واتفق الجانبان على تمديد الهدنة يوما إضافيا، مع خطط لتبادل رهينتين أخريين، لكن إسرائيل تعهدت مراراً وتكراراً باستئناف الحرب «بكامل القوة» لتدمير حماس بمجرد أن يتضح أنه لن يتم إطلاق سراح المزيد من الرهائن بموجب شروط الاتفاق الحالي.
ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن المنطقة للمرة الثالثة منذ بداية الحرب، وذلك للضغط من أجل تمديد الهدنة والإفراج عن المزيد من الرهائن.
منع التهجير
وأخبرت إدارة بايدن إسرائيل أنه يجب عليها تجنب «المزيد من التهجير» والخسائر الجماعية في صفوف المدنيين الفلسطينيين إذا استأنفت الهجوم، وأنها يجب أن تعمل بدقة أكبر في جنوب غزة مما فعلته في الشمال، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.
وفي الوقت نفسه، كرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش دعوته إلى وقف طويل الأمد لإطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن، مما يعكس الدعم الدولي الواسع لوقف الجولة الأكثر دموية من العنف الإسرائيلي الفلسطيني منذ عقود. رهائن الحرب
وبإطلاق سراح الرهائن يوم الإثنين يرتفع إلى 51 عدد الإسرائيليين الذين تم إطلاق سراحهم بموجب الهدنة الأولية التي استمرت أربعة أيام، بالإضافة إلى 19 رهينة من جنسيات أخرى. وتم حتى الآن إطلاق سراح 150 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية. وقالت إسرائيل إنها ستمدد وقف إطلاق النار يوما واحدا مقابل كل 10 رهائن إضافيين يتم إطلاق سراحهم.
حالة خراب
وقد سمح وقف إطلاق النار للسكان الذين بقوا في مدينة غزة وأجزاء أخرى من الشمال بالخروج لتفقد الدمار ومحاولة تحديد مكان أقاربهم ودفنهم. وتظهر لقطات من شمال غزة، مركز الهجوم البري الإسرائيلي، تقريبا كل المباني المتضررة أو المدمرة.
ويقدر اتحاد المساعدات الذي تقوده الأمم المتحدة أن أكثر من 234.000 منزل قد تضرر في جميع أنحاء غزة، وأن 46.000 منزل تم تدميره بالكامل، وهو ما يمثل حوالي 60 % من المساكن في القطاع، الذي يسكنه حوالي 2.3 مليون فلسطيني. وأضافت أن تدمير المنازل والبنية التحتية المدنية في الشمال «يضعف بشدة القدرة على تلبية المتطلبات الأساسية لاستمرار الحياة».
وقتل أكثر من 13300 فلسطيني منذ بدء الحرب، ثلثاهم تقريبا من النساء والقاصرين، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
مخاوف الجنوب
وأدى القصف الإسرائيلي والهجوم البري إلى نزوح أكثر من 1.8 مليون شخص، أي ما يقرب من 80 % من سكان غزة، ولجأ معظمهم إلى الجنوب، وفقاً لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة. ومنعت القوات الإسرائيلية السكان من العودة إلى الشمال خلال وقف إطلاق النار.
واحتشد مئات الآلاف في المدارس وغيرها من المرافق التي تديرها الأمم المتحدة، واضطر العديد منهم إلى النوم في الشوارع بالخارج بسبب الاكتظاظ. ومن غير الواضح إلى أين سيذهبون إذا وسعت إسرائيل عمليتها البرية، حيث رفضت مصر قبول اللاجئين وأغلقت إسرائيل حدودها.
وتقول الأمم المتحدة إن الهدنة مكنت من زيادة توصيل الغذاء والمياه والدواء إلى أكبر حجم منذ بداية الحرب، وجلب الوقود الذي تشتد الحاجة إليه للمنازل والمستشفيات ومحطات معالجة المياه. لكن ما يتراوح بين 160 إلى 200 شاحنة يوميا لا يزال أقل من نصف ما كانت تستورده غزة قبل القتال، حتى مع ارتفاع الاحتياجات الإنسانية. وبعد مرور أربعة أيام على سريان الهدنة، لا يزال السكان ينتظرون ساعات طويلة لشراء الغاز ووقود الطهي.