لا تزال “كارثة العملاء”، كما تسميها الصحافة الإسرائيلية، تكشف المزيد من الأسرار الكامنة خلف ما حصل من مقتل ضابط جهاز الموساد في إيطاليا، وآخرها أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو اعتاد ارتياد مطعم “Il Verbano” المرموق سرا على جزيرة في بحيرة ماجوري.
والمطعم هو ذاته الذي التقى فيه العملاء الإسرائيليون والإيطاليون قبل ساعات من انقلاب القارب المميت، وكان على متنه 13 من أعضاء الموساد و8 عملاء إيطاليين يحتفلون هناك.
دانيال بيتيني مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت، كشف أن “عملاء الموساد والمخابرات الإيطالية تناولوا العشاء في 28 مايو، قبل ساعات من وقوع كارثة غرق القارب في بحيرة ماجوري التي قُتل فيها عضو الموساد، وعميلين إيطاليين وامرأة روسية، وهو المطعم ذاته الذي اعتاد نتنياهو على تناول العشاء سرّاً فيه، وهو مطعم مرموق للغاية يقع في جزيرة Fishermen’s Island قرب الشاطئ الشرقي لبحيرة ماجوري في شمال إيطاليا، قرب الحدود مع سويسرا”.
وأضاف في تقرير ترجمته “عربي21” نقلا عن الصحافة الإيطالية، أن “نتنياهو كان يصل المطعم بطائرة هليكوبتر بعد فحصه، ويتوقف لتناول الطعام في مطعم دون الإقامة في الفندق الفخم المجاور، وقد جاء عدة مرات للمطعم، كلما استطاع، وكان من بين الضيوف “السريون الكثيرون” للمطعم الحائز على نجمتي ميشلان، ويبدو أن الـ21 جاسوسا إسرائيلياً وإيطالياً أتوا للمطعم في سياق عملياتي، للإشارة إلى “استكمال ناجح لعملية ما لم يكشف عنها”.
وأشار إلى أن “المنطقة التي يوجد فيها المطعم تحظى بشعبية لدى العديد من السياح الإسرائيليين، لكنها أيضًا مكان معروف للقلة الروسية، وفي السنوات الأخيرة، بدأ الأثرياء الروس في شراء العديد من العقارات في المنطقة وبناء الفنادق، ما أثار احتمال أن يكون الموساد وأفراد المخابرات الإيطالية على صلة بمراقبة عناصر روسية في المنطقة، ويعملون تحت رادار العقوبات الدولية، كما أن البحيرة والمناطق المحيطة بها قريبة من المناطق الصناعية في منطقة لومباردي، حيث تتركز العديد من الصناعات العسكرية والفضائية”.
وأوضح أنه “في الأيام الأخيرة، أفادت الأنباء بأن أفراد الموساد كانوا في عملية تهدف لمنع وصول التكنولوجيا النووية إلى إيران، ويبدو أن العملية انتهت بنجاح قبل وقوع كارثة الغرق”.
وتنضم هذه المعلومات الجديدة إلى ما كشف سابقا في الأيام الماضية، ومنها أن ضباط المخابرات الإسرائيلية والإيطالية شاركوا بعملية تهدف لمنع “العناصر المعادية” المنسوبة لإيران من الحصول على أسلحة دمار شامل، وكان الاجتماع يهدف لتنفيذ عملية ضد انتشار الأسلحة غير التقليدية، خاصة النووية البيولوجية والتكنولوجيات المتقدمة التي قد تستخدمها الصناعات المدنية، وفي ذات الوقت لأغراض عسكرية كصواريخ باليستية، أي تقنيات “مزدوجة الاستخدام”.
وتؤكد هذه المعلومات أن عملاء الموساد والمخابرات الإيطالية لم يكونوا في رحلة استجمام على الإطلاق، بل عملية تهدف للعمل ضد هدف واحد وهو إيران، وأن كل توجيهات التحقيق والتقارير التي وصلت رغم عدم تحقق رسمي، ودون تأكيدها، تشير إلى أن إيران هي هدف عملية الموساد، قبل انتهاء العملية بكارثة مأساوية على البحيرة.
وفي المقابل، فإن وجود الأوليغارشية الروسية زاد مؤخرًا على الجانب الآخر من البحيرة الإيطالية، وإن فيلا رائعة اشتراها رجل روسي اختفى فجأة، كما لوحظ أن اليهود الأرثوذكس الأثرياء يعيشون بالمنطقة، غالبًا ما ينظمون حفلات للضيوف الأمريكيين، بمن فيهم السياسيون، كما أن لإسرائيل مصالح مهمة بمراقبة الشركات الإيطالية والإيرانية التي تتعامل مع المكونات المدنية المستخدمة بصناعة الطائرات دون طيار.