وصف محللون إسرائيليون اليوم، الأحد، عدم شن إسرائيل غارة في قطاع غزة في أعقاب إطلاق قذيفة صاروخية باتجاه بلدة سديروت، يوم الإثنين الماضي، بأنه “ضبط نفس” إسرائيلي، سمح لحركة حماس بتهديد “جميع الضالعين” في تحويل المنحة المالية القطرية إلى غزة وبتنظيم مواجهات عند السياج الأمني، أمس، أسفرت عن إصابة 41 فلسطينيا، جراح اثنين بينهم حرجة، إضافة إلى إصابة جندي إسرائيلي بجروح حرجة من جراء إطلاق ناشطين النار على القوات الإسرائيلية.
واعتبر المحلل العسكري في موقع “واينت” الإلكتروني، روني بن يشاي، “حقيقة أن إسرائيل ضبطت نفسها إزاء إطلاق القذيفة الصاروخية من غزة، يوم الإثنين الماضي، سمحت لحماس بأن تهدد جميع الضالعين في قضية المال القطري بأنها ستعمل إذا لم تحصل عليه فورا. وهذا بالضبط ’ما حدث’ وكان يحظر السماح بحدوث ذلك”.
وادعى بن يشاي أن “الفترة الحالية، إذا دعت الحاجة، هي التوقيت الصحيح لشن عملية ’حارس الاسوار 2’ (أي عدوان جديد على غزة) وإنهاء ما لم ينفذه الجيش الإسرائيلي، وأن يشمل ذلك اجتياحا بريا. فما زال لدى حماس والجهاد الإسلامي قدرات متنوعة وكثيرة لإطلاق قذائف صاروخية، وطالما يشعرون أنهم أقوياء، سيواصلون إزعاجنا”.
وتابع بن يشاي أن “الفترة الحالية من الناحية السياسية مريحة لأن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وبضمن ذلك الأمم المتحدة، سيواجهون صعوبة بالتنديد بنا وعرقلتنا (إثر عدوان جديد على غزة) بعد الفشل الاستخباراتي – العسكري الأميركي في مرحلة إنهاء إجلاء القوات من افغانستان”.
وأضاف أن “كورونا والسنة الدراسية التي لم تبدأ بعد، هما توقيت صحيح للعمل من أجل تغيير بشكل أساسي للمعادلة الغزية وإدراك أن إستراتيجية الاحتواء، التسوية والإعلام قد افلست بكل بساطة”.
وحسب المحلل العسكري في موقع “زْمان يسرائيل” الإلكتروني، أمير بار شالوم، فإن “حماس أقدمت على رهان كبير في نهاية الأسبوع الماضي. فقد حررت الرسن من دون توجيه أوامر دقيقة للحشود. وكان بإمكان قادتها نقل المهرجان المخطط إلى داخل مدينة غزة، وبدلا من ذلك اختاروا السماح للحشود بالوصول إلى الجدار والاشتباك مع الجيش الإسرائيلي”.
وأضاف بار شالوم أنه “بالنسبة لحماس، كانت هذه (المواجهات) المسدس الذي وضعته على الطاولة، بسبب التأخير في تحويل أموال الرواتب لموظفيها. وحدث هذا بعد أسبوع من زيادة إسرائيل عدد العمال الذين خرجوا إلى غزة، وضبطت نفسها حيال البالونات الحارقة واستجابت للطلب المصري بالتهدئة”.
وأشار بار شالوم إلى أنه “اتفق على خطة نقل المال إلى العائلات المحتاجة بين قطر والأمم المتحدة، وأبقت حماس وموظفيها خارج الصورة. وهكذا نشأ وضع في القطاع لا تستطيع فيه حماس دفع المال لموظفيها، فيما استمر المرتبطون بهذا الشكل أو ذاك بالسلطة الفلسطينية في تلقي راتبهم من رام الله”.
وأضاف أن رئيس حماس في قطاع غزة “يحيى السنوار وجد نفسه بين المطرقة والسندان واختار إشعال نار محلية أملا أن تنقل رسالة من دون الدخول إلى تصعيد. إلا أنه في الوضع الحاصل – إصابة جندي إسرائيلي بجراح حرجة – دفع (رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي) بينيت إلى ذلك الوضع بالضبط”.
من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، أن “قطر ليست لاعبا محايدا مليء بنوايا حسنة. فلديها أجندة خاصة بها، والمساعدات المالية التي تنقلها استخدمت أكثر من مرة في تحسين وضع حماس، وليس أقل مما هي تساعد السكان انفسهم”.
وبحسب هرئيل، فإن “القيادة الإسرائيلية تعي ذلك، لكنها تضطر إلى التنازل أملا بمنع اشتعال متجدد للوضع. وإلى جانب قطر والأمم المتحدة، مصر أيضا تبذل جهودا كبيرة للتسوية وتمارس ضغوطا كبيرة على الجانبين كي يتنازلا. ورغم ذلك، يبدو أن التسوية القطرية حققت تأجيلا لأشهر معدودة فقط قبل الاشتعال القادم. ورغم الرضى الذي يظهره الجيش الإسرائيلي بعد العملية العسكرية الأخيرة، إلا أنه لم يتغير الكثير في الظروف الأساسية في القطاع”.
وأشار هرئيل إلى أن “إحدى العقبات الأساسية أمام تقدم آخر يتعلق بالمواطنيْن الإسرائيليين وجثتي الجنديين الإسرائيليين بحوزة حماس. وأوضحت إسرائيل أن إعادة الإعمار وتطوير القطاع مرتبطان بدفع قضية الأسرى والمفقودين وحلها. والاختلافات بين الجانبين الآن كبيرة جدا. فحماس تتوقع تحرير مئات كثيرة من الأسرى، وهذا إنجاز لا يبدو أن إسرائيل تعتزم منحه لها”.