سلط تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” الضوء على جريمة قتل الطفلة الفلسطينية المصابة بمرض التوحد على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي، الأسبوع الماضي.
وقال التقرير إن مقتل فلة يسلط الضوء من جديد على استخدام الاحتلال للقوة المميتة.
ونقل التقرير قول مبعوث الأمم المتحدة إلى المنطقة، تور وينيسلاند، إنه “أُصيب بالفزع” لوفاتها، ودعا إلى إجراء تحقيق فوري وشامل.
والاثنين 14 تشرين الثاني/ نوفمبر، استشهدت الفتاة فلة المسالمة (15 عاما) في أثناء إمطار جنود الاحتلال لسيارة كانت تقلها في بلدة بيتونيا غرب بيت لحم.
وأفاد تلفزيون فلسطين (حكومي) حينها بأن الجيش الإسرائيلي “أطلق النار على مركبة، واعتقل من بداخلها، بعد إصابة أحدهم في بيتونيا برام الله”.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي “سلّم الجانب الفلسطيني جثمان الفتاة بعد احتجازه لعدة ساعات”.
نشأت فلة في قرية ريفية جنوبي الضفة الغربية. لكن بعد انفصال والديها، عاشت مع والدتها، غالية، التي كانت تعمل كعاملة نظافة في مستشفى في بلدة بيتونيا.
والتقت “بي بي سي” الأم غالية، التي قالت: “كانت تعني كل شيء بالنسبة لي. كانت تنام دائما في حضني. ونظرا لأنها كانت مريضة، فقد كانت تنام معي. لقد كانت مصابة بالتوحد”.
وفي الأيام التي سبقت عيد ميلادها السادس عشر، اتصلت فلة بأختها الكبرى، داليا، وطلبت منها إعداد حفل في منزل الأسرة بالقرية.
ويفند التقرير رواية جيش الاحتلال بأنه أطلق النار على مركبة مشبوهة تتجه نحوهم.
ونقلت “بي بي سي” شهادة ثلاثة شهود عيان يعيشون في مبنى سكني يطل على مكان الحادث، وقالوا جميعهم إنهم لم يروا أي محاولة لدهس الجنود.
وقال أحد السكان، الذي قال إن اسمه قصي، وطلب عدم نشر اسمه كاملا خوفا من فقدان تصريح عبور نقاط التفتيش العسكرية للعمل في إسرائيل: “لم يكن السائق يهاجم أي شخص، لقد فوجئ بهم”.
وأضاف: “مرت السيارة، وكانت السماء تمطر، وكان هناك رعد وبرق، لذلك كان السائق يغلق النوافذ، وربما لم يسمعهم”.
كما نقل التقرير عن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين، قولها إن قضية فلة المسالمة تسلط الضوء على عدم وجود أي نظام محاسبة مناسب للفلسطينيين الخاضعين للاحتلال العسكري الإسرائيلي.
ويقول مدير الحركة، خالد قزمار: “هذه هي الأجواء التي يعيش فيها الأطفال الفلسطينيون. وفقا لوثائقنا، لم يكن هناك خطر من هذه الفتاة والسيارة التي كانت بداخلها. لم يكن يحق لهم استهدافها”.