6 مراكز
أنشأ المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية 6 مراكز على مستوى المملكة في مناطق المدينة المنورة، ومكة المكرمة، والباحة وعسير وجازان ونجران، لتقييم أضرار البابون، واستقطب المركز خبرات عالمية للحد من تكاثرها وإعادتها لبيئتها الطبيعة لتقوم بدورها البيئي، شريطة أن يتوقف الناس عن إطعامها، لتعود إلى عملية الرعي الطبيعية.
مقابلات ومشكلات
«الوطن» رافقت برنامج تقييم أضرار البابون التابع للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في منطقة عسير وتحديدا بالسودة المنطقة السياحية والسكنية الطبيعية.
تقول العالمة الأمريكية الدكتورة بولا بيبسورث رئيسة البحث العلمي لبرنامج تقييم أثار البابون بالمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، إن عمل فريقها يتركز على تقييم أعداد البابون في المناطق الـ 6 على مستوى المملكة، ودراسة أماكن وجودها ورصد تحركاتها والقيام بالدراسات العلمية لتقييم سبب زيادتها، ثم نحصي عدد القرود ونجري مقابلات مع الناس لكي نسمع كل المشاكل التي تواجه المواطنين والمتضررين من قرود البابون.
وأضافت: نحن في السودة لأنها من أهم المناطق السياحية لإجراء عملية مسح ودخلنا إلى القرى المتضررة وواجهتنا أكبر مشكلة وهي إطعام الإنسان للقردة بأكل ممتاز صالح للاستخدام البشري مما يحافظ على صحتها وتزيد أعدادها ويجعلها تستغني عن طعامها البري، ووجهت نداء إلى كافة المواطنين والمقيمين بالابتعاد عن حياة الحيوانات البرية أو الاحتكاك بها وجعلها تعيش على طبيعتها والاستمتاع بمشاهدتها.
ثروة وطنية
وحذرت بولا من إطعام البابون الذي يمنحها فرصة للاعتداء على الإنسان وممتلكاته، موجهة نصيحة للجميع بعدم النظر في أعين قردة البابون، لأن ذلك يثيرها وتعتبره محاولة للاعتداء عليها، مما يجعلها تقدم على عمل عدائي، مشيرة إلى أن القردة ليست مثل الإبل أو الغنم أو الحيوانات الأليفة الأخرى فهي تعطي لنفسها الحق في دخول المنازل ومضايقة البشر خاصة من يطعمها.
وأضافت: قردة البابون هي القرود الوحيدة الموجودة في الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وهي كائن أصيل من بيئة المملكة العربية السعودية ويجب المحافظة عليه، ويعتبر ثروة وطنية لكن زيادة أعدادها سببت أضرارا كثيرة وما نريده بالمركز الوطني استعادة التوازن الطبيعي في بيئة طبيعية بعيدا عن تدخل الإنسان.
وعن البرنامج وكيفية إعادة التوازن الطبيعي، قالت باولا: نحن في بداية المشروع، نحصر جميع المواقع المتضررة في كل منطقة، فمثلا بالسودة ومنطقة عسير بالكامل كم موقع متضرر، وندرس الحلول بناء على المعطيات مستفيدين من التجارب والدراسات الدولية، مشيرة إلى أنها قضت 35 عاما في مدغشقر وأوغندا وجنوب إفريقيا والهند واليابان، وستتم دراسة تلك التجارب لطرح الحلول المناسبة للبيئة السعودية.
منصة فطري
وأضافت: عندنا خطة للمسح بالمناطق حيث كانت هناك دراسات من قبل 30 سنة سنعود إليها، ونقوم بتفقد جميع البلاغات التي تمت عن طريق منصة فطري للبلاغات التي تتبع للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية باستخدام الخرائط الإلكترونية لتحديد الموقع، وفي عس ير سيتم اختيار موقعين أحدهما زراعي، والآخر سياحي سكني ونجرب حلولا مختلفة لقياس مدى نجاحها من عدمه، وأهم ما في الأمر هو التوقف عن إطعام القرود.