استشهد 319 فلسطينيا، بينهم 71 قاصرا، في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، خلال العام 2021 الفائت. وأشارت منظمة “بتسيلم” في تقرير نشرته اليوم، الثلاثاء، إلى أن هذا أعلى حصيلة شهداء سنوية منذ العام 2014، الذي شنت فيه إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة دامت 51 يوما.
وسقط في قطاع غزة 236 شهيدا، بينهم 232 شهيدا خلال العدوان على غزة في أيار/مايو الماضي، واستشهد 77 فلسطينيا في الضفة الغربية، وبضمنها القدس الشرقية. كما استشهد خمسة فلسطينيين بنيران أطلقها مستوطنون، وفلسطيني سادس بنيران أطلقها عليه مواطن وشرطي حرس حدود عليه.
إضافة إلى ذلك، استشهد العام الماضي 27 فلسطينيا بنيران فلسطينية، بينهم 13 بالغا و7 قاصرين في قطاع غزة أثناء عدوان أيار/مايو، إثر إطلاق الفصائل قذائف صاروخية باتجاه إسرائيل لكنها سقطت في القطاع. كما قُتل فلسطينيان في الضفة الغربية بنيران قوات الأمن الفلسطينية خلال عملية اعتقالهما.
وأفادت “بتسيلم” باستشهاد 8 فلسطينيين، بينهم 6 قاصرين في قطاع غزة، أثناء عدوان أيار/مايو، لكن المنظمة أشارت إلى أنها لم تتمكن من التوصّل إلى نتيجة حاسمة بخُصوص ملابسات استشهادهم، وما إذا كان من جرّاء غارة إسرائيليّة أم قذائف أطلقها فلسطينيّون.
وفي الضفة الغربيّة والقدس الشرقية استشهد 83 فلسطينيّا، بضمنهم 17 قاصرا وخمس نساء، 77 منهم استشهدوا بنيران قوات إسرائيلية. وبينهم 32 شهيدا، بضمنهم 9 قاصرين، استشهدوا خلال مظاهرات أو بالقرب من مواقع جرت فيها مواجهات.
وأشارت المنظمة إلى أن يوم 14 أيّار/مايو كان اليوم الأكثر فتكاً في الضفة الغربيّة منذ العام 2002. فقد استشهد في هذا اليوم 13 فلسطينيّا بنيران قوات الاحتلال، بينهم ثلاثة استشهدوا بنيران أطلقها مستوطنون أو جنود رافقوا المستوطنين خلال اقتحامهم لأراضي قرى فلسطينيّة.
وأضافت المنظمة أن هذه الأحداث ليست سوى جزء من عنف المستوطنين الذي تصاعد خلال السّنة المنصرمة. فخلال العام 2021 حققت “بتسيلم” في 336 اعتداء إرهابيا شنّه مستوطنون وذلك مقارنة بـ 251 اعتداء في العام 2020. “كما توضح هذه الأحداث أنّ عُنف المستوطنين لا ينجم عن مبادرة فرديّة وإنّما هو أداة إضافيّة، أقلّ رسميّة، في صندوق عدّة نظام الأبارتهايد الإسرائيلي، التي يستخدمها في الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينيّة”.
وشن مستوطنون وجنود الاحتلال هجومين مشتركين على قريتي إسكاكا وعوريف في أيّار/مايو الماضي، وقتلوا بالرّصاص الحيّ عوض حرب من سكّان إسكاكا ونضال صفدي من سكّان عوريف.
كذلك استشهد ثمانية فلسطينيين خلال أو قريبًا من احتجاجات ضدّ إقامة بؤرة “إفياتار” الاستيطانية على أراضي قرى بيتا وقبلان ويتما، وهو “شكل آخر من أشكال استيلاء نظام الأبارتهايد الإسرائيليّ على الأراضي الفلسطينيّة لصالح بناء المستوطنات” وفق ما أكدت المنظمة.
