نشرت قناة “12” العبرية تقريرا مطولا تطرقت من خلاله إلى الحرب في غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من خان يونس والهدنة والخلاف مع إدارة الرئيس جو بايدن في المرحلة التالية.
وقال معد التقرير إن “انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وزيادة المساعدات الإنسانية يهدفان إلى المساعدة في دفع صفقة إطلاق سراح الرهائن، لكن الخلاف الحقيقي مع إدارة بايدن هو في المرحلة التالية”.
وأفاد بأن الضرر الذي ألحقته إسرائيل بحماس مؤلم حتى الآن ولكنه ليس قاتلا، مشيرا إلى أنه وبدون عملية برية مكثفة في رفح لن يتم تحقيق ذلك التغيير الأساسي الذي سعت تل أبيب إلى إحداثه في قطاع غزة.
ويضيف: “يبدو أن إدارة بايدن ترغب في التوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الرهائن، وهو ما من شأنه أن يمهد الطريق تدريجيا لإنهاء الحرب.. في تقديري، من وجهة نظر واشنطن، إطلاق سراح المختطفين بالإضافة إلى الثمن الذي فرضته إسرائيل على حماس حتى الآن، ونقل الإدارة المدنية في قطاع غزة إلى أياد أخرى، واتخاذ ترتيبات لمنع تهريب الأسلحة إلى القطاع، ينبغي أن يشكل جوابا كافيا لاحتياجات إسرائيل بعد 7 أكتوبر”.
ويشير الكاتب إلى أن الإدارة في واشنطن تود في إنهاء مسألة الحرب في قطاع غزة بهذه الطريقة، وسيترتب عنه إنهاء القتال في الشمال أيضا والانتقال إلى الملف التالي وهو التطبيع مع المملكة العربية السعودية والعملية السياسية مع الفلسطينيين.
وذكر في تقريره أنه من المحتمل أن تكون التطورات الأخيرة في قطاع غزة (انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي والزيادة الكبيرة في المساعدات الإنسانية، واستئناف المفاوضات في القاهرة) تهدف إلى المساعدة في دفع اتفاق وقف إطلاق النار واتفاق الإفراج المحدود، موضحا أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق فإن القيادة السياسية الإسرائيلية ستواجه معضلة حول ما يجب القيام به بعد هذه المرحلة.
هل تراجعت حماس عن مطالبها الأصلية؟
يقول الكاتب: “أنا لا أعرف ما يجري في غرف التفاوض.. وفقا للمتحدثين باسم حماس فإن الجواب هو لا.. وفي تقديري حتى لو وافقت حماس على صفقة محدودة فإنها ستبقي بعض المختطفين عندها حتى يتم تلبية جميع مطالبها وهي الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من جميع أنحاء قطاع غزة، وضمانات لوقف عمليات مكافحة الإرهاب الإسرائيلية، وإعادة السكان إلى منازلهم، والاتفاق على بدء آلية لإعادة تأهيل قطاع غزة”.
هل يمكن تحقيق أهداف الحرب بدون عمل في رفح؟
– إن الضرر الذي ألحقته إسرائيل بحماس حتى الآن مؤلم، لكنه ليس مميتا.
– يشكل لواء حماس في منطقة رفح بكتائبه الأربع، خمس القوة العسكرية للحركة، ووزنه النوعي أكبر لأنه بالإضافة إلى المهام التي يقوم بها مثل الكتائب الأخرى، فهو مسؤول أيضا عن الشريط الحدودي بين غزة والعالم الخارجي.
– مدى القدرات التي تركتها حماس في هذه المنطقة وفي بقية قطاع غزة، إلى جانب سيطرتها العميقة على السكان والأنظمة الحكومية، والدعم الذي تتلقاه من القيادة في الخارج والدول التي تتواجد فيها ستساعد على تعافي الحركة بشكل سريع ولن تسمح بتحقيق التغيير الجذري الذي سعت إسرائيل لإحداثه في قطاع غزة، ومثل هذا الوضع سيكون له تأثير سلبي أيضا على جهود تل أبيب لاستعادة قوة الردع بعد السابع من أكتوبر.
فهل يتطلب تفكيك قدرات حماس في رفح عملية برية مكثفة؟
– إن الغارات والعمليات المستهدفة والمحدودة لا يمكن أن تكون بديلا لعملية برية من النوع الذي رأيناه في خان يونس أو في غزة وشمال القطاع، يمكن استخدام هذا النمط من العمل للحفاظ على الإنجاز بعد تفكيك أطر حماس.
كيف يمكن إحراز تقدم في إطلاق سراح المختطفين؟
هنا يقول التقرير: “أولا، إذا كانت هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار محدود، فيجب استنفادها، أما الخطوات اللاحقة فيجب أن تتم العملية في رفح ويجب خلق سيطرة أمنية لمنع التهريب في الشريط الحدودي وبدون ذلك سوف تتعافى حماس وتضرب مرة أخرى”.
ويوضح أن الضغط على حماس اليوم ضئيل، وفي المقابل فإن الضغط على إسرائيل لوقف القتال وتحسين الوضع الإنساني ثقيل.
صراع مع إدارة بايدن بشأن غزة
– ينبغي لإسرائيل أن تفعل ما هو صحيح لأمنها، وهذا مبدأ أساسي تقبله الولايات المتحدة أيضا.
– يتعين على واشنطن أن تفهم أنه بالنسبة لإسرائيل بعد السابع من أكتوبر فإن هزيمة حماس في غزة أصبحت ذات أهمية وجودية، إنها ليست مثل الحروب التي شنتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان على بعد آلاف الأميال من أراضيها، والتي يمكن مقارنتها أحيانا بالحرب في غزة.
ووفق التقرير “فإن اللاعبين في المنطقة وفي النظام الدولي، بما في ذلك الأعداء والأصدقاء والمنتقدون يتابعون ما يحدث في غزة، وسوف يتأثر موقفهم وسلوكهم تجاه إسرائيل بالنتائج وإذا لم تتحقق كل الأهداف التي حددتها تل أبيب لهذه الحرب فإنها ستواجه تهديدا وجوديا لأن إغراء مهاجمتها سيزداد، كما سيتضرر موقفها السياسي بشدة.. إن مجال المناورة الذي تستطيع إسرائيل تحمله في ظل هذه الظروف محدود”.
الساحة الشمالية
يشير التقرير في هذا الخصوص إلى “أن لحظات الحسم بشأن حزب الله اقتربت، ولن تتمكن إسرائيل من الاستمرار في التنازل عن سيادتها في شمال البلاد، ولن يبقى سكان هذه المنطقة رهينة لحزب الله، إن إبعاد الحزب عن منطقة الخطر هو هدف يجب تحقيقه بالقوة أيضا ولبنان كدولة عليها أن تدفع ثمن كونها قاعدة للإرهاب، وربما من الصواب أن نتهمه أولا”.