الثاني، وحلّ الفريق الإيطالي ثالثاً، كما جرى تقديم 12 مشروعاً آخر بواسطة مشاركين من الولايات المتحدة، وروسيا، وبولندا، وفلسطين، وإسرائيل، وإيطاليا، والسعودية، وهولندا، والبحرين، والبرتغال، والصين، ولبنان.

تفاصيل المشروع

قال ماجد المالكي، عضو الفريق الفائز، لـ “Al-Monitor”: “يُقدّم مشروع الهندسة المعمارية هذا رؤيةً جديدة ستجعل بيروت عاصمةً مُنتجة تعتمد على إمكاناتها الخاصة، وذلك في أعقاب الانفجار الذي أسفر عن أزماتٍ كبرى بلبنان وتسبّب في تدمير عديد من المنازل وزيادة معدلات البطالة”.

وأضاف: “أدّى الانفجار كذلك إلى نقصٍ في الغذاء نتيجة تدمير صوامع الحبوب. ويسعى المشروع إلى إعادة استخدام ما تبقى في الموقع، وإعادة تدوير مواد مثل الحديد والخشب والزجاج المتناثر في أرجاء المدينة. إذ يُمكن استخدام هذه المواد في عملية إعادة الإعمار”، منوها الى أن “الجهود المبذولة للدفع بالاقتصاد المحلي من أهم جوانب المشروع، وذلك من خلال توفير مساحات إبداعية للورش وساحات الإنتاج والمدارس الزراعية والمهنية وغيرها، علاوةً على مكافحة البطالة التي تفاقمت عقب الانفجار، وخلق فرص عمل مستقبلية لمئات اللبنانيين. كما يهدف البرنامج إلى توفير وحدات سكنية مؤقتة سريعاً لـ300 ألف لبناني ممن فقدوا منازلهم في الانفجار. وهذه المنازل المؤقتة ستكون قابلةً للتطوير في المستقبل، حتى تتحول إلى أماكن دائمة للسكن أو العمل”، وفقا للموقع.

ومن جهتها قالت آلاء أبو عوض، إحدى عضوات الفريق: “يُركز المشروع أيضاً على خلق المساحات العامة والأسواق الشعبية للسكان المحليين، إلى جانب الحفاظ على الذاكرة الجماعية للبنانيين من خلال التركيز على صوامع الحبوب. وقد تطلّب المشروع جهوداً كبرى من جانب أعضاء الفريق الذين استغرقوا أربعة أشهر من العمل والبحث المستمرَّين قبل إنهائه”.

وأردفت آلاء أنّ لبنان يستضيف مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه، لذا فإن مشروع الفريق الفلسطيني بمثابة بادرة دعم منهم للشعب اللبناني.

تابعت: “هناك عديد من التحديات التي واجهها الفريق. وأهمُّها قلة المعلومات المتوافرة عن مدينة بيروت، وأعداد المباني المتهدمة، وأوضاع المباني التي ما تزال قائمة”.

وأشادت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الفلسطينية، بفوز الفريق الفلسطيني، وتفوقه على الفريقين الروسي والإيطالي.

وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي أ.د. محمود أبو مويس أن هذا التفوق والتميز يؤكد على المهارات والخبرات التي يمتلكها خريجو مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية، مشدداً في ذات الوقت على أن هذا التميز يؤكد على تشبث الفلسطيني بالعلم والمعرفة لخدمة شعبه والعالم أجمع، بالرغم من التحديات التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

ودعا أبو مويس إلى أهمية تعزيز مثل هذه النماذج المشرفة، والتركيز على البحث العلمي النوعي، بما يخدم المجتمع الفلسطيني والعربي والعالمي، وأن ذلك يمثل رسالة للعالم أن شعب فلسطين وبالرغم من المعيقات التي يفرضها الاحتلال إلا أنه قادر على الإبداع وتقديم خبراته ومهاراته لإفادة الإنسانية جمعاء.