ترتفع صورة ضخمة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أحد شوارع غزة، مجسدة عزم القاهرة على استعادة دورها السياسي في القطاع الفلسطيني المحاصر، من بوابة إعادة الإعمار بعد الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحركة حماس.
بعد أسابيع من انتهاء الحرب في أيار/مايو الماضي، أرسلت القاهرة عمالا وفنيين مصريين إلى الجيب الفلسطيني لتشييد شارع رئيسي على ساحل البحر غرب مدينة غزة وحيين سكنيين في شمال ووسط القطاع.
ويقول عامل مصري يشارك في الورشة مفضلا عدم ذكر اسمه، إنه جاء الى غزة مع حوالي 70 مهندسا وعاملا وسائقي شاحنات، مضيفا “أنا سعيد بمساعدة أشقائنا في فلسطين، تعليمات الرئيس هي إعادة بناء قطاع غزة”.
ويقول سائق شاحنة “أول مشروع ننجزه هو شارع الكورنيش”، مشيرا الى أن “المنحة المصرية تشمل أيضا إنشاء مدينتين سكنيتين الأولى في بيت حانون في الشمال والأخرى في مدينة الزهراء” قرب شاطئ البحر.
الوساطة المصرية بين الدولة العبرية وحركة حماس
خلال الحرب، لعبت القاهرة دورا رئيسيا للتوسط بين الدولة العبرية وحركة حماس الإسلامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وأعلنت دعم مشاريع إعادة إعمار القطاع بمنحة مالية قيمتها 500 مليون دولار أمريكي.
وأسفرت المواجهات التي استمرت 11 يوما عن مقتل 260 فلسطينيا، من بينهم 66 طفلا وعدد من المقاتلين، و13 شخصا في الجانب الإسرائيلي، من بينهم طفل وفتاة وجندي، وفق مصادر في الجانبين. ودُمّر كليا نحو ألف وخمسمئة منزل وجزئيا حوالي ستين ألف منزل فلسطيني في القطاع.
تنافس مصري قطري
كان الدور المصري في قطاع غزة قد تراجع بعد إطاحة السيسي بسلفه الإسلامي محمد مرسي عام 2013 المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين القريبة من حماس.
ويقول الخبير الاقتصادي عمر شعبان إن رؤية الرئيس المصري السياسية تعتمد على استثمار ملايين الدولارات على أرض قطاع غزة، موضحا أن “مشاهدة العمال المصريين في غزة كان أمرا غير متوقع ولا يمكن تصوره”.
ويذكر أن “مصر وحماس ليستا صديقيتين، لكن لديهما مصالح مشتركة”، معتبرا أن “القاهرة تريد مواصلة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار من خلال الانخراط في إعادة الإعمار”.