وافتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الجسر في عام 2018، أي بعد 4 سنوات من ضم روسيا شبه جزيرة القرم بشكل منفرد لم يحظَ باعتراف دولي، ما أدى إلى فرض عقوبات على موسكو.
وفي أول تعليق من كييف، قال مستشار الرئيس الأوكراني ميخائيل بودولاك إن تفجير جسر كيرتش في شبه جزيرة القرم يمثل البداية ويجب تدمير كل ما هو غير قانوني.
وأضاف: «يجب تدمير كل شيء غير قانوني، ويجب إعادة كل شيء مسروق إلى أوكرانيا، ويجب طرد روسيا من كل ما تحتله».
فيما أعلنت الرئاسة الروسية «الكرملين» في بيان نقلته مواقع إخبارية روسية، إنه «لا يوجد توقيت محدد حتى الآن لإصلاح جسر كيرتش في شبه جزيرة القرم».
وفي هذا السياق، اعتبر الخبير الاستراتيجي والجنرال السابق بالجيش الإسترالي ميك راين أنه من السابق لأوانه التأكد من طريقة الهجوم ومدى تداعياته على جسر كيرتش، لكنه بالتأكيد «لكمة» على وجه بوتين في عيد ميلاده».
وقال: يتطلب تدمير جسر مثل هذا الكثير من المتفجرات وخطة جيدة. بصفتي خبيراً في المتفجرات، أصعب الجسور هي الخرسانة المسلحة مثل تلك المستخدمة في جسر القرم».
ولفت إلى أن كمية التفجيرات المطلوبة لمثل هذه العملية كبيرة للغاية، لكن استخدام عدد قليل من المركبات “المفخخة” أو القنابل يمكن أن يكون حاسماً إذا تم تفجيرها عند المناطق الصحيحة على امتداد الجسر».
وحول سبب الهجوم على الجسر في هذا التوقيت، أوضح الخبير الأسترالي أن الأوكرانيين أثبتوا قدرة في تصميم وصياغة العمليات قبل تنفيذها؛ لذلك قد تكون خطوة التفجير جزءاً من خطة أكبر لاستعادة شبه جزيرة القرم على المدى القصير أو جزءاً من عملية خداع لصرف انتباه روسيا عن مناطق أخرى يجري التحضير لهجوم عليها.
وأكد أن التفجير يمثل مشكلة كبيرة للروس.. لن تتوقف خطوط الإمداد الروسية إلى شبه جزيرة القرم، إذ توجد قوارب والطريق عبر ميليتوبول، لكن التفجير يجعل الاحتفاظ بمنطقة ميليتوبول جنوب الأوكرانية أكثر أهمية بالنسبة للروس.
وأكد أن الرغبة في الاحتفاظ بميليتوبول، قد تدفع باتجاه عمليات إعادة انتشار روسية في الجنوب الأوكراني، والتي ستكشف نقاط ضعف في خطوط الدفاع الروسية في مناطق أخرى.
ووصف تفجير جسر القرم بأنه عملية ذات تأثير كبير ومربحة لأوكرانيا.. هي رسالة للروس وبقية العالم بأن الجيش الروسي لا يستطيع حماية أي من المقاطعات التي ضمها أخيراً.
وشدد الخبير في الشؤون الروسية روب لي على أن التفجير يجعل الحفاظ على منطقة ميليتوبول ذا أهمية استراتيجية بالغة بالنسبة لروسيا، إذ تعد المنطقة أكثر أهمية الآن في مسار نقل المعدات والإمدادات لشبه جزيرة القرم.
ورجح أن يكون التفجير تمهيداً لهجوم أوكراني مضاد على منطقة زاباروجيا جنوب التي ضمتها روسيا أخيراً، وتبتعد 126 كيلومتراً فقط عن ميليتوبول، في إطار خطة أوكرانية لتطوير هجومها على القوات الروسية في الجنوب.