كشف تقرير أصدره مركز مساعدة ضحايا العنف الجنسي والجسدي في جمعية “نساء ضد العنف”، أن 70% من المتوجهات قد مررن باعتداء سابق وهن دون الـ18 عاما، وأن 83% من المتوجهات يرفضن التوجه للشرطة، كما شدد على أنّ “توجهات هذه السنة تتميز بتعقيدات وتطورات خطيرة على الصعيد الاجتماعي”.
وذكر المركز في بيان أصدره، اليوم الإثنين، أن التقرير “يشمل معطيات حول توجهات نساء وفتيات من ضحايا العنف والاعتداءات الجنسية خلال كانون الثاني/ يناير حتى أيلول/ سبتمبر 2021″، لافتا إلى أن “92% من التوجهات كانت بمبادرة شخصية من الضحية، مما يشدد المسؤولية والعبئ الذي تحمله معها الضحية من الضغوطات الاجتماعية والخوف من رد فعل المجتمع والبيئة”.
وأظهرت معطيات التقرير “ارتفاعا في أعداد التوجهات، ليكون عدد التوجهات للمركز خلال نفس الفترة من عام 2021 يساوي 1065 مقابل 964 توجه في نفس الفترة الزمنية في عام 2020”.
وقال المركز إنه “يلحظ ارتفاعا في قضايا العنف والتحرش الإلكتروني، إذ أظهر التقرير أن 16% من الاعتداءات المبلغ عليها تحصل في الشبكة لا يشمل الاعتداءات الجسدية التي يستخدمها المجرم لابتزاز وترهيب ضحيته إلكترونيا”.
وذكر أنه “يمكن تفسير هذا الارتفاع كنتيجة للتغيرات الحياتية التي فرضتها جائحة كورونا علينا من تواصل إلكتروني”.
وأشار التقرير إلى “معطيات مخيفة في ما يتعلق بالاعتداءات الجسدية والجنسية على القاصرات، إذ أظهرت المعطيات أن 70% من المتوجهات قد مررن باعتداء سابق وهن دون الـ18 عام. وهذا المعطى يشير إلى التكتم على الاعتداءات على القاصرات مما يمكن يؤدي إلى إنكار الحالة النفسية للضحية وعدم تقديم علاج مناسب، كما أن حصول الاعتداء الذي يليه قد يعيد الضحية الى الحالة الصدمة التي مرت فيها عند الاعتداء الأول ويؤدي إلى إعادة إحياء جميع المشاعر والمخاوف التي مرت بها مرة أخرى بشكل مضاعف”.
ونوّه كذلك إلى “الارتفاع في عدد التوجهات حول اعتداءات على أطفال، فنسبة هذه التوجهات تصل في هذا التقرير إلى 27% من مجمل التوجهات، مما يشدد على أهمية زيادة رفع الوعي حول قضية الاعتداءات على الأطفال وأهمية كشف ومعالجة الأطفال في أقصر فترة زمنية من وقوع الاعتداء”.
واختتمت جمعية نساء ضد العنف ومركز مساعدة ضحايا العنف الجنسي والجسدي التقرير “بكلمات شكر وتقدير لطاقم المتطوعات العاملات في المنصات المختلفة، اللواتي يواصلن الليل بالنهار من أجل خدمة النساء، بإنسانية ومهنية وعدالة لزرع روح الأمان والاحتواء لهنّ ودعمهن من أجل العيش الكريم كما أشادت بالتقدير لجميع النساء، والصبايا والفتيات اللواتي توجهن ووثقن بطاقم المركز والجمعية، مؤكدات أنهن موجودات للمساعدة والدعم عبر خط الدعم الذي يعمل طيلة أيام الأسبوع، أو عبر منصة الدردشة السرية والتي تعمل أيام الأحد حتى الخميس من 20:00 -23:00”.
تغيرات في نوعية الاعتداءات؛ “عالم الإجرام يظهر بصورته الواضحة”
ونقل البيان عن مديرة مركز المساعدة، ليندا خوالد والتي أشارت خلاله إلى تغيرات مقلقة في نوعية الاعتداءات، قولها إنّ “توجهات هذه السنة تتميز بتعقيدات وتطورات خطيرة على الصعيد الاجتماعي، فعالم الإجرام يظهر بصورته الواضحة والعنيفة حتى في قضايا العنف العائلي ليصبح آداة تهديد وترهيب بيد الرجال العنيفين لفرض السيطرة وإحباط أي محاولة خروج للضحية من تحت سلطته الأبوية، فهناك عدة متوجهات تم تهديدهن بالسلاح والملاحقة والقتل، من خلال علاقات مع منظمات إجرام في مجتمعنا، أو حتى الاعتداء الفعلي عليها”.
وأوضح أنه “يمكن ربط هذا بكل قضية الثقة في أجهزة القانون والشرطة، فإن مجتمعنا الفلسطيني يعاني من أزمة دموية فيها يستشرس عالم الإجرام ليسلب أكثر من 100 روح هذه السنة فقط، دون وجود أي رادع أو محسوبية لأجهزة القانون، فبالتالي المعطيات التي يظهرها التقرير تدعم هذا، فإن 18% فقط من الضحايا المتوجهات لمركز المساعدة توجهت للشرطة (13% قبل التوجه للمركز و5% بعد التوجه للمركز)”.
وقال البيان إن “عدم الثقة هذا مبني على تجربة تاريخية فيها تتنصل الدولة من دورها في حماية المجتمع الفلسطيني عامة والنساء الفلسطينيات في الدولة خاصة، بالإضافة إلى الدواعم السياسية الهادفة إلى تفكيك وحدة صف المجتمع الفلسطيني وإشغاله في حرب تكاد تكون حربا أهلية في نضاله من أجل الأمن، والأمان، والمساواة والحرية”.
كما أشارت خوالد في حديثها عن الموضوع : “لحظنا من بدايات جائحة الكورونا ارتفاعا في توجهات حول تحرشات جنسية عبر الشبكة، فـ’زووم’ والمنصات الأخرى خلقت واقعا جديدا لم تعرف النساء كيفية التعامل معه، هذا طبعا بالإضافة إلى التوجهات التي تشهد على التهديدات والابتزاز بنشر صور وأرقام هواتف، خاصة في الأجيال الأصغر للمتوجهات”.