وأضافت أن سبعة من الشهداء الثمانية هم من سكّان بيتا وبضمنهم قاصران. ومنذ إقامة البؤرة الاستيطانيّة يمنع جيش الاحتلال المزارعين الفلسطينيّين من الوصول إلى أراضيهم المتاخمة للبؤرة وتبلغ مساحتها مئات الدّونمات، كما يسدّ الطرق الزراعيّة ملحقا بها الأذى بشكل متكرر. إضافة إلى ذلك استشهد أحد سكّان بيتا برصاص الجنود قُرب قواطع خطوط مياه في القرية.
واستشهد 36 فلسطينيّا، بضمنهم أربعة قاصرين وخمس نساء، خلال أحداث هاجموا فيها أو حاولوا مهاجمة عناصر قوّات الاحتلال أو مواطنين إسرائيليّين أو نُسب ذلك إليهم زعماً، كعمليّات الدهس أو الطعن أو إطلاق النار. وأكدت المنظمة على أنه “لا داعي للقول إنّه لا مبرّر تلقائي لإطلاق النيران الفتّاكة في مثل هذه الأحداث. وهناك مثالان صارخان على إطلاق النار بما يخالف القانون وعلى نحو غير مبرّر في ملابسات كهذه. الأوّل هو (استشهاد) أسامة منصور، الذي لم يشكّل خطراً على حياة الجنود لكنّهم قتلوه لظنّهم الخاطئ أنّه حاول دهسهم. والثاني (استشهاد) فهميّة الحروب (60 عاماً) حين كانت تتقدّم نحو جنود ببُطء ومع ذلك قتلوها”.
وأشارت المنظمة إلى أن بين 232 شهيدا في قطاع غزة أثناء عدوان أيار/مايو، 137 لم يشاركوا في القتال وبضمنهم 53 قاصرا و38 امرأة. كما استشهد ثلاثة فلسطينيين، بينهم فتى في الـ13 من عمره خلال مظاهرات قرب السياج الأمني المحيط بالقطاع، واستشهد فلسطيني رابع كان يصطاد عصافير بعيدا عشرات الأمتار عن السياج.
وأكدت المنظمة على أنه “تطبّق إسرائيل سياسة إطلاق نار فتّاكة ومتساهلة ومخالفة للقانون” استشهد من جرائها مئات الفلسطينيين، 70% منهم استشهدوا في القطاع من جراء “سياسة إطلاق نار إجراميّة تتّبعها إسرائيل وهي القصف الجوّيّ لمناطق مأهولة بكثافة. وتكرر إسرائيل تطبيق هذه السّياسة رغم إدراكها المسبق أنّ النتائج ستكون مروّعة”.
وقُتل 7 مواطنين إسرائيليين وجنديان وثلاثة عمال أجانب، بإطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة أثناء عدوان أيار/مايو، وجنديان.
هدم منازل ومبان أخرى
أفاد تقرير “بتسيلم” بأن الاحتلال الإسرائيلي شرّد في الضفة الغربيّة والقدس 895 فلسطينيا، بضمنهم 463 قاصرا، بعد أن هدمت 295 منزلا، وهذا العدد هو الأعلى منذ العام 2016.
وخلال العام الماضي، هُدم أيضاً بأمر السّلطات الإسرائيليّة 548 مبنىً ومنشأة غير سكنيّة، بما في ذلك آبار مياه ومخازن ومبانٍ زراعيّة ومحالّ تجاريّة ومبان عامّة، وهذا العدد هو الأعلى منذ العام 2012.
وفي القدس المحتلة وحدها، هُدم 160 مبنى، بضمنها 96 كانت تُستخدم لأغراض السّكن. وسجّلت إسرائيل في الضفة الغربيّة ارتفاعاً متواتراً في هدم المباني السكنيّة. وخلال العام الماضي، هدمت سلطات الاحتلال 199 مبنى. وكانت قد هدمت 151 مبنىً سكنيّاً في العام 2020، و104 مبان وفي العام 2019.