رصدت أجهزة الأمن الإسرائيلية “محاولة جدية” من إيران لاستهداف إسرائيليين في تركيا “على المدى القريب”، بحسب ما جاء في تقارير أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، مساء الإثنين، مشيرة إلى أن ذلك ما دفع مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إلى تشدبد التحذيرات من السفر إلى تركيا.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن مسؤولين أمنيين إسرائيليين تحدثوا هاتفيا مع نحو 100 مواطن إسرائيلي متواجدين في تركيا، وحذروهم “بشكل شخصي” من خطر التعرض لهجوم إيراني، وطالبوهم بالعودة فورا إلى إسرائيل، بعد أن خلصت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى أن جهات إيرانية اتخذت قرارا باستهدافهم.
وشددت القناة على أن تحذير مجلس الأمن القومي يؤكد أن “الخطر جدي ولا يزال قائما”، وذلك في ظل المحاولات الإيرانية للرد على اغتيال الضابط في الحرس الثوري الإيراني، العقيد صياد خدائي، قرب منزله شرق العاصمة طهران، مطلع الأسبوع الماضي.
من جانبها، نقلت هيئة البث الإسرائيلي (“كان 11”) عن مصادر أمنية، قولها إن تحذيرات مجلس الأمن القومي صدرت في ظل “الخطر الملموس والعيني والتهديد الحقيقي بشن هجمات انتقامية إيرانية على الإسرائيليين متواجدين في تركيا”.
ولفتت القناة الإسرائيلية إلى أنه “على رغم من أن أجهزة الأمن الإسرائيلية ترصد منذ عامين محاولات إيرانية لمهاجمة أهداف إسرائيلية في الخارج، إلا أن التحذيرات الحالية تتحدث عن تهديد ملموس وفوري للإسرائيليين في تركيا”؛ وبحسب التقديرات الأمنية الإسرائيلية التي أوردتها القناة فإن “إيران تخطط كذلك لإلحاق الضرر بالسياح الإسرائيليين فضلا عن إمكانية استهداف أهداف رسمية”.
وادعت القناة 12 أن “إيران سعت مؤخرا لاستهداف مسؤولين ورجال أعمال إسرائيليين في الخارج في عمليات أحبطها الموساد”، وأضافت أنه عقب ذلك “خفّض الإيرانيون من سقف أهدافهم وباتوا مستعدين لاستهداف إسرائيليين يقضون عطلاتهم في تركيا”.
ووفقا للقناة فإن “إيران حددت مواطنين إسرائيليين متواجدين في تركيا، وأدرجتهم على قوائم الاستهداف”، علما بأن نحو 40 ألف إسرائيلي يتواجد حاليا في تركيا؛ وأضافت القناة أن “مسؤولين في الأجهزة الأمنية حذروا 100 شخص بشكل شخصي”.
ووفقا لـ”كان 11″ فإن “إيران وضعت مجموعة واسعة من الخيارات للرد” على اغتيال العقيد في “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني؛ تشمل “مهاجمة أهداف إسرائيلية بواسطة طائرات مُسيّرة ومهاجمة دبلوماسيين ورجال أعمال إسرائيليين في الخارج”.
وأضافت القناة أن “تركيا تدخل في الحزمة التي أعدتها إيران للرد على اغتيال خدائي”، ولفتت إلى أن إسرائيل أخطرت تركيا مسبقًا بشأن تحذير رعاياها من السفر الصادر صباح الإثنين، وقالت إن “إسرائيل زودت تركيا بتفاصيل التحذير السفر إليها وشرحته بالتفصيل”. وأضافت أن تل أبيب ترى بأنقرة “شريكا أمنيا وسياسيا للتهديدات الإقليمية وتحافظ على تنسيق مستمر معها في هذا الشأن”.
وجاء في بيان صادر عن “شعبة محاربة الإرهاب” في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، صباح اليوم، أنه “منذ عدة أسابيع، وبشكل أكبر منذ اتهام إيران لإسرائيل بموت ضابط في الحرس الثوري، الأسبوع الماضي، يتزايد التخوف في جهاز الأمن من محاولات إيرانية لاستهداف غايات إسرائيلية في أنحاء العالم”.
وأضاف البيان أنه “في هذه الأثناء، يشدد مجلس الأمن القومي وجهاز الأمن، اليوم، التحذير من السفر إلى تركيا، ويوضح أن مستوى الخطر مرتفع تجاه الإسرائيليين في هذه الدولة في هذه الأيام”. وتابع أنه “وفقا لجهات في جهاز الأمن، فإن هذه التحذيرات تأتي على خلفية تهديد حقيقي تجاه إسرائيليين في المنطقة التركية”.
وبحسب البيان، فإن “مستوى التهديد ارتفع في دول أخرى لها حدود مع إيران. ولذلك، على مواطني إسرائيل الحفاظ على تيقظ والحرص على قواعد الحذر المطلوبة في أي رحلة إلى أي واحدة من هذه الدول”.