تقرير: برنامج المُسيرات الإيراني هو “التهديد المحتمل الأخطر” على إسرائيل

تحولت الطائرات المسيرة من ظاهرة هامشية إلى “تهديد متصاعد” بنظر إسرائيل، بعد أن أصبحت حركة حماس وحزب الله وميليشيات موالية لإيران باستخدامها ضد إسرائيل وحليفاتها في المنطقة، بينها دول في الخليج والقوات الأميركية في قاعدة التنف في سورية.

واعترض الجيش الإسرائيلي، في تموز/يوليو الماضي، ثلاث مسيرات أطلقها حزب الله باتجاه منصة حقل الغاز “كاريش” في البحر المتوسط والذي تسيطر إسرائيل عليه. وأشار تقرير صادر عن “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب اليوم، الأحد، أنه بالرغم من اعتراض المسيرات الثلاث، إلا أنه “من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات من هذا الحدث حيال قدرات إسرائيل في التعامل مع هذا التهديد المتصاعد، المتمثل بالطائرات المسيرة بحوزة دول ومنظمات معادية”.

واستخدام المسيرات ضد إسرائيل ليس جديدا، فقد أطلق حزب الله طائرات مسيرة منذ حرب لبنان الثانية، عام 2006. وأشار التقرير إلى أن “حزب الله أدرك أيضا، استنادا إلى تجربة تنظيمات أخرى في الشرق الأوسط، أن المسيرات، حتى لو كانت صغيرة وليست قاتلة، هي أداة ناجعة لتنفيذ مهمات متنوعة، وبضمن ذلك نقل رسائل إدراكية. ففي العام 2012، دخلت مسيرة في مهمة استطلاعية لجمع معلومات فوق منشأة أمنية في جنوب إسرائيل”.

وخلال الأعوام 2019 – 2021، نفذ حزب الله طلعات لمسيرات كهذه بشكل دائم باتجاه حدود إسرائيل، وصل عددها إلى 75 طائرة مسيرة سنويا بالمتوسط، وفقا للتقرير. والعام الماضي، دخلت طائرة بدون طيار إلى الأجواء الإسرائيل، ومكثت فيها قرابة نصف ساعة من دون اعتراضها قبل أن تعود إلى لبنان.

واعتبر التقرير إطلاق حزب الله المسيرات الثلاث باتجاه منصة “كاريش”، الشهر الماضي، أنها “تصعيد في الحرب على الوعي. ويبدو أن الغاية هي تعظيم صورة حزب الله وتجسيد قدراته على خلفية المفاوضات (بوساطة أميركية) بين إسرائيل ولبنان حول استخراج الغاز في البحر المتوسط”، أي ترسيم الحدود البحرية.

وأضاف التقرير أن “استخدام حزب الله المتزايد للمسيرات يؤكد التركيز على هذه الوسيلة المتعددة المهمات في المعركة الشاملة مع إسرائيل، وبين المعارك أيضا. ورغم أنه في الفترات الاعتيادية تستخدم المسيرات بهدف جمع معلومات وفي إطار الحرب على الوعي، إلا أن المهمات الهجومية هي الغاية المركزية لخطة المسيرات إلى جانب المجهود الأساسي في تعزيز ودقة ترسانة القذائف الصاروخية والصواريخ”.

ولفت التقرير إلى تصريحات أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، حول قدرات الإنتاج الذاتي للمسيرات. وبحسب التقرير، فإن قسما من الطائرات المسيرة التي بحوزة حماس في قطاع غزة من صنع إيراني.

وأشار التقرير إلى أن “برنامج المسيرات الإيراني هو التهديد المحتمل الأخطر على إسرائيل”، وذلك على إثر “الجرأة البالغة” التي تصدر عن إيران بكل ما يتعلق بمهاجمة أهداف في الشرق الأوسط. “وفي موازاة ذلك، تساعد إيران أذرعها في مختلف المناطق وتنقل إليهم خبرات من أجل تطوير ترسانتها هذه”، لتنفيذ هجمات كتلك التي استهدفت القوات الأميركية في العراق وسورية، وسفن في الخليج ومنشآت نفط في السعودية والإمارات.

وتابع التقرير أن “هذه الهجمات تدل على تزايد خطورة التهديد الجوي على إسرائيل. وينضم إلى تهديد الصواريخ والقذائف الصاروخية، الذي لا يزال منتشرا وهاما أكثر وقد يندمج فيه. كما أنه قد ينضم إلى تهديدات أقل أهمية، مثل البالونات الحارقة والطائرات الورقية الحارقة من قطاع غزة، والتي تراجع استخدامها”.

ووفقا للتقرير فإن هذا الوضع يستوجب من إسرائيل “بناء قدرات دفاعية متطورة مقابل هجمات محتملة متنوعة، وخاصة في ظروف حرب واسعة ومتواصلة. وعلى جهاز الأمن التعامل مع أسئلة معقدة حول تفضيل مناطق دفاع، وتوسيع المنظومة الدفاعية للتهديد المتصاعد، من حيث حجم القوات وكذلك من حيث المنظومات الدفاعية المطلوبة، علما أن قدرات كهذه لا توفر دفاعا كاملا ولذلك ثمة ضرورة لتحسين الحلول الدفاعية في الجبهة الداخلية”.