يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لعملية اجتياح مدينة رفح ومحيطها في أقصى جنوب قطاع غزة، على الحدود المصرية، رغم أن القصف الإسرائيلي العنيف طاول مختلف أنحاء القطاع بما في ذلك رفح، وتسبب في ارتكاب مجازر فيها، ما يعني ما يعني أن الحرب على المدينة قد بدأت أصلاً. وذكر موقع والاه العبري اليوم الأربعاء، أن الوحدات في الجيش موجودة في وضعية قتالية، وتنتظر الموافقة على الخطط و”الضوء الأخضر” من قبل قيادة المنطقة الجنوبية من أجل اجتياح رفح قريبا.
ويقوم جزء من القوات بتبادل الأدوار في القطاع، بحيث تخرج بعضها لاستراحة ولتدريبات ولزيادة تأهيل الجنود. ونقل الموقع عن مسؤول عسكري كبير لم يسمّه قوله “لا شك لدينا بأن الضغط العسكري الكبير على رفح سيقود إلى تغيير إيجابي في المفاوضات لتحرير المختطفين”، وهو ما يتناقض بشكل كلي مع الحقائق على أرض الواقع، ذلك أن الضغط العسكري الإسرائيلي لم يؤثر حتى الآن على المفاوضات لتبقى حركة حماس متمسكة بمطالبها، ومن ضمنها وقف الحرب وسحب قوات الاحتلال، كما لم تتمكن إسرائيل من استعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة عن طريق القوة رغم محاولاتها المستمرة منذ نحو سبعة أشهر.
في غضون ذلك، تطالب أوساط في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بزيادة الضغط السياسي على مصر، لكي تغلق معبر رفح فوراً “بسبب حساسية العملية” المقبلة. وتزعم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بحسب الموقع العبري، وجود أنفاق وعمليات تهريب مختلفة من رفح الفلسطينية إلى الأراضي المصرية، بينها تهريب مواطنين من غزة إلى سيناء ومن هناك يخرجون إلى العالم، وهو ما تنفيه مصر بشدة.
كما نقل عن مسؤولين أمنيين قولهم إن “مصر تعرف بوجود نشطاء كبار من حركة حماس في أراضيها ولا تفعل شيئاً من أجل طردهم، بادّعاء أن ذلك يخدم المفاوضات بين حماس وإسرائيل واليوم التالي للحرب”. وترى ذات المصادر أنه آن الأوان لممارسة ضغط أكبر على مصر التي “يمكنها القيام أكثر بكثير بكل ما يتعلق بالمفاوضات”.
اجتياح رفح ومناطق أخرى وأهداف لم تتحقق
وفيما ذكر موقع والاه أن جيش الاحتلال يستعد لشن عمليات عسكرية في شمال القطاع، وعمليات تستهدف مخيمات الوسط والنصيرات، إلى جانب اجتياح رفح جنويا، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم، أنه بعد مرور أكثر من مئتي يوم على الحرب، فإن الجيش الإسرائيلي لم يحقق بعد أهدافه في أي واحدة من جبهات القتال.
وذكرت بأن معظم القوات انسحبت من داخل القطاع في الأسابيع الأخيرة، وأن عدداً كبيراً من قيادات حماس لا زال على قيد الحياة، فيما لا زال 133 محتجزاً إسرائيلياً في القطاع. واعتبرت الصحيفة بأن الجيش الإسرائيلي يراوح مكانه في قطاع غزة، على الرغم من اعتقادها بأنه “هزم معظم ألوية حماس” في المناطق التي قام بها بعمليات عسكرية وخرج منها، لكن كل ذلك دون وجود عملية سياسية، كما أن “هناك مؤشرات على استيقاظ سلطة حماس في الأحياء والبلدات التي يخرج منها الجيش”.
من ناحية أخرى، أشار الموقع بدوره إلى أن آلاف الجنود يتدربون في القواعد العسكرية في الجنوب وينتظرون “الضوء الأخضر” من الحكومة من أجل القيام بعمليات عسكرية في مناطق لم تصلها إليها القوات البرية في جيش الاحتلال بعد، وسط القطاع وفي رفح جنوبا.
ومن المتوقع، بحسب الصحيفة، أن يقوم جيش الاحتلال بعمليات عسكرية مكثّفة، بعد أن تمنحه الولايات المتحدة الموافقة على اجتياح رفح على نحو محدود أو واسع. وأوضحت أن الجيش سيستخدم قوّة مكثّفة على مدار عدة أسابيع، ومن ثم الخروج من مناطق القتال، ولاحقاً العودة لمداهمات متكررة تستهدف قوات حماس التي تبقى هناك.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل عالقة على الجبهة الشمالية أيضاً، والتي تشهد بدورها صواريخ دقيقة تُطلق من لبنان، ومسيّرات انتحارية يومياً، كما أن التصعيد متواصل وعشرات آلاف الإسرائيليين لا زالوا غير قادرين على العودة إلى منازلهم في منطقة تُركت بأكملها، حتى في غياب حرب شاملة مع حزب الله. وفي غياب تقدّم بالتحركات الدبلوماسية على جبهة لبنان، تشير تقديرات جهات في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن وقف الحرب في غزة هو فقط ما سيوقف القتال على الجبهة الشمالية، وهو ما عبر عنه حزب الله بشكل واضح مباشر على لسان أمينه العام حسن نصر الله